عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 13:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
احتضنت مدينة الصخيرات المغربية المتواجدة بضواحي العاصمة الرباط على طول شهور تعدت السنة اجتماعات مارطونية جمعت فرقاء ليبيين من أطياف شتى قصد التوصل للتوقيع على اتفاق ليبي- ليبي لإنقاذ ليبيا من الفوضى وأضرار ربيع الهدم العربي وعودتها للمجتمع الدولي .....
===============
إنها أكبر مضيعة للوقت وإهدار للجهود ، فنحن المغاربة المحتضنون و الليبيون الضيوف نكون كمن نصب سطول الماء الزلال على رمال عطشانة أو أرض مشقوقة شقفاء في غرة الظهيرات الحارقة الرمضاء، لماذا ؟؟
===============
صناع القرار بالبيت الأبيض و في مقدمتهم رجل الاستخبارات الأمريكية " مايكل فيكرز " المسؤول الرسمي عن التنظيمات الجهادية بالشرق الأوسط وشمال افريقية، يرون في ليبيا حاضنة نموذجية لبؤرة التوترات وتأهيل التنظيمات الجهادية التي تخدم مشروع الشرق الأوسط الجديد بما يتوافق و أمنهم القومي....
فمن ليبيا حيث كان ينصب العقيد القذافي خيمته الخضراء الملونة بصور نخيل المانجا والكاكاو وأيائل الواحات ذات العيون الكبيرة، انطلاقا من ليبيا ستعبر أعاصير الربيع الشعوب الجزائر غربا ومصر شرقا نحو أمصار و أقطار أخرى ، وعما قريب سندخل الشوط الثاني من ربيع الهدم العربي الذي سيستهدف الملكيات و السلطنات والمدعشات ....ترقبوا هذا ...(...)
===============
ما يطبخ لليبيا في دهاليز العم سام السام من سموم ستغترفها شعوبنا في صحون منمقة بأيقونات الثورة و شعارات الكرامة والتغيير ، سيجعل ظننا نحن الشعوب في سلاطيننا يخيب عندما أخبرنا هؤلاء الملوك والحكام في خطب و تصريحات رسمية وبمناسبات أعياد القصر الغراء عن هذا الربيع الذي سحل القذافي وأوقفه مدميا متوسلا على سيارة جيب ، وحول سوريا واليمن الى خراب، و قذف بزين العابدين بن علي بعيدا عن قرطاج ليستجير بأستار الكعبة والهة العرب...
===============
قال لنا السلطان أننا نشكل استثناءا لهذا الربيع الأغبر الأغدر الأمكر، الذي حطت أعاصيره بموطن الديكتاتوريات والهمجيات ، خصوصياتنا الفريدة المحسودون عليها خير تلقيح لنا يضيف الحاكم بأمر الله، و تشبثنا برموز ومقدسات الدولة خير حصانة لنا من عواصف الهدم العربي ، فلا تبالوا يا رعايانا الأوفياء يقول لكم السلطان، فقوتنا في ديننا وطينة حكمنا الرشيد وهويتنا الضاربة في قيعان تاريخنا المجيد ....
===============
واليوم ،عندما يرى "مايكل فيكرز" المسؤول عن تدبير التنظيمات الجهادية بجهاز الاستخبارات الأمريكية هؤلاء الليبيون المجتمعون بمدينة الصخيرات المغربية، و عندما يرى حماس المغرب في أن يكون وسيطا وحاضنا وراعيا و مستضيفا لهؤلاء الليبيين قصد انقاذ ليبيا ، فأنه لا يستطيع مسك مصارينه من شدة الضحك على ضيوفنا الليبيين و على من استضافهم من المغاربة مشيرا بأصبعه الينا ولسان حاله يقول وهو يمسح دموع الضحك من عينيه، يا الهي، انظروا كم هم سذج وأغبياء هؤلاء القوم، فنحن نخطط لتكون ليبيا منبع شرارة حرائق نيرون، وهم يقولون لها يا نار كوني بردا و سلاما على ليبيا ...... أووو مـــــاي كـــــود ....
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟