احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 13:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جازع هو العم الاكبر لوالدتي ,وقد كان (رحمه الله ) رجلا فظا غليظ القلب , عصبي المزاج , مفتول العضلات ,يهابه القريب ,ويخافه البعيد , على العكس من اخيه الاصغر جدي لوالدتي ,الذي كان رجلا سكيتا ,يكره المنازعة ويجنح للعزلة والسكينة .لجازع قصة لطيفة , وحكاية طريفة ,مع رفيق دربه ,وقرين اسفاره (هنيدي ) فقد كان لا يستغني عن صاحبه في حله وترحاله , فكان يصطحبه معه اينما حل , وحيثما ارتحل , لا سيما عندما كان ينزل الى (الهور )لاصطياد السمك او الطيور, التي تتخذ لأفراخها اعشاشا بين اعواد القصب والبردي .حدث يوما ان جازع وهنيدي عزموا على النزول الى (الهور ) فكان ان رزقهم الله وقتها ما لم يكونوا يتوقعونه ,فقد افاض الله عليهم من وافر رزقه ,ومن عليهم بكريم عطائه ,فكانت شباكهم تغص بشتى صنوف السمك, مما ثقل وزنه , وغلى ثمنه ,حتى اذا ما افرغوا شباكهم ,مما علق بها من رزق , اخذ جازع يفرق بين غث السمك وسمينه ,فكان يعزل سمك الكطان والشبوط لنفسه ,ويترك سمك( الحمري والشلج) ردي السمك ورخيصة لصاحبه هنيدي ,فما كان من الاخير ,الا ان يعترض على تلك القسمة الضيزى التي قسمها له جازع بعد ان رزقهم الله ومن عليهم ,,لكن جازع سرعان ما أخذ , برقبة هنيدي صارخا به ( ولك اذا حجيت انوب اغطك بالماي ) .تذكرني تلك الحكاية الطريفة اللطيفة , والتي ما تزال والدتي الطاعنة في السن تعيدها علي مسامعي , اناء الليل واطراف النهار, وفي كل مرة ادعي اني لم اسمعها من قبل, لكي لا افسد عليها حلاوة الحديث , عن ماضيها الجميل ,تذكرني تلك الحكاية, بما اقدمت عليه حكومتنا الموقرة, وهي تتجاوز على رواتب موظفيها ,على قلتها وضعف قدرتها , وهم لا يجدون بعد ذلك غيرها , سببا لمعيشتهم , وملجأ لذويهم ,بينما استأثر اعضاء حكومتنا الموقرة ,على اختلاف مشاربهم ,وتباين اتجاهاتهم السياسية والفكرية والمذهبية ,بالقناطير المقنطرة ,من الذهب والفضة ,فضلا عن تمتعهم بشتى الامتيازات ,ومختلف المكرمات ,التي حجبتهم عن معاناة رعيتهم , وحالت بينهم وبين من كان سببا في وصولهم الى سدة الحكم والمسؤولية .وتلك لعمري قسمة ضيزى .
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟