أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي














المزيد.....

النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نمر النمر ليس اكثر من نمر على الورق، ولكن من الممكن تسويقه سياسيا واعلاميا في المستنقع الطائفي ليتحول الى نمر وهمي في المخيلة الذهنية وفرضه على الواقع.
مَنْ سمع بالنمر مِنَ الذين اغرقوا انفسهم في المياه الاسنة للمستنع الطائفي كي يحتجوا ويمشوا في تظاهرات، ويشاركوا في الهجوم على الجوامع السنية والتقيأ قيحا بالهتافات والخطب والشعارات الطائفية النتنة؟. الجواب لا احد، والادهى من ذلك هناك من يسمي نمر النمر ب"شهيد" العقيدة والرأي والفكر! اليس هذا ضربا من السخرية بقدر ما هو ضربا من النفاق والتملق. فأذا كان واحد مثل النمر الذي لم يسمع به احد ولم يكن مناضلا جسورا من اجل الحرية اومن اجل تحرر النساء في قلعة العفونة الرجعية في العالم والتي تسمى بالسعودية او من اجل اللاجئين او من اجل القضاء على العنصرية مثل نيلسون مانديلا او مارتن لوثر كنك او من اجل التحرر والمساواة مثل تشي جيفارا او...، قلب الدنيا عليه، ليتحول بين ليلة وضحاها الى بطل طائفي وتصك الانياب الطائفية سواء اكان النمر طائفيا ام لا، شاء ام ابى، فماذا اذن عن ضحايا اسلام النفط السعودي الذي يقتل العشرات لاسباب مختلفة حسب تقارير المنظمات المعنية بحقوق الانسان بطريقة داعشية بأمتياز وبعنوان تطبيق الشريعة الاسلامية وقصاص الدنيا. ان الجواب لم يحرك ساكن اي من الذين هتف بحياة نمر النمر. والسبب لان قتل البشر في السعودية طالما لا يدور الراسمال الطائفي وبالتالي لا يدر ربحا سياسيا ولا يقوي النفوذ والامتيازات في المنطقة، فالخرس او التعامي او غض الطرف في احسن الحالات هو الرد على كل تلك الجرائم .
ان اعدام نمر النمر يأتي في سياق الحرب الدولية والاقليمية بالوكالة، وخاصة ان التدخل الروسي في سورية قلب المعادلة السياسية، وسدد ضربة موجعة لمشاريع المثلث التركي-السعودي-القطري الداعم للاسلام السياسي السني المتمثل بداعش وجيش الاسلام وجيش فتح واحرار الشام ..الخ. واستطاعت روسيا ان تفرض شروط اللعبة واستصدار قرار من المجلس الامن للوقف العنف في سورية، والانتقال السياسي دون التطرق الى المتسقبل لاسياسي لبشار الاسد في السلطة السياسية، اضافة الى الحاق الضربات المؤثرة على عصابات المثلث المذكور التي يسميها بالمعارضة المعتدلة مع قطع الامدادت المالية عن داعش بضرب شاحناته النفطية التي تفرغ حمولتها في الاراضي التركية عبر وسطاء مرتبطين بالمسؤولين في الحكومة التركية كما اشات اليها التقارير الصحفية العالمية. والغريب في الامر ان الشاحنات النفطية لداعش التي استمرت لمدة اكثر من عام لم يضرب من قبل التحالف الذي تقودها الولايات المتحدة الامريكية الا بعد الحملة الروسية. وهذا يبين كيف ان التدخل الروسي غير التوازنات العسكرية لصالح النظام السوري المدعوم من الجمهورية الاسلامية ويقفان خلفها روسيا والصين، وفرض التراجع علي مشروع الاسلام السياسي السني الذي يقوده المثلث بدعم واسناد الغرب على الاقل خلال هذه المرحلة. لذلك ان اعدام النمر هو سياسة يبغي من ورائها اعادة مشهد الحرب الاهلية الطائفية في العراق الذي يعتبر من "الاهداف الرخوة" حسب ما وردت في الادب السياسي لوكالة المخابرات المركزية الامريكية ابان حقبة الثمانينات في دول امريكا اللاتينية التي كانت خارج سيطرة الشركات والمؤسسات المالية الامريكية، واشعال المنطقة برمتها لخلط الاوراق بعد ان شعر ذلك المثلث المسعور انه يخسر في سورية.
ان اعدام النمر ليس له اية علاقة بحرية العقيدة او حرية الراي، وعلينا نحن الشيوعيين قبل التيارات السياسية الاخرى ان لا تختلط علينا الامور وان تكون لدينا مناعة سياسية ضد هذه البراغيث الطائفية. ان اولئك الذين يدافعون عن النمر بحجة انه لم يكن طائفي وانه ضد بشار الاسد وايران وانه "شهيد"الحرية والعقيدة ...الخ لا يمكن وصفهم اكثر الغرق في الرومانسية السياسية. فنمر النمر هو ملا ورجل دين شيعي ولا يختلف عن جلال الصغير والصافي والقبانجي والكربلائي والحكيم ومقتدى الصدر وغيرهم من معممي الاسلام السياسي الشيعي الذين هتف متظاهري 9 محافظات عراقية في العام الفائت "باسم الدين باكونا الحرامية". الا ان الفارق هو ان النمر يحمل جنسية سعودية ويتخذ من الطائفية الشيعية ايديلوجية له، وان البلد الذي يحمل جنسيته له مشروع يعادي منبع ايديلوجيته السياسية وهي الجمهورية الاسلامية في ايران وحكومة الاسلام السياسي الشيعي في العراق. ولو لم يكن نمر النمر ملا شيعي، او مثل الشاعر الفلسطيني اشرف فياض الذي حكم عليه بالاعدام او مثل رائف بداوي الذي يجلد على جسارته في التفكير والمئات التي دبغت جلودهم او قطعت رؤوسهم .. لما قلب الدنيا اولئك الذين سرقوا العراق بما حمل ووضعوه على حافة الافلاس.
ان البشرية المتمدنة وفي مقدمتها الشيوعيين عليهم تشديد النضال ضد الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، ويعملوا على فضح المزايدات الطائفية، فبدون التخلص من الاسلام السياسي ورموزه فكل نمر من ورق يحفر بجانبه مستنقع طائفي، لاغراق المجتمع العراقي بمزيد من العنف والحرب والقتل والجرائم، وبالتالي تفرغ للتلك الرموز الفاسدة الساحة بالاستمرار بالنهب والسلب والسرقة، وهي تتفرج بمتعة وبتنفس الصعداء على الحريق الطائفي الذي لن يلهب الا الابرياء مثلما كان يتفرج نيرون باستمتاع على حريق روما.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة ضد داعش السني وداعش الشيعي
- بمناسبة العام الجديد.. رسالة الى عمال النفط
- الحرامية والظلم الاجتماعي والبرلمان العراقي
- من مطرودين الى -قادة- احتجاجات!
- السيادة المفقودة والسيادة المفضوحة
- الانحطاط الطائفي
- هذه هي حقيقة الحكومة وقواتها القمعية
- ما بين المالكي امس والعبادي اليوم
- بطاقة الخزي والعنصرية
- الهة الفيضانات وقطع الرواتب
- ما هكذا يؤكل الكتف يا أحمد عبد الحسين ويا جاسم الحلفي
- حركتان احتجاجية ويوم عاشوراء
- حكومة العبادي تعتاش على الضريبة ام على الخاوة
- عمار الحكيم افشى بسر لصوصيتهم
- لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان
- مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي
- سلطة الاسلام السياسي الشيعي والهروب الجماعي
- العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية
- الاحتجاجات الى اين؟
- الاحتجاجات بين فكي قم والنجف


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي