حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 14:50
المحور:
الادب والفن
بخطى الزيتون على الصخر الملتهب تثب من حفرة ظلك، لاعناً أساطير الأولين والآخرين، ومتخضباً بزئبق التفكير بأبعاد الاضطراب، يحدوك الرجاء أن ترتوي من بئر الصمت، على أريكة الوجود الفولاذية.
ينثر الأثير آنَ غروب حدقتك المتعسفة البغضاءَ في أنين السنونو المنثور على أضلع قيلولة كلاب الرحمة بالنعاج في مرعى الجليد.
تشبه عضلات الماء بالتوائها على الهيكل العظمي للنهر مسيرةً الأشباح من مقبرة أعزة القوم.
تجري في دروب من ياقوت و لآليء و الماس، تلقى أصدقاء تتلبسهم مجوهراتُ قراصنة نبلاء في طرق واسعة للمصير،
يا ابن آلهة الشهوة و الطغيان! يا روحا محمومة تنفخ في بوق لنسف عوالم قديمة لأجل أن تهدم حصن الضحاك . روحك الهائمة تبحث عن نغمة ذهبية، و أنت تتأجج منذ ولادة الغيلان ، في ضباب الخوض في أخاديد الزمان العنيد.
تبتغي الانطلاق بأشرعة بيضاء في ظلمة الليل، أو مثل الفئران التي تقرض خفقان الحجرات ، بحميمية سنابل القمح في فجرٍ قانٍ ، تستفزّ العظام التي ازرقت من التعب، و عضلات ٍ ردمتها الآلام.
في وادي العلف في مستنقع يخلو من الحسرات، في أرض الملح العطشى إلى قطرة ماء, تريد الهروب من نظرات الليل الصفيق .تهربُ إلى مولد الشعاع، لاعادة بناء الجسد وترميم أيكة القمر، تتلمسُ أناملَ العدم الرشيقة و ارتعاشات الظلال . تتأمل العنقاء تعانق السيمرغ في شرق الألوان ، عارياً حتى النخاع، درويشاً يطلق الصبر على معزى الجبال ،و تستقر في منعدم العجب في شعلة بحر امتلأ بكلمات أول الوجود , تستحيل كلماتك الداكنة في تصادم الأرض و الآلهة إلى بروق ، وتتناثر ثمرات اسمك.، تختمر النفس في طين أسود.
نهاية التكوين هي الخروج بدون مكان ، وبدون زمان : ولأجل الغطس في محيط اللامكان ، تبقى معدوما من لازورد سماوات القدوم و دفق غيومها الملتهبة، في منفى خاوٍ ، منعكسا في مرآة مزدوجة العدم و الوجود.
بيد أنك لابدّ أن تعود بمعية ملوك البرد ونجوم الصياح، تعود ثملا من كأس شموخ السنابل الناضحة في دفء بشرات المتعبين و نسيج روحك تتلوى في أنياب الورود، لتعزف مع الكورس نغمة السماء الدافئة:
في يومِ جميل...
في يوم العمل و الحنين…
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟