أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عبد الرحمن - بين عمر وصلاح الدين














المزيد.....

بين عمر وصلاح الدين


محسن عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محسن عبد الرحمن
بين عمر و صلاح الدين

ليس القصد من هذا الموضوع اجراء مقارنة بين شخصيتين لكل منهما مكانته الدينية في نفوس المسلمين و موقعه القيادي.. لا تاريخاً و لا دينياً و لا قومياً، بل تأثير التراث و البيئة المجتمعية على الانسان، الاول هو الخليفة الثاني امير المؤمنين عمر بن الخطاب و الثاني السلطان (يوسف نجم الدين شادى) صلاح الدين الايوبي رضى الله عنهما و ارضاهما، القصد لايتجاوز تأثيرات و آثار جملتين قالاها كلاهما و كل واحد فيهم ابن بيئته و ظروف زمانه و لايمكن بأى حال من الاحوال انكار ان كلاهما يجتمعان في انهما عسكرياً و سياسيأً قائدا امة و كلاهما من نفس المدرسة (المحمدية) و كلاهما ترك بصماته على مجريات الاحداث، بل غيرا مجرى التاريخ و ما نقوله لايرفع و أويقلل من شأنهما لأنهما اكبر من أن انتقدهما أو أقيمهما.
ما يهمنا منهم هنا ليس سوى ملاحظة على جملتين قالاها من قرون مضت و الآن نستسقي منها العبر في هذا الوقت العصيب الذي تمر بها الامة الاسلامية ليس الاُ، حيث انها متهمة بالارهاب الدولي (ليس كل المسلمين ارهابيين و لكن كل الارهابيين مسلمين) لأن تلك الجملتين تعبران عن مدى تأثير البيئة الثقافية و التراث و الخلفية الاجتماعية على سلوك كل واحد فيهما و التي لاتزال آثارها و تأثيراتها واضحة في تصرفاتنا و سلوكنا الحياتية و نمط تفكيرنا و كأننا نعيش ذات الظروف الصعبة و المناخ المضطرب.
الجملة الاولى و هي للخليفة الثاني عمر بن الخطاب وهي (لايجتمع في جزيرة العرب دينان) بهذة الجملة خرج بل أخرج عنوة الالوف المألفة من اليهود و النصارى و آخرين من العرب ممن كانوا يدفعون الجزية و لايدينون بدين الاسلام، هكذا أفرغت الجزيرة بناء على مقولة الخليفة.
الجملة الثانية و هي للسلطان النبيل كما يسميه المؤرخون الغربيون الا وهي (الدين لله والوطن للجميع) حتى انه كان في الجيش الايوبي من هم مقاتلون و قادة من غير المسلمين، و لم يُخرج احد من ارضه أو ُابعد عن وطنه لأنه على غير دين السلطان، بل أنً صلاح الدين تمادى حتى دفع من ماله الخاص ما يحرر به بعض الاسرى من الصليبيين الذين لا يستطيعون دفغ الفدية لقاء حريتهم.
الاولى ليست تهمة او ادانة لخليفة المسلمين عمر لانه ابن بيئته و ظروف زمنه و تاثيرات عصره، لكن للاسف داعش و قبل داعش تعرض المسيحيون في العراق للاضطهاد و التنكيل بهم و اجبروا على التهجير و الاحصائيات الاخيرة تكشف عن حجم الكارثة، حتى ان العراق تكاد تفرغ منهم و فيها اقدم كنيسة (دير مار توما) في الموصل التي فجرًت العام الماضى و التي شيدت قبل الاسلام بقرنين، كما سبق أن أفرغت من اليهود الذين استوطنوا ميسوبوتاميا قبل الفتح العربي الاسلامي الذين بدورهم أجبروا على الهجرة الى اسرئيل.
الثانية ليست تمجيداً لصلاح الدين لانه بعدله غزا قلوب رعيته قبل أن ينتصر بسيفه على اعداءه، رجل حقق لنفسه المجد المشرف الذي لم يستطيع قائد أن في الشرق أن يحققه، فصلاح الدين لم يرث سلطنة بل و لا حتى مختارية قرية، كل ما حققة يعود الفضل فيه الى شخصه و شخص قائده و معلمه الاول عمه (شيركو الايوبي) المؤسس الاول لدولة و مجد آل شادي ايوب، فصلاح الدين هو القائد الميداني الذي يقود عساكره و يتقدم جيشه و هو العادل بين شعبه حتى فرض احترامه على خصومه قبل طاعت رعيته، (و كالخليفة الاموي عمر بنةعبدالعزيز مات و لم يوًرث شيئاً) معبرا عنها بمفهومه أن الحياة هبة من الله وأن الدين من وجد من أجل الانسان، لذا قال (الدين لله و الوطن للجميع)، هذه جاءت ليس من كونه افقه من عمر بل جاءت من خلفيته الاجتماعية والثقافية التي استسقاها من مجتمعه الكوردي الذي كان يحتضن ديانات و طوائف و معتقدات كثيرة، مجتمع يقبل بالآخر كما هو و ليس كما يريد، نفس الصورة تنعكس الآن فالمسيحيون الهاربين من داعش و قبلها الميليشيات المنتشرة في العراق يلجئون الى كوردستان و يحتمون بروح تسامح اهلها استقبلهم و قبلت بهم كمسيحين بل و حتى انه اسس في الآونة الاخيرة جمعية الصداقة الكوردية – اليهودية.
صلاح الدين المنتصر لم يُهن المهزوم ولم يفرض شروطاً تعسفية مذلة بحقهم، لذا استحق عن جدارة لقب (السلطان النبيل و فارس الشرق).
الغريب أن هناك تجاذباً و جدالاً عنيفاً بين المسلمين انفسهم حول شخيصية الخليفة عمر بن الخطاب، بين مادح ممجَد وناقم شاتم، حتى ان السنة يعرفون عمريين و الشيعة علويين، عكس شخصية الفارس الكوردي الذي يكاد لايختلف اثنان ليس في العالم الاسلامي (الشيعي- السني) بل و حتى العالم باسره، فهو الفارس و ليس الفاتح، الحاكم و ليس المتحكم...انه التسامح الكوردي الذي جعل من كوردستان مأوى و ملجأ و ملاذ من لا ملاذ له.



#محسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفايات نووية ولافطائس بعثية


المزيد.....




- صحة غزة: مقتل أكثر من 90 شخصا في غارات إسرائيلية خلال 48 ساع ...
- إعلام: هواوي تطلق إنترنت -10 G- في الصين
- -سي إن إن-: هدنة عيد الفصح ستتسبب بصعوبات لأوكرانيا
- سوريا.. اندلاع حرائق ضخمة في مدينة مصياف بريف حماة (صور)
- مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة تطالب برفع الحصار ووقف حرب ...
- مسؤول أميركي يتحدث عن إحراز تقدم بمفاوضات النووي مع إيران
- سيناتور روسي يعلق على تصريح زيلينسكي بشأن هدنة عيد الفصح
- نيجيريا.. مسلحون يقتلون 56 شخصا في ولاية بينو وسط البلاد
- مصر.. المشدد 5 سنوات وغرامة في حق المقاول محمد علي بتهمة -غس ...
- ألمانيا.. مقتل شخصين بإطلاق للنار في بلدة شمالي فرانكفورت


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عبد الرحمن - بين عمر وصلاح الدين