رائد الحسْن
الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 00:12
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة جدًا
(1)
ألوانٌ
أُعجِبوا بخصالهِ السامية؛ فخلعوا رداءَهم الأبيض الموشى بالذهبِ، اعتذرَ، وانسحبَ متسربِلًا بثوبه الناصع المتواضِع، متَمتِمًا بصوتٍ منخفضٍ: دعوني، لئلا يتسرّب سوادُ دماء قلوبكم إلى شراييني.
(2)
عِرفانٌ
حصَّلَ على مرتبةٍ متوسِّطة في مُسابقةٍ مُهمةٍ، تَسارعَ أصدقاؤه لتقديمِ التهاني على فوزِهِ المتواضِعِ؛ فقرَّر مِن يومِها أن يتخلَّى عن المراتبِ العُليا.
(3)
هاكر
كانوا يتحدثون عن زيف العلاقات في الشبكة العنكبوتية؛ أدهشهم صمته، لمّا سألوه، أجابهم بدموع الوجع: مَرَّ اسبوعان، لم يظهر فيها صديقي المقرَّب.
(4)
انطلاقٌ
أنظارُ الناس مٌتَّجِهة صوبهم، ينحنون وأياديهم تلامس الأرض، قلوبهم تخفق مع نظرات شاخصة إلى خطٍّ يجمعهم، عيونهم ترنو (بترقّبٍ) إليهِ وهو مُمسِك بِمُسدَّسهِ؛ ما هي إلّا لحظات وسيضغط بسبَّابتهِ على الزنادِ.
(5)
تسريعٌ
تمكّن من الوصول لغاياتهِ بوقتٍ قياسي ونالَ كل شيء تمنّاه، كما خطَّطَ له، لَمْ يَبْقَ أمامهُ أي هدف آخر يشغِلهُ. انصرف ليعّد قبره.
(6)
حقيقة الأمر
رأوها بأم أعينهم، تترنّح تحت ضرب سكاكين إخوتها، وهي تستصرخ: بريئة؛ فدفنوها. بعد فترة شاهدوها وهي مستلقيةً على رمالِ البحر تحت أشعة الشمس الدافئة. بَطُلَ عجبُهم، عندما عرفوا أنها تمثّل دَورَين.
(7)
تزوير
رأى ذلك الطفل المشّرد، بملابسه الرثة وشعره الأشعث، وبيده قطعة خبز يابسة؛ سأله أن يبتسم؛ فأبى ... أخذَ له صورة، ومرّرها تحت محاليل مختبره، ورسم ابتسامة على وجههِ.
#رائد_الحسْن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟