ثمن الحياة

كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 13:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لماذا علينا ان ندفع لنعيش على هذه الارض؟
مطلوب منا ان ندفع لنأكل، لنتعلم، للاستشفاء، لنشتري منزلا،لشراء سيارة،للحصول على شبكة الانترنت والستلايت، للهاتف، وغيره الكثير الكثير مما لا يعد ولا يحصى...
محاصرين بالدفع بكل نفس لنا وبكل لفتة!.
فواتير، ضرائب، مستحقات، الحياة باتت سلسلة من الموفوعات... هذا بنظر الكثيرين!.
ان اهمية وجود المال في حياتنا هو الذي انتج القول الشعبي "معك قرش تساوي قرش". فاصبحت قيمة الانسان محددة وفق ماينتجه، بصفته منتجا للمال..
فقد الانسان قيمته الانسانية ككائن روحاني خارق، بل تحددت قيمته من خلال مايمتلكه من ممتلكات مادية ترضي المجتمع المادي حوله وتزيده اغترابا عن ذاته!.
لقد تحولت الحياة على هذا الكوكب الازرق الى طريقة للاستهلاك...
ان قدرتك على الشراء هي التي تحدد اهميتك.
ان ارتياد المخازن الكبرى، اصبح مقياسا اجتماعيا يتحدد على اساسه مستوى الشخص ومركزه ودوره وفاعليته، لهذا عليه ان يعمل للحصول على الاموال التي تجعل منه كائنا مستهلكا يمكنه ان يقتني كل تبهره به وسائل الدعاية والاعلان، ويحوز على الابهار والبريق الاجتماعي الجذاب.
اضافة الى ذلك فان اعطاء هذه الاهمية للنقود، دفع بالتالي الى اعطاء اهمية اخرى، بمفهوم اخر، للعمل، فالعمل لم يعد يتخذ مفهوم "الرزق" حيث على الانسان القيام به ككائن فاعل ونشيط، عليه مهمة اعمار الارض، بل اصبح العمل هو مصدر الحصول على الاموال، بغض النظر عن نوع العمل ومشروعيته اذا جاز لنا التعبير.
هل نحن فعلا بحاجة لكل مانشتريه؟
لماذا تتحول بيوتنا الى مستودعات مادية تغيب عنها مساحتنا الخاصة، او الفراغ الذي يجعلنا نتواصل مع القوى العلوية التي كانت سبب وجودنا!!.
هل هناك من شيء مجاني؟
اذا كان لديك عائلة تحبك، والقليل من الاصدقاء الطيبين وطعام على المائدة وسقف فوق رأسك فانت اغنى مما تتصور... قول اعجبني..
ثمن الحياة هي انفاسنا، فبوجودنا كانت الحياة.... وكل مايمكن شراؤه سيبقى خارج نبض الحياة...
للحديث بقية.

#كامي_بزيع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات