تأسيس -الائتلاف المدني من أجل الجبل- للنهوض بسكان المناطق الجبلة بالمغرب

علي بنساعود

الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 19:38
المحور: المجتمع المدني
    

نظمت جمعية الهدف ببولمان، أخيرا، ندوة صحفية تم خلالها تقديم الحصيلة السنوية لبرنامج المرافعة من أجل تحسين شروط عيش ساكنة المناطق الجبلية بالمغرب. وأهم مطالب وخلاصات النقاش الوطني حول واقع المناطق الجبلية بالمغرب.
وأهم مكسب تم تحقيقه، حسب المنظمين، هو الإعلان عن تأسيس "الائتلاف المدني من أجل الجبل" الذي جاء في إطار الدينامية الترافعية حول المناطق الجبلية التي أطلقتها الجمعية بشراكة مع المنظمة الهولندية Oxfam Novib، بمعية مجموعة من الجمعيات الوطنية والمحلية على مستوى المناطق الجبلية بالمغرب.
يضم الائتلاف أكثر من 120 جمعية، وهو، حسب مؤسسيه، آلية لتقوية الأدوار الترافعية للمجتمع المدني، وتوحيد الجهود بين مختلف الفاعلين لدفع دوائر القرار إلى إخراج سياسات عمومية ذات أبعاد مندمجة، خاصة بالمناطق الجبلية، وفق خصائصها الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، على اعتبار أن هذه المناطق ساهمت في إعطاء المغرب شخصية متميزة، بين بلدان إفريقيا، لكنها ظلت، حسب الائتلاف، مهمشة من الناحية التنموية، إذ اعتمدت جل التدخلات التي استهدفت هذه المناطق سواء في عهد الحماية أو في فترة ما بعد الاستعمار، على مقاربات أمنية وإحسانية، وظل سكانها من أفقر سكان المغرب، ولا ينظر إليها إلا كخزان لليد العاملة والموارد الطبيعية...
واعتبر المنظمون، خلال الندوة الصحفية التي احتضنها أحد الفنادق بفاس، بعد زوال الأربعاء الأخير، أن وظيفة الائتلاف هي تقوية الأدوار الترافعية من أجل الضغط على القائمين على الشأن السياسي في هذا الوطن من أجل إقرار سياسات عمومية عادلة ومنصفة تأخذ بعين الاعتبار خصوصية المناطق الجبلية.
وأوضح المنظمون أنه، خلال اللقاءات الوطنية الموضوعاتية التي عقودها سابقا، وقف المشاركون والمشاركات على السياسات الاجتماعية والمالية والجبائية غير العادلة وغير المنصفة الممارسة في حق المناطق الجبلية، وعلى غياب أبسط شروط العيش الكريم لساكنة هذه المناطق، في ظل غياب مقاربة ترابية للتسيير والتدبير من طرف الدولة المغربية...

وفي رده على أسئلة الصحفيين، أكد حسن الديش رئيس جمعية الهدف، ومنسق الائتلاف، أنهم يطالبون الدولة الفرنسية بالاعتراف الرسمي بانتهاكاتها الجسيمة اتجاه ساكنة الأطلس إبان مرحلة الاستعمار، والاعتذار عنها، كما يطالبون الدولة الاسبانية باعتذار رسمي لساكنة المناطق الجبلية المتضررة من القصف بالغازات السامة، سنة 1925، وجبر ضررهم، ويطالبون الدولة المغربية بجبر الضرر الجماعي للمناطق الجبلية وساكنتها وإعادة النظر في توزيع الثروات بشكل عادل، بما يضمن المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع مناطق المغرب، وتقنين زراعة القنب الهندي بشكل يخدم مصالح ساكنة المناطق الجبلية ولا يضر بالمحيط البيئي، واستعماله في المجال الصناعي والطبي وتثمين منتوجات الزراعات الجبلية ودعمها، من خلال تكوين الفلاحين وتأطيرهم وتوفير التجهيزات والمعدات الحديثة... والاستغلال المعقلن للمقالع والحفاظ على الثروات الطبيعية والباطنية لهذه المناطق.
وأضاف المتدخل أنهم يطالبون بتحيين القوانين والظهائر المنظمة للتحديد الغابوي وإعادة النظر في مفهوم الغابة وإدماج الإنسان في مجاله الطبيعي واعتماد مقاربة تشاركية في تدبير المشاكل وقضايا المناطق الجبلية، وإعادة النظر في قانون التعمير والتنمية المجالية ومراعاة خصائص المناطق الجبلية، مع إعادة الاعتبار للأعراف الأمازيغية (أزرف) بما لا يتعارض مع المواثيق الدولية ذات الصلة، وسن سياسة عمومية للنهوض بالتعليم تراعي خصوصية المناطق الجبلية، من أجل تشجيع التمدرس، وتجويد العرض الصحي وتنويعه من خلال توفير الأطر والبنيات التحتية وإعادة النظر في الخريطة الصحية، فك العزلة عن المناطق الجبلية وتقوية البنيات التحتية وسن استراتيجية خاصة بالتشغيل تراعي خصوصيات المناطق الجبلية، وضمان حقوق المالكين الحقيقيين والأصليين أثناء تطبيق مسطرة نزع الملكية من أجل المصلحة العامة، وسن سياسة إعلامية عمومية ديمقراطية وشفافة تعكس الصورة الحقيقية لواقع المناطق الجبلية، ووضع المناطق الجبلية وساكنتها ضمن اهتمامات وأولويات الجامعات ومؤسسات
البحث العلمي من خلال إحداث تخصصات وشعب ومعاهد تعنى بقضايا هذه المناطق وإعادة الاعتبار للهوية الثقافية والجوانب التاريخية للجبل، وجرد وتصنيف التراث المادي واللامادي للمناطق الجبلية وتثمين التراث المحلي الأمازيغي وترميم المآثر التاريخية للمناطق الجبلية
كما طالب الائتلاف الأحزاب السياسية ومختلف الفاعلين المدنيين والحقوقيين بتبني الملفات المطلبية الخاصة بالمناطق الجبلية...

#علي_بنساعود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات