حيدر الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 5033 - 2016 / 1 / 3 - 20:29
المحور:
الادب والفن
اليك عنّي وكفى :
...................
بين بيان ولادته وشهادة وفاته ، ثمّة كثبان من رمال ٍ متحركة تغوص فيها الاحلام ،
وهضاب متموجة تبحث عن قطرات ندية وتنتهي لمديات بعيدة من سراب ،
وأودية وعرة ، تتنفس في ملتوياتها قرى للجن يحرسها غول مخيف ،
ومخابئ للجرذان والأفاعي والعقارب تقامر ليل نهار دون ملل وكلل ،
وكهوف مظلمة رطبة ،لا ينفذ الشمس اليها أبداً،
وغابات موحشة تعشعش في اطرافها غربان غامقة الالوان ،تمارس مع ثلّةٍ من قرود متوحشة ٍ لعبة ( الختيلان ) .
وبين نتوءات جدران جميع تلك التضاريس المضطربة شلة عناكب تفترس بانيابٍ سامة .
عَبَرَت به الايام ، تلك الأهوال بصمت مريب ،ورعب رهيب ،وتشابك غريب ،
ليصل في النهاية الى المكان الذي لم يبق فيه من مجال لمتابعة الماضي ،
والحذر من المستقبل .صمم ان يتخلص من دائرة الدهشة والغموض ،
هبطت نبضاته رويدأً رويداً ، وابتعدت لصحارى من جليد أسوَّد ،
استسلم لقدره بحزنٍ كئيب ، مغلّف بفرح بهيج ! ..
عند خاتمة تلك الرحلة الطويلة ...
سلَّم الدفّان شهادة وفاته ، وبضعة وريقاتٍ من الفئة النقدية الحمراء .
انتهى كل شيء .
اذن لابد ان يقول لذلك العجوز ذو اللحية الكثة :
اليك عني ايها الملقّن الغبي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17/9/2015
#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟