النوم وسفر الروح

كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 12:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

احتار العلماء والباحثين في تفسير ظاهرة النوم!.
لماذا ننام؟، لماذا لا يمكننا البقاء بدون نوم؟، مالذي يحصل خلال النوم؟.
من الاكيد ان اجسادنا خلال النوم تبقى تقوم بعملها وهذا تحديدا مايميز النوم عن الموت، مع انه يقال عن النوم "الموت الاصغر"!.
ولكن هل ارواحنا تبقى ملازمة لهذه الاجساد؟، نعم هي تبقى ولو بجزء منها وقد دلت الدراسات الحالية على ان الروح يمكنها ان تنقسم، وهي بالاساس قد انقسمت من الروح الكبرى، وخلال النوم تبقى بجزء منها داخل الجسد ليقوم بمهامه. ولكن الى اين تذهب بقية الروح اثناء نوم الجسد؟.
تعود الروح خلال النوم الى مصدرها الى حيث الروح الكبرى، الى عالم الاثير الذي جاءت منه، ومن هناك تطل على العوالم المختلفة التي تنقلها لنا عبر الاحلام.
الاحلام هي مشاهدات النفس في رحلتها خارج الجسد المادي، مع انها ترى وقائع مادية، لكن هذه العوالم هي من اثير...
تعود الروح اثناء النوم الى مستقرها الذي جاءت منه والذي ستعود اليه عند الموت او النوم الكبير كما يقال.
ولان ارواحنا حبيسة الاجساد ومتطلباتها وشروطها، فهي اثناء النوم تنعتق من سجن الجسد وتتفلت من نزق الحواس، وتنطلق الى عالمها الاثيري لتتجدد.
ولهذا كان لا بد لها من الظلام، بعيدا عن الطاقة الشمسية التي تحكم حياة الجسد والعمل، الليل الذي يشكل سفينة السفر الى البعيد حيث ينعدم الزمان والمكان وكل الابعاد الاخرى الممكنة وغير الممكنة.
النوم يعطي الفرصة لارواحنا ان تعيد اتصالها بالمطلق، فلا يبدو ممكنا انه يمكنها الاستمرار بالجسد بدون هذه العودة اليومية الطويلة.
النوم يجلب الصحة البدنية والنفسية والعقلية، كيف لا والروح هي مصدر هذه الصحة باسرها،
النوم هو اللطف بالانسان، كم وكم من الامور التي وجدت لها حلا وتفسيرا وتبريرا اثناء النوم؟
النوم معجزة العيش على هذه الكرة الارضية.
لولا النوم لما كانت الحياة.

#كامي_بزيع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات