صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 11:51
المحور:
الادب والفن
دع عنك لومي ...فأن اللوم أغراء
وداوني باللتي كانت هي الداء .
يحكي أن قوماً خَرَجُوا إلى الصيد في يوم حار فإنهم لكَذَلك إذ عَرَضَتْ لهم أُمَّ عامرٍ وهي الضبع
فطَرَدُوها وأتبعتهم حتى ألجؤها إلى خِباه أعرابي فاقتحمته (اي لحقوا بها فدخلت إلى بيت أعرابي)
فخرج إليهم الأعرابي وقَال : ما شأنكم ؟
قَالوا : صَيْدُنا وطَريدتنا
فَقَال : كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثَبَتَ قائمُ سيفي بيدي .(رفض الاعرابي ان يقتلوها)
قَال : فرجَعُوا وتركوه ،
وقام إلى لِقْحَةٍ " ناقة " فحلَبَهَا وماء فقرب منها فأقبلت تَلِغُ مرةً في هذا ومرة في هذا حتى عاشت واستراحت
فبينا الأعرابي نائم في جَوْف بيته إذ وّثَبَتْ عليه فبَقَرَتْ بطنه وشربت دَمَه وتركته
فجاء ابن عم له يطلبه فإذا هو بَقِيرٌ في بيته فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها
فَقَال : صاحبتي والله فأخذ قوسه وكنانته واتبعها فلم يزل حتى أدركها فقتلها وأنشأ يقول :
وَمَنْ يَصْنَعِ المَعْرُوفَ معْ غَيرِ أَهْلِهِ ... يُـلاَقَ الَّذي لاَقَى مُجِيرُ امِّ عَامِرِ
أدامَ لها حِينَ استَجَــارَتْ بقُرْبِهِ ... لهـا محْضَ ألبَانِ اللقَــاحِ الدَّرَائِرِ
وَأَسْمَنَهَا حَتَّى إذَا مَـا تَكَـامَلَتْ ... فَــرَتْهُ بأنْيَــابٍ لَهَـــا وَأظَافِرِ
فَقُلْ لِذِوِي المَعْـرُوفِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ...بَدَا يَصْنـعُ المَعرُوفَ فِي غَيْرِ شَاكِرِ
،
،
وحكى بعضهم قال: دخلت البادية فإذا أنا بعجوز بين يديها شاة مقتولة وإلى جانبها جرو ذئب
فقالت: أتدري ما هذا
فقلت لا
قالت: هذا جرو ذئب أخذناه صغيرا وأدخلناه بيتنا وربيناه فلما كبر فعل بشاتي ما ترى وأنشدت:
بقرت شويهتي وفجعت قومي ... وأنت لشاتنــــا ابن ربيب
غذيت بدرها ونشأت معهـــا ... فمن أنبــاك أن اباك ذيب
إذا كان الطباع طبـــاع سوء ... فلا أدب يفـــيد ولا اديب .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
1/ 1/ 2016 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟