|
يوم فقدت رشدي !؟
سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 23:57
المحور:
الادب والفن
يوم فقدت رشدي !!؟ - قصة قصيرة - مرحبا ايها القارئ العزيز ، أينما كنت ، ربما انت لا تعرفني شخصيا ولكن الاصدقاء يعرفون عني هدوء طباعي وقدرتي المرنة على امتصاص الضغوطات و الصدمات وتحمل المفاجأت غير السارة ولكنني اليوم أتذكر ذلك الحادث الذي اصابني بالصدمة ! ، ذلك الحادث الأليم الذي لم أكن أتوقع أن يحدث معي البته ولكنه – للأسف الشديد – كان قد حدث! .. وقدر الله وما شاء فعل .. فهذه الحياة مليئة بالمفاجآت .. بعضها سار وبعضها الآخر مؤسف ومؤلم .. ولكن يبقى على المرء أن يواجه الحقيقة المرة بكل شجاعة .. فالإعتراف بالواقع – وبما وقع فيه بالفعل – هو البداية السليمة لإستيعاب الأمر وللتعامل معه بشكل صحيح وهو ما يؤدي إلى تحسين الحياة .. إنني اليوم وبالرغم مرور كل تلك السنوات لازلت أتذكر تلك اللحظة المريرة ! ، تلك اللحظة التي فقدت فيها فجأة رشدي في ذلك اليوم المؤسف الحزين ! ..فقدته حقا ً .. فقدته بشكل نهائي ! .. في لحظة مفاجئة وسريعة وخاطفة حدثت كالبرق لكن وقوعها كان كوقوع الصاعقة! .. والفقدان كما هو معلوم جزء من حياة الإنسان بل هو من طبيعة الحياة ذاتها .. وأنا فقدت رشدي في ذلك اليوم المؤسف ! .. فقدته في لحظة ٍ غير متوقعة لم تكن في الحسبان ! .. فقدته بالفعل وما كان كان والله المستعان ! .. وليس بمقدوري أن أدير ألآن عقارب الساعة للوراء لعلني أتمكن من تغيير ذلك القدر الحزين بقدر آخر سعيد ! …. ولكنني الآن لا زلت أتذكر تلك اللحظة المؤسفة وأستطيع أن أستحضرها في ذهني وأستعرضها كأنه وقعت الآن ! .. نعم .. إنني لازلت أتذكر ذلك اليوم .. يوم فقدت رشدي ذلك الفقدان الرهيب والصاعق الذي أذهلني وأذهل كل من حولي ! .. أتذكر تلك اللحظة المؤلمة في ذلك اليوم المؤسف .. فقد كنت مشغولا ً بإعداد القهوة لمجموعة من الأصدقاء الجالسين في غرفة الضيوف (الصالون)(المربوعة) وفجأة رن جرس الهاتف فرفعت السماعة وسمعت صوتا ًنسائيا يأتي من الناحية الأخرى يسألني بصوت مرتبك : (آلو .. هل أنت فلان ؟) فأجبت على الفور : ( نعم .. مرحبا ً .. من يتحدث معي؟) فأجابت صاحبة الصوت : ( أنا أحدثك من إدارة المستشفى العام .. من قسم الطوارئ !) فخفق قلبي من شدة الهلع إلى درجة خيل إليّ أنني أسمع صوت ذاك الخفقان وكأنه قرع الطبول ! .. وقلت للمتحدثة بنبرات مرتعشة وبشكل سريع وفي لهفة وخوف : ( خير ؟ .. هل رشدي بخير !!؟) فأجابت بصوت حزين مصطنع : ( الواقع أنه …. أسف … قد توفي منذ قليل ! .. أعظم الله أجركم فيه !) .. وما كادت تنهي هذه العبارة حتى أحسست بأن الأرض تدور بي وشعرت بذهول تام وعدم تصديق لما سمعت ! .. فقد كان يومها وقع خبر وفاة " رشدي" على عقلي وقلبي كالصاعقة ! .. فصديقي " رشدي العارف" لم يكن يومذاك يعاني من مرض عضال أو خطير بل كان يعاني وعكة صحية عادية بسبب البرد إلا أنه قد أصيب معها بإرتفاع حاد في الحرارة استوجب نقله للمستشفى سريعا ! .. وحملته يومها للمستشفى في سيارتي بالفعل على أمل العودة للبيت بعد عدة أيام ولم أكن أتوقع بأن هذه الوعكة الصحية الإعتيادية ستؤدي بحياته وتنتهي بوفاته !! .. كان صديق " رشدي" – ذلك القروي الطيب – أحد طلاب القسم الداخلي في الجامعة .. جاء من قرية صحراوية بعيدة لإستكمال دراسته في المدينة فإنتهى الأمر بوفاته بهذا الشكل الصاعق وغير المتوقع .. ولكن ماذا بوسعي أن أقول كمسلم يؤمن بقضاء الله وقدره سوى (قدر الله وما شاء فعل وإنا لله وإنا إليه راجعون)! .. ولكن مع إيماني وصبري إلا أن فقداني لذاك الصديق القروي الطيب الخلوق ، صديقي رشدي(*) ، كان بالفعل فقدانا مريرا ً وكبيرا ً لذلك لن أنسى ما حييت ذلك اليوم المؤسف .. ذلك اليوم الذي فقدت "رشدي" ؟!. ************* سليم الرقعي (*) هذه القصة القصيرة عبارة عن قصة خيالية لا حقيقية .. وهي تجربة أدبية كنت قد كتبتها في قصصات الورق المتكدسة عندي في مخزن البيت منذ سنوات .. حاولت من خلالها أن أوقع القارئ في فخ الإلتباس اللفظي الذي يؤدي إلى إلتباس في الفهم بسبب أن كلمة (رشدي) هنا (حمالة أوجه) متعددة المعاني فهي قد تأتي بمعني (عقلي) كما أنها قد تأتي في سياق الكلام ويـُقصد بها إسم شخص يدعى "رشدي" حيث من المتوقع أن يحسب القارئ للوهلة الأولى حينما تقع عيناه على عنوان هذا الموضوع (يوم فقدت رشدي!؟) أي بمعنى ذلك اليوم الذي فقدت فيه إتزاني وصوابي أو أو ربما أعصابي ! .. ليكتشف القارئ في نهاية المطاف أن المقصود هنا بكلمة "رشدي" ليس ذلك المعنى الذي تبادر إلى ذهنه للوهلة الأولى بل هو إسم علم لشخص عزيز علي ّ فقدته ذات يوم بعد أن إختطفه الموت بشكل مفاجئ وغير متوقع ! .. ولنصل إلى نتيجة منطقية من هذه القصة القصيرة وهي التحذير من الوقوع في فخ العبارات المتشابهات والكلمات حمالة الأوجه فمثلا ً كلمة (جُبن) لابد من تحديد هويتها والمقصود بها منذ البداية هل نقصد بها في حوارنا الجبن بمعنى ذلك النوع من الطعام المصنوع من اللبن أم نعني بها ذلك الخلق الذميم المعاكس للشجاعة !؟ .. وهذه القصة القصيرة إن كانت تصلح لشئ فهي تصلح للتنبيه لهذا النوع من الفخاخ اللغوية التي توقع العقل في إلتباس وقد تسبب خللاً في عملية الإتصال والتفاهم بين الناس! .
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأدب والفن ملح الحياة ولكن ...!؟
-
بين مشروعاتهم ومشروعنا مرة أخرى!؟
-
النهضة والاشتراكية بين موسى والعقاد!؟
-
الغرب والاخوان..محاولة للغهم!؟
-
الناس ومسألة الايمان بالخالق!؟
-
حول رب الفيسبوك وتصريحه بيهوديته!؟
-
حرية الكفر في الدولة المسلمة!؟
-
الليبرالية والوجودية محاولة للفهم !؟
-
لماذا فشل الليبيون ونجح الاماراتيون !؟
-
اليهود العرب !؟
-
من هم الليبيون !؟
-
المرأة والعنف والاحتباس الحضاري !؟
-
التباس !!؟؟
-
الاسلام ومشكلة الفقر!؟
-
في قبضة الدواعش (2)!؟
-
في قبضة الدواعش (1)
-
العقل عندنا وعندهم !؟
-
طيور لم تذق طعم الطيران !
-
حذاء يطير !!؟
-
النشيد الأخير !؟
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|