أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر صالح - عام 2015 بين الخراب الشامل وبصيص الأمل !!!















المزيد.....

عام 2015 بين الخراب الشامل وبصيص الأمل !!!


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عامر صالح

من مؤشرات التخلف ان العديد من البلدان لا تحترم الزمن واستحقاقاته في عمليات التغير الايجابية الى الامام وما تفرضه من ضرورة التخطيط للحاضر ورسم ملامح المستقبل, مما تقع تلك المجتمعات أسيرة لاستحضار الماضي, او مايسمى نفسيا بالنكوص الى مرحلة تاريخية سابقة, حتى بات لديها استحضار الماضي سلوك يومي بسبب من قتامة الحاضر وغياب المستقبل, فلا استغرب مثلا ان ترد على صفحات التواصل الاجتماعي يوميا وبشكل مكثف صور واحاديث وتصريحات عن بلدان عربية وقادة قدامى من العشرينات او الخمسينات والستينيات من القرن الماضي ليتم مقارنتها بكوارث الحاضر وأهواله, ومن حق من لايرى حاضرا ومستقبلا آمنا أن يكون ماضويا بأمتياز !!!.

كان عام 2015 أمتداد طبيعيا للحقبة ما بعد 2011 عندما أطيح بثورات الربيع العربي التي كانت تحمل بذور الديمقراطيات العربية, على أيدي التطرف الاسلاموي السياسي الذي أشاع الفتنة وأشعل الحروب الدينية والمذهبية والطائفية ومعلنا عن تمزيق النسيق الاجتماعي المتنوع, مما أدى الى تدمير البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية وألغاء ثقافة التنوع الجميل. وقد قوبلت شراسة هذه القوى الاسلاموية بشراسة النظم القمعية الدكتاتورية, مما خلط الحابل بالنابل وأدى الى اضعاف القوى الديمقراطية صاحبة التغير وأخلى الساحة لقطبين فقط هما: الحكومات القمعية والحركات المسلحة المتطرفة, وفي مقدمتها القاعدة واخواتها, وداعش في المقدمة, وأبقى القوى الديمقراطية المسالمة أسيرة ضغوطات لمن هو الاقوى !!!.

عام 2015 هو عام اختفاء دول عن المشهد السياسي المعتاد وتحولها الى ساحات حروب يومية لا تعرف الحياة المدنية, فاليمن نموذجا لذلك الاختفاء وليبيا, وتونس في غيبوبة التفجيرات الانتحارية, ومصر بعض الشيئ, وبغداد كالعادة بين صمت وأنهيارات مفاجئة. كان هذا العام هو عام التطهير المذهبي والطائفي والعرقي, وعبر الاحلاف الاقليمية العربية والاسلامية, ومعظمها بل كلها بقيادة العربية السعودية, ومنها التحالف العربي لمحاربة اليمن, والتحالف الاسلامي تحت واجهة محاربة الارهاب ثم مجلس التعاون الاستراتيجي السعودي ـ التركي, الى جانب ذلك التفاهمات الفرعية بين السعودية وقطر وتركيا, وهي أحلاف تدعم المجاميع الاسلامية المتطرفة لتمكينها من اخذ زمام المبادرة في سوريا وغيرها, وهي تتخذ من شعار محاربة داعش غطاء لاضفاء الشرعية الدولية على سلوكها. وهذه الاحلاف التطهيرية تقابلها تحالفات ميدانية مضادة تقودها أيران مع شركائها في لبنان والعراق واليمن وقوى من دول الخليج العربي وغيرها, وقد تحولت المنطقة من كلا الحلفين الى ساحة حرب مكشوفة لانعرف أفقا لتوقفها !!!.

عام 2015 هو عام ارتكاب داعش لمجازر ضد الانسانية بحق الاقليات القومية والعرقية والدينية والمذهبية في العراق وسوريا, والايزيدية في المقدمة, وهي جرائم يندى لها جبين البشرية جمعاء, جرائم ابادة جماعية واغتصاب وسبي للنساء وبيعهن في سوق النخاسة وممارسة شتى اشكال التعذيب والاهانة بحقهن, ثم على الصعيد الاوربي حيث ارتكبت داعش المجزرة الشنيعة في قلب العاصمة الفرنسية باريس, وقد سبقتها أغتيال عدد من أفراد أسرة تحرير المجلة الفرنسية الساخرة " شارلي إيبدو ". وحيث المجتمع الدولي اعلن عن غضبه الشديد على داعش ومعلنا الحرب ضدها فقد انظمت السعودية وتركيا وقطر شكليا لمحاربة داعش, وهو من نوع ذر الرماد في العيون !!!.

والمرأة عموما وبعيدا عن ممارسات داعش فلا يوجد جديد يفرحها خلال العام الماضي, وبقيت كما هو تاريخها المؤلم حبيسة الدار وان خرجت منه, فهي ملكية للرجل وجزء من ممتلكاته الشخصية, وكرس زواجها وهي طفلة, وحرم جلوسها امام النت, وكتب على فرجها أسم ناكحها منذ الولادة, وهي نجسة تبطل الوضوء بمجرد الملامسة مثل الكلب والحمار وهي ناقصة عقل ودين, فلا يوجد جديد مفرح في أوضاع المرأة, الى جانب مختلف اشكال " الزواجات المؤقتة " المهينة لكرامة المرأة !!!.

عام 2015 هو عام اعلان حرب كونية اجنمعت فيه القوى الغربية الاوربية وأمريكا وروسيا في الاراضي العربية, والسورية والعراقية بشكل خاص. السيناريو الغربي الامريكي والاوربي معروف حيث مهمته المباشرة هي الإطاحة بالنظم القديمة دون احساس وحسبان يذكر عن ماهية البديل وخطورته كما في الحالة العراقية, أما النموذج الروسي فجاء مغايرا بعلاجه للنموذج الغربي, باقتراحه فترة انتقالية تسبقها تصفية الارهاب على الاراضي السورية والانتقال سلميا الى الديمقراطية, وكان السلوك الروسي في الميدان تأديبا لتركيا وحلفائها العرب وفي مقدمتهم السعودية وقطر الذين يغذون الارهاب وديمومته !!!.

وقد شهد العام الماضي تصاعد موجات الهجرة الشاملة وترك الاوطان من سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها في وقت فرضت فيه الدول الاوربية قيود شاملة للحد من هجرة القادمين من تلك المناطق بفعل تعرض اوربا لموجات من الارهاب, كما فرضت العديد من الاجراءات التي تعيق او تعقد البقاء في هذه الدول, كصعوبات الحصول على سكن وعدم استدعاء الزوجة او الاطفال وتدني مستويات الدعم المادي الى عدم السماح بالدخول الى الاراضي أصلا وحصر المهاجرين على الحدود وفرض قيود على حرية التنقل, الى جانب اجراءات اخرى تطال الجميع بما فيه المقيمين والمتجنسين مثل التفتيش والكونترول المستمر للبطاقات الشخصية والتأكد من حركة الكثير من الاشخاص عند الضرورات الامنية !!!.

في نهاية العام حصرا أزداد العجز المالي في بعض الدول العربية, ففي العراق قد يعلن العجز المالي الكامل أو الافلاس الاقتصادي, وفي السعودية هي الاخرى تعاني من ذلك وقد تلجأ الى القريب العاجل في تعويم العملة السعودية, أنها مؤشرات خطيرة ناتجة من سوء التخطيط والانفاق والفساد الاداري والمالي في كلا البلدين على سبيل المثال !!!.
لقد اشتدت ضائقة ممارسة الطقوس الدينية الهوسية حتى باتت طقسا يوميا وعلى مدار العام كله وهي تهدد آداء الدولة والمجتمع حتى اصبح العمل حالة شاذة والعبادة الشكلية عمل يومي, وقد اختفت من الحياة قيمة العمل والعطاء وتدهور مكانة العلم والتعليم وأنتعاش للخرافة والشعوذة والفتاوى التي تحط من قيمة المرء في الحياة العامة والخاصة !!!.

العام الماضي لم يحدث تحسنا في ردم ظاهرة استمرار التفكك الاجتماعي وانتشار الجريمة المنظمة والقتل على الهوية الطائفية والدينية والمذهبية, بل بالعكس تعزز دور المليشيات المسلحة وفرق الموت ومجاميع القتل المجاني, حتى باتت تشكل بديلا عن مؤسسات الدولة الامنية وتتقاطع مع مؤسساتها أفقيا وعموديا في خراب شامل من الفساد الاداري والمالي والاخلاقي, والعراق مثال سيئ لذلك, !!!.

لقد تواردت بارقة امل في نهاية نهاية عام 2015 حول تقدم القوات العراقية لتحرير الرمادي من بارثن داعش والمعلومات تشير الى تقدم ملموس على هذا الصعيد ولعلها تستطيع الحفاظ على الارض المحررة وتجفيف منابع الارهاب فيها واعادة الاوضاع الى ما قبل احتلالها وتسهيل عودة المهجرين اليها وضمان الامن والامان فيها. كما تلقت داعش ضربات موجعة في سوريا نتيجة للعمليات الحربية الروسية, والحد من الجهود التركية في دعم الارهاب في سوريا, وخلقت رعبا ضروريا وحالة ذعر لدى المحور الخليجي والتركي ووضعه على محك الاختبار في محاربة الارهاب !!!.

ان عام 2016 ليست سهلا ولا محملا بالمفاجئات الساره, فهو مليئ بمزيد من الاحتراب والتهديد من قوى الارهاب والجريمة, كما الاحتراب الطائفي على أشده وهو ينذر بمزيدا من الاقتتال الدموي بين الاخوة في الدين الواحد, كما ان التفرج الغربي والامريكي على الاحداث دون حلول جذرية للصراعات القائمة, هو نذير بمزيدا من الاحترابات والاقتتال, وكذلك مشكلات الديمقراطية وانعدام الحريات العامة هي من اشد المعضلات القائمة امام العام القادم وما بعده, ومعضلة حل الازمة السورية تأتي في الاولية لمنع مزيدا من أراقة الدماء والتهجير والتدمير الشامل للبنية التحتية والديموغرافية !!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب منظومة سيكولوجية عقلية متحجرة فهل يستطيع التحالف الا ...
- هل يعقل ان السعودية وحلفائها تريد بناء ديمقراطية في سوريا !! ...
- في سيكولوجيا الإختلاف الإنساني وجرثومة التعصب !!!
- الاسلاموية العربية التركية ومحاولة جرح الكبرياء الروسي !!!
- في جرائم الإبادة الجماعية وسيكولوجيا الإرهاب والتدمير !!!
- يوم الجمعة الفرنسي الدامي وإشكالية من لا أخلاق إنسانية لهم ! ...
- في سيكولوجيا موت أحمد الجلبي !!!
- مؤسسات التعليم العالي والحراك المدني الإجتماعي !!!
- سيكولوجيا إسقاطية الإعلام العربي وآلية التدخل الروسي !!!
- سيكولوجيا نكبة الربيع العربي ورد الاعتبار لفلسفة الثورة !!!
- نزيف الهجرة وخراب الوطن !!!
- الابتعاد عن خطابات بيان رقم (1 ) ضمانة الحراك المدني لتحقيق ...
- الحراك المدني الشعبي في العراق ومفاهيم الاصلاح !!!
- الحراك الشعبي المدني بين المرجعية الدينية والإنتلجنسيا الوطن ...
- التظاهرات المطلبية المشروعة والانفعالات المطلبية المحظورة !! ...
- العراقيون من التعبئة الحشدية الانفعالية الى العقل المدني الم ...
- الخلفية السوسيولوجية والسيكولوجية لانتفاضة تموز العراقية ومس ...
- نحو تصعيد التظاهرات المطلبية السلمية صوب التأسيس للحلول الجذ ...
- الى مزيدا من التظاهرات المطلبية السلمية لتشديد الخناق على رق ...
- اتفاق ليلة القدر - خير من ألف شهر - النووي بين ايران والسداس ...


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر صالح - عام 2015 بين الخراب الشامل وبصيص الأمل !!!