الحزب الاشتراكى المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 15:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يواجه الباحث "إسلام البحيرى" حكما بالسجن لمدة عام بتهمة إزدراء الأديان. وبالإضافة إلى أن هذا الحكم جاء معاكسا لحكم آخر سبق أن برأ البحيرى من نفس التهمة، إلا أن مايحدث لهذا الباحث لهو صورة جديدة لمحاكم التفتيش، وعصفٌ بكل من يريد تحرير العقل من استبداد رجال الدين المتزمتين.
يأتى هذا الحكم ليعيد إلى الأذهان سلسلة من الأحداث التى تأتى كلها فى سياق اغتيال حرية الفكر والتعبير وحرية الإعتقاد:
• فالكاتب والمفكر "فرج فودة" تم اغتياله فى 8 يونيو 1992، بعد مناظرة عن الدولة الدينية فى معرض الكتاب.
• والروائى "علاء حامد" نال حكما بالسجن 8 سنوات فى عام 1990، بتهمة ازدراء الأديان بسبب روايته "مسافة فى عقل رجل".
• وفى عام 1995 اضطر المفكر "نصر حامد أبوزيد" وزوجته إلى العيش فى هولندا، بعد أن حكم عليه بالإرتداد عن الإسلام بسبب كتابه "مفهوم النص".
• وكذلك الكاتبة "د.نوال السعداوى" وابنتها الدكتورة "منى حلمى"، والشاعر "حلمى سالم"، والكاتب "كرم صابر"، وأخيراً الكاتب "أحمد ناجى"، الذى تجرى محاكمته الآن.
وقبل هؤلاء الشيخ "على عبد الرازق"، والدكتور "طه حسين"، و"نجيب محفوظ" – إلى آخر هذه السلسلة التى يطول حصرها من الكتاب والمفكرين.
ثم نأتى أخيرا وليس آخرا إلى الحكم الصادر على "إسلام البحيرى" الذى هو صفعة لكل جهود التنوير، وهدم لفكرة تجديد الخطاب الدينى، وتكريس لهيمنة الفكر السلفى الوهابى (المتسلط على المؤسسة الدينية الرسمية)، وعلى الحياة والفكر فى مصر - وفوق هذا وذاك فهو إهانة لكل المثقفين والفنانين والمفكرين فى مصر.
إن سجن "إسلام البحيرى" بتهمة الإساءة للدين، فى دولة تزعم أنها دولة مدنية، وفى الوقت نفسه فإنها تواجه تهديدا مصيريا من جماعات الإرهاب والتكفير باسم الدين، هو أمر غير مقبول لأنه يجعل نصوص الدستور التى تتحدث عن حرية الفكر والإعتقاد نصوصا إنشائية خالية من المعانى ويعيدنا إلى وظيفة المحتسب فى العصور الغابرة، ويؤكد وصاية المؤسسة الدينية الرسمية على عقول وقيم وفكر واخلاق المصريين.
والحزب الإشتراكى المصرى إذ يعلن تضامنه الكامل مع الباحث إسلام البحيرى، فإنه يطالب بإسقاط التهمة عنه (وليس العفو – ففى العفو تأكيد للجرم الذى لم يحدث)، كما يطالب بإلغاء مواد ازدراء الأديان من قانون العقوبات (مادة 98و).
كما يطالب الحزب فى الوقت نفسه باحترام إرادة الشعب المتمثلة فى دستوره بما تضمنه من مواد تؤكد على حرية الفكر والإعتقاد.
الحزب الإشتراكى المصرى
30/12/2015
#الحزب_الاشتراكى_المصرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟