جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 15:03
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الا تنظر الى الوراء؟
تبدو البيوت غبية مبعثرة كالحصو الذي يقذفه الاولاد اعتباطيا في يوم من ايام الصيف الحار. ثم ينتقل نظري الى خادمات المطعم الجميلات الخفيفات في الاسود و الابيض و هي تمشي بخفة و ظرافة و بثقة الملائكة. خادمة اخرى مشغولة بعصر البرتقالات في الماكنة التي تشبه جهاز كرات اليانصيب. طبعا الارقام الرابحة كالعادة هي ليست ارقامي. كيف انسى ريحة البرتقال الطازج المدهش؟
(اروح و اجي) في حافة الطريق ثم التقط صورة لماكنه قديمة تبيع العلك. اشتري معطف اخر بلون غريب يخالف ذوقي كليا و لكني اعتقد ان الذي يقضي يوما واحدا هنا ينحني ذوقه بصورة مخيفة. لا افهم لماذا تجتمع الناس على مائدة الغداء او العشاء في الحفلات و لا تجلس مع بعض على مرحاض كبير صمم على شكل المائدة لتقضي وقتها معا و هي تفرغ نفسها مما اكلته في المائدة الاولى؟
(اروح و اجي) في حافة الطريق كالغبي و السيارات تمر بسرعة كبيرة لتسحقني. أ ليست هذه معجزة كبيرة فانا لا زلت على قيد الحياة. هل انا فعلا في بيتي ام ان هذا حلم؟ و لكن كيف تصدق ان تجد بنتا شقراء تذهب الى بلاد خلفاء الراشدين لتعمل فيها كمرضعة للاطفال؟ ما الذي دفعها؟ هل السبب هو سحر الغربة و الغرابة؟
تموت جبالنا من شحة الماء و احيانا تختفي من نظري لاني عاكستها و هي كالبنت تعاتبني: بس انا زعلانة منك. من يعلم لربما لا يبقى منها شيئا بعد مليون سنة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟