كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 12:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يعيش الانسان الالم في كل لحظات حياته، من الصرخة الاولى لولادته، الى ركضه الدائم لاجل تحصيل السعادة.
السعادة هي الهدف، لكن تحقيقها المؤقت سرعان مايترك فراغا في الروح.
لماذا الالم؟ ماهو سبب الالم؟
لا شيء يؤلم الانسان اكثر من ضياعه في هذا العالم
يلجأ الى اشكال عديدة من الترفيه والنسيان، ولكن عندما يكون وحيدا سرعان مايعوده هذا الشعور العميق بالالم.
الانسان الذي هو الكون بشكله الصغير، لا يعرف السعادة لانه تائهة في هذه الحياة.
مظاهر الحياة، او الحياة الظاهرة طغت على حياته، لم يعد يعرف ماذا يريد حقا.
لماذا كان الانسان قديما اكثر سعادة من انسان اليوم؟
لماذا كلما تعقدت الحياة امامنا كلما ازداد ضياعنا؟
"هذا الكون الصغير يتألم لانه لا يدرك وحدته مع الوجود ولا يعي المعرفة الكامنة في داخله" كما تقول حياة ابو فاضل
ان الالم ينتج بالدرجة الاولى عن الاحساس بالغربة.
ذاك الشعور بان الانسان وحيدا في الكون وبانه غير مرتبط بقوة تفوقه بكثير،.
ويبدأ هذا الالم بالزوال كلما اعاد الاتصال بالمطلق، بالقوة التي اوجدت العالم، بالعودة الى الحضن والروح التي هو جزء منها، والتي بها يكون اكتماله.
والالم ياتي ايضا من الجهل، حيث لا يعرف المرء من هو، ولماذا اتى، وماذا يريد، وعندما يبدأ باكتشاف ذاته وتتجلى الحقيقة امامه بكماله وكيونته حتى تغمره السعادة، السعادة الحقيقية التي هي طاقة الكون والقدرة.
ان الشوق الى الاتحاد بالمطلق هو السبب الخفي لكل الم يصيب الانسان.
لهذا في الصلاة نشوة، لانها تعيد له هذا الاتصال ولو مؤقتا الى مرجعه الاصل.
في العيد سعادة، لانه زمن مقدس ايضا يستعيد فيه الانسان تلك اللحظات الابديه مع خالقه.
الالم ينتج عن الشوق للمطلق، للرحم، كما الطفل يهدأ في حضن الام.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟