أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - قصتي أنا ...كما ....... أرويها بنفسي














المزيد.....


قصتي أنا ...كما ....... أرويها بنفسي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 02:53
المحور: الادب والفن
    


قصتي أنا ...كما ....... أرويها بنفسي

لالالا هذا شيء غريب أن أكون مجنون في كل مرة أنوي أن أتعقل , لحظات المعرفة هي من تقود خطواتي لك .
قالها وهو يستعيد أنفاسه , أو لنتكلم بغاية الصراحة هذا أنا صرت أهلوس من أثير الجنون الذي أحاط بي ....
سأقص لكم الحكاية من البداية ولربما في نهايات القصة ما يؤلمكم ويضحكني ... المشكلة أنبي منزعج تماما مما يحيط بنا ...أو ما يدفعنا للجنون ,فليس كل عاقل يعرف معنى الجنون , أو لذة التعقل ... .....سأغني لكم ,؟,
هناك كنت حيث كانت طفلة صغيرة على ما أتذكر في الصف الأول الابتدائي ترتدي ثوبا مدرسيا أزرق اللون وقميص أبيض وظفيرتان بلون الشمس معقودتان بشريط أحمر , وجهها مثل الصبح تسير ببطء قرب الجدار وهي تتوجه للمدرسة القريبة , كنت أتودد لها أنا أيضا أنتظرها حين ذهابي للمدرسة , نتقاطع في زاوية شارع , كنت أتمنى أن أقبلها ونجحت في مرة واحدة .... لكن لا أعرف للآن لماذا فعلت ....
الحرارة ما زالت تطيح بي أكاد أختنق من الحر , الجو بالخارج بارد فنحن في كانون , ثلاثة من الأغطية تجعل من الفراش كحمام السوق ساخن ورطب , أخرج رأسي مرة لأجدد الهواء ....أتمنى أن أتدثر بغطاء أخر ... المحرار الطبي قرب رأسي جربت أن أقيس حرارتي مرة أخرى , لم أقتنع بالقياس في المرة السابقة .... وضعته تحت لساني وبدأت أتذكر شيئا من أغنيات قديمة ... ( هذا مو إنصاف منك ... غيبتك هلكد تطول ... الناس لو سألتني عنك شرد أجاوب شكول ) .... كلامي غير مفهوم بالرغم من لا أحد يسمع ,أدندن مع حالي ..
عندما كبرت فتاتي وذهبت للمتوسطة وقد بدأت عليها ملامح الأنوثة كنت أيضا أكثر تعقلا وأثقل في تصرفاتي صرت رجلا في أعين الفتيات ,أراقبها عند بعد حتى تقترب مني وهي تسير للمدرسة عينها تتسمر على الجهة التي اكون فيها حتى عندما تصل تغرق في حياء الصبا فتمر بكل هدوء عيناها تقرأ ما مكتوب على الأرض وإن كان لا شي , مكتوب .... كنت أتصور أنهت تحسب المسافات بين خطوة وخطوة....
يا إلهي ما زلت أهلوس .... دبيب الصوت الذي يسكن أذاني من ذاك الصوت المزعج الذي يشق جمال التنزه والسير في على أرصفة راغبة خاتون ثم الكم ثم الوصول إلى كلية القانون والسياسة ... تلك السنين جميلة لكن عيبها الرئيسي أنها تسري مسرعة كأن أحدا يطاردها .... يقول أصدقائي أنني أقضي أكثر أوقاتي في الكلية قرب كشك أبو عبد بائع الشاي أو المزاح مع هيثم ... جميل كان هيثم بالرغم من أنه معوق ومختل عقليا ... كان يلاحقني في الكلية .... نجلس على حشيش الحديقة لنغني معا ...كاعد , كاعد على المسعودي , يمشي ويدك بالعود , وعيونه حلو سودي ,أمن أمن ....
في مرة كنت على شاطي رملي في مدينة طرطوس السورية مستلقيا على الرمل أجول في ذاكرتي الممزقة أنحاء سمواتي , لاشي محدد أبحث عنه فقط تقليب صفحات من هنا وهناك ,في حينها كنت أستحي من كلمة مجنون أو هلوسة , لا اعرف بالضبط ما الذي يمنع الإنسان أن يعترف بجنونه بالرغم من أن أطباء السلوك يصفون أكثر الناس بأنهم مرضى عقليين أو لديهم ملامح جنون , أتذكر هذا الكلام حينما أصنع قصة لك في خيالي وكأنك كنت القدر الذي لم يقدر لي , تعرفين سيدتي أن المسافة بين تأريخي وتأريخك أكبر من الجغرافية الفاصلة بيننا لكننا بالأخر قد نكون كما يقول أصدقائي في جبل العرب نحن من جيل عاش وولد مرات ومرات في أزمنة وأمكنة مختلفة , ولو أني أشك بجنونهم لكني مضطر الآن أن أرفع بعض الأغطية عن جسدي , حرارتي الآن ست وثلاثون درجة ...
تصور فتاة ممتلئة بكل ذلك الحياء الشرقي والتربية الصارمة تبادلك النظرة من بعيد دون أن تتكلمان منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة , هي اليوم سيدة وجدة وربة بيت من طراز خاص تكن لها أحترام بمرتبة التقديس أو التعظيم الإنساني لكنك لا يمكنك أن تتفوه بأكثر من كلمة سيدتي , لماذا لم يجعل الله الجنون فرض عبادي ليستر به على بعض المؤمنين من خطيئات الواقع , عندما سألتقي بالرب أو أحدا من جماعته سأنقل هذه الرغبة رحمة بمن هو من خلفي أو في إثري الجنون أحيانا يكون حلا وقد يصل إلى فرضية العلاج الأمثل لمشكلات عقل الإنسان حين يرى عصا الواقع .
الحرارة في الجسد تفسد على ما يبدو نظام التوازن العقلي وخاصة مع الظلام المحيط , الكهرباء أصابها الإحباط والتشاؤم من كثرة الأعذار والمبررات , ليس وحده الإنسان من ينفعل بالجو ... أعرف شجرة كنت أوي إليها وأنا صغير حين تتحسس انزعاجي أو بكائي قربها أشاهد أن اللون الأخر الفاتح الذي يصبغ أوراقها يتغير إلى لون أخضر أكثر كدرة ... مرة أخبرت أم صديقي وكانت متفهمة لنفسيات الأطفال الذين هم في سني , أتذكر أنها قالت أو أخبرتني أن الأشجار كلها (أم) تتحسس حال الأبناء وتفرح لهم وتحزن أيضا ....العجيب أن الشجرة قطعتها أم في يوم من الأيام لغرض أن تسقف بها كوخ جديد في بيتها ... بكيت كثيرا لمشهد سقوط الشجرة وللآن أحس بقشعريرة تجتاحني وأنا أشاهدها تذبح أمامي ...



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضور الرمز والرمزية في صوريات التعبد
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح2
- عودة خليف وتطويع النص الشعري
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1
- السيد القمني ومفهوم اليقين الغرائزي واليقين النقدي
- هل يسمع رجال الدين صوت العقل
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1
- التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب
- العراق وطن العراقيين
- كل الحكاية ..... أولا . 6
- كل الحكاية ..... أولا . 4
- كل الحكاية ..... أولا .
- الفقر ظاهرة أخلاقية أم مرض أجتماعي
- حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة
- سياسات الأزمة .... وأزمات السياسة
- الواقع الرهيب
- لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....
- أختلالات البناء والعمل في هيكلية السياسة العراقية بعد عام 20 ...
- فهم الحداثة ح2


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - قصتي أنا ...كما ....... أرويها بنفسي