بشاراه أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5027 - 2015 / 12 / 28 - 12:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في موضوعنا السابق بعنوان (الإسلام والعنصرية وجه لوجه), ناقشنا الموضوع بصفة عامة, من خلال موضوعين لكاتبين مختلفين كانا متحاملين على الإسلام ووصماه بما ليس فيه, فناقشنا موضعيهما بالأسلوب البحثي العلمي السليم وفق المعايير الصحيحة متوخين فيها الدقة والأمانة العلمية والموضوعية مستشهدين في كل كبيرة وصغيرة بالأدلة والبراهين المتاحة حتى نصل إلى الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة دون أن تكون لنا في ذلك أجندة خاصة أو مصلحة ذاتية أو هوى. فكانت التعليقات منضبطة إلى حد كبير وكانت هناك تعليقات إستفدنا منها حقيقةً وأضافت إلى الموضوع بُعْدُ المتابعة والنقد من طرف ثالث, وهذا بلا شك يعطي كل ذي رأي الفرصة لأن يدلو بدلوه في إطار الأدب والأخلاق والتجرد من الهوى والشنآن والجهالة.
ولكن,, القاعدة عادةً لا تسلم من شواذ, وحالات غير طبيعية فيها شيء من التحيز أو سوء الفهم أو الجهالة وأخواتها, ومثل هذه الحالات تحتاج إلى معالجات خاصة إما لحلها أو لتجنبها أو إبعادها بصبر وعقلانية وحكمة. وحتى تتضح الصورة ويبين القصد نسوق بعضاً من هذه التعليقات المتباينة في الطرح والمفاهيم والغايات, ونضعها جنباً إلى حنب لنرى تأثيرها على الموضوع من جهة ثم تأثيرها على القراء من جهة ثانية. وقد إخترنا الحالات التالية من بين التعليقات التي جاءتنا:
(أ): جاءنا أخ كريم بتعليق هام جداً,, تحت عنوان (الأديان والأحزاب), وهو منسجم تماما مع روح ومقاصد الموضوع, قال فيه رأيه وتصوره بكل وضوع, كما يلي:
قال في إنطباعه عن الموضوع عموماً: (... نفس السياسات التي سلكتها الاديان سلكتها الاحزاب السياسية وتقول في مناهجها ومبادئها ان لا فرق بين الغني والفقير الا بقدر ما يقدمه للحزب وكذلك الكادحون والفلاحون الفقراء وابناء الاقليلت يهرعون الى صفوف تلك الاحزاب وخصوصا اليسارية وانت يا سيد بشارة لم تاتي بحجة مقنعة ولا طرت او اشرت الى معجزة لنفرق بين الاحزاب التي يشكلها اشخاص وبين الاديان التي يعلنها من يسمي نفسه النبي او الرسول ..( نفس الطاسة ونفس الحمّا...), المهم أن هذا هو رأيه وإنطباعاته, وكفى.
(((فبغض النظر عن رأينا فيما قال قبولاً أو رفضاً, وبغض النظر عن الأسلوب الذي جاء به فإننا لم ننس خصوصيته وحريته في صياغة رأيه بالكيفية التي يراها ما دامت تلك الصياغة في حدود الآداب العامة والأخلاق,, فنحن ليس لنا سلطان على أحد, فركزنا على النقاط التي أثارها وهي منطقية وواقعية في أغلبها,, فرددنا عليه بما يلي:
قلنا له: لا, ليس صحيحاً مقارنتك لسلوك الأديان بسلوك الأحزاب السياسية,, لأن الأديان تأتي مِمَّن يعلم الماضي والحاضر والمستقبل, وهو المسيطر على الكون كله ويعرف إحتياجات كل باعوضة أو ما دونها من خلقه ولا يعوزه تمويل أو ميزانية أو حصاد وعائد,,, وهو إن قال فعل.
أما الأحزاب, فهم لا يعرفون عن الماضي شيئاً إلَّا ما كتب لهم عنه ولا يملكون معايير لتدقيق ذلك العلم, والحاضر بالنسبة لهم يتحول في التو واللحظة إلى ماضي, فالذي يقول كلمته مثلاً في إجتماع تصير تلك الكلمة تاريخاً ماضياً قبل أن يرد عليه الآخر في نفس الجلسة, كما أنهم لا يملكون شيئاً عن المستقبل القريب فضلاً عن البعيد, كل تطلعاتهم للمستقبل هي تنبئية forecasting وكل موازناتهم حتى التشغيلية كذلك,, وبالتالي فإن ما تقوله الأحزاب – حتى في أحسن حالاته هو -إدعاء وتخمين- وليس قول, لأنهم لا يملكون تصريف الأقدار.
أولاً: يا عزيزي,, أنا لست معنياً بسلوك البشر عموماً وإنما – كما تلاحظ في كل كتاباتي – أناقش كل من يحاول جعل الأديان شماعة يعلق عليها إخفاقاته وتجاوزاته التي بها يكون مشاركاً - أصيلاً- في فساد البر والبحر سواءاً أعلم بمسئوليته وإعترف بها أم مارى فيها.
وهذا يعني أننا جميعاً في هذا الإخفاق والتقصير سواء, مع تفاوتات مختلفة نسبياً, ولكننا جميعاً مدانون حتى ولو بالتكاسل أو التباطؤ في السعي الجاد للإصلاح والتقويم أو على الأقل – الإستنكار- .لذا ما يعنيني أولاً هو إثبات أنَّ الأديان – السماوية - كلها دون إستثناء تلتقي عند نقطة واحد فقط لا غير ألا وهي ) الحرية والمساواة والإصلاح) وهذا لا يتحقق بدون إيمان وإلتزام.
فلم يحكِ التاريخ أن هناك نبي أو رسول كانت لديه قوائم اسعار يبيع بها منهجه أو له نظام جباية ليعود بها على نفسه وأهله وذويه, أو له أجندة خاصة, أو أعلن نفسه إمبراطوراً على غيره, حتى من كان منهم ملكاً كداود وسليمان لم يميز نفسه ويمجدها,, فداؤد عليه السلام (كان يأكل من عمل يده),, كحداداً يصنع القدور والجفان والتماثيل ليأكل من ثمنها ولا يأكل من مال الله الذي إستخلفه فيه لأنه حق الناس عنده.
ثانياً: مشكلة الإنسان الأساسية - الجدل والجدال- وتقليب الأمور وخلط الأوراق إما ليخفي جهله وعجزه أو ليتهرب من تبعة جَرْحِهِ وجنوحه,,, وبالتالي يحاول دائماً التملص من المسئولية ثم إلصاقها بغيره, لذا نراه كثير الجدل والتبريرات والمخالفات.
ثالثاً: الأحزاب كلها - دون إستثناء -, هي مؤسسات إستثمارية من العيار الثقيل, تستثمر في السياسة, حيث أن رئيس الحزب هو رئيس مجلس الإدارة, والسكرتير, هو المدير العام, وأعضاء الحزب هم المساهمون (حملة الأسهم) والهدف الإستراتيجي - السلطة-, والزبائن - الجماهير الكادحة المغلوبة على أمرها -, والسلعة - شراء مكاسب سياسية وأصوات ونفوذ -,, ورأس المال هو - الوعود الفارهة بما ليس موجود أو معهود أو مقصود-, والنتيجة في كل الأحوال -عموماً- واحدة,, إذ لم نجد أو نسمع بأن حزباً حقق أهدافه ووصل إلى السلطة قد نفذ ما وعد به أو تذكره, ولم يفقد هذه السلطة والناس كانت راضية عنه. فالأديان تعطي بلا مقابل والأحزاب تأخذ بلا مقابل إلَّا القليل وهذا بالطبع نادر جداً حتى لا نقول إنه معدوم.
إذاً ,, كل مسعاي أن يرى الناس عن قرب وبالتفصيل مناهج كل الأنبياء والمرسلين , ليدركوا أنها سليمة وفيها سعادتهم في الدنيا - لمن أراد الدنيا -, وفي الآخرة -لمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن-, وأن الأديان لم تجبر أحد على إعتناقها, بل تركت له الخيار - الحر- فقط راقبت السلوك العام الذي يتأثر به الآخرون فوضعت له الضوابط والحدود.
الأحزاب تقول بما يناقضه سلوكها, تقول لا فرق بين غني وفقير, فتميز الغني بالمحسوبية, وتنادي بالمساواة وحق المواطنة فتنقضها بالولاءات والمحابات والفساد وأهم أداتين فعالتين هما:
- العنصرية - الحزبية الطائفية,
- وتبادل المصالح.
فالأحزاب -في الغالب- محل شك أكثر منها محل ثقة حتى من أتباعها, ولكن لعدم وجود البديل أو للأمل في - غد أفضل -, يساير الناس الأحزاب - كَشَرٍّ لا بد منه .- فتعدد الأحزاب يعني إنقسام المجتمع, والتنافس الحزبي والدعايات الحزبية دليل مادي على عدم سمة الكمال لأي من المتنافسين وبالتالي يكون الإنتماء لحزب معين - ظني- وليس يقين قطعي.
أما أنا شخصياً لا ولن أتبع أو أنتمي – يوماً من الأيام - إلى حزب أو طائفة, أو تكتلات بشرية ذات منهج هوائي بأجندة مزيفة خارج إطار الشرع الذي ليس له هوى ولا مصلحة يحرص عليها فتتأثر معاييره ويختل ميزانه وفقاً لهواه. سواءاً أكانت دينية أو دنيوية لقناعتي بأن المنهج ليكون – قسطاً - لا بد أن يكون مشرِّعه من خارج نطاق المخلوقات كلها التي لا بد وأن يكون لكل منها مصلحته وهواه الذي يجعله يتأرجح ما بين الخير والشر ))).
دار هذا الحوار الطويل الهاديء, وتبادلنا الأفكار والآراء, فإستمعت له وإستمع لي وإنتهىت المقابلة الفكرية بسلام دون أن أعرف كامل هويته وإعتقاده ومذهبه ودون أن يعرف عني هو ذلك كله, ولا أظن أننا في الأساس متفقون في الآراء والتوجهات, ولكن هذا الإختلاف كان تأثيره إيجابياً بدليل أنه لم تتخلله تشنجات أو تجاوزات,, وعليه فلا بد من أن الفائدة قد تخطت كلينا وبلغت غيرنا من الذين إن لم يشاركوا بالحوار المباشر ولكنهم شاركوا بالمتابعة والتصويت الذي بلغ من جانبه 27 مشاركاً ومن جانبنا 28 مشاركاً. هكذا الحضارة وهكذا هي الأخلاق.
نموذج آخر من أخ كريم جاءنا بالتعليق التالي بعنوان (وقفة للتامل!!), ينص بالآتي:
(... الاخ الكريم بشاراه احمد المحترم بعد التحية,,
وعين الرضى عن كل عيب كليلة ** كما ان عين السخط تبدي المسآوئا
ان اجبار زينب بنت جحش على الزواج من زيد بن حارثة هو علم مسبق بان العشرة الزوجية لن تدوم لان الزواج الذي لا يقوم على الحب والرضى المتبادل هو زواج فاشل وان مآله الفرآق. اما قولك لماذا لا يتزوج محمد زينب وهي بكر والبكر افضل فهذا تبرير لا قيمة له لان لذة البكارة وقتية وهي لذة لمن لم يعاشر الجنس ابدا كـ الزوج والزوجة الذان لم يتذوقا لذة المعاشرة.
لو ان البكارة لها مفعول حيوي لاختربت العلاقات الزوجية في اول اسبوع من الزواج. ان اجبار زينب على الزواج من زيد هو « ترضية خواطر فقط » لان الزواج لم يتم عن رضى. اخي الكريم « ان الغاية تبرر الوسيلة » لذى لما تزوج محمد منها الغى التبني. ان السياسات تبنى على المصالح وقد تتطلب تضحيات وقتية او حتى ابدية. ان تاريخ المسلمين حافل بكذا حوادث. لقد اجبر المامون الخليفة العباسي الامام الرضا على الزواج من ابنته ام الفضل ليس حبا فيه بل هو وسيلة لاغتياله باسهل الطرق. ان الحل الامثل لهكذا حوادث هو التسليم بان الله هو من امر بذالك ولا راد لامره وليس تبريرات غير منطقية ...).
الملاحظ أن هذا الأخ الكريم قد وفق تماماً في إختياره لعنوان تعليقه, وهي بالفعل "وقفة تأمل", فالتعليق مليء بالأفكار التي لا بد من أن تمر بعقول كثيرة من البشر على إختلاف مشاربهم, فهكذا المثقفون حيال النصوص الدسمة الغنية بالمعاني والقيم الإنسانية يقفون عندها ويقلبون أوجهها ويشركون الآخرين في تدويرها بهدوء وسكينة وإستيعاب دون تحيز ضد ولا مع,,, بحثا عن الموضوعية, في إطار المنطق النابع من معين الشفافية والصدق والأمانة العلمية.
والذي يتابع ردنا على هذا التعليق سيلاحظ أمرين اثنين,,, وجود إختلاف ظاهر في بعض المفاهيم مع الإتفاق في القيمة, وفي نفس الوقت وجود تناغم واضح وقبول للآخر بإنسياب بحثاً عن القناعة وكفى.
فرددنا عليه بتعليقات تحت عنوان (... الغاية يبررها السلوك), قلنا له فيها:
أولاً: أنا في يقيني بأنه لا يوجد من هو أكثر نفاقاً من المبررين, وقد ذكر الله ذلك ضمن صفاتهم حيث قال – "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون" -, وكان ذلك هو سبب مرض قلوبهم.
ثانياً: قول الله وشرعه ومراده يجب أن يُتَدبَّر ولا يُؤوَّل أو يُبرَّر, حيث يصبح عندها - تألهاً عليه- وهو إشراك نفسه مع الله في حكمه,
ثالثاً: الإستنتاج الذي تفضلت به - لا شك- وارد,,, ويمكن أن يكون منطقياً في الحالات العادية بعيداً عن محيط الشرع وقت التشريع,, ولا تنسى أن الله تعالى قال إنه إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة, فباعوا عن رضى وقبول فربحوا البيع, وبالتالي قد إعترضت السيدة زينب في البداية ظناً منها أن الأمر كان عرضاً فيه قبول ورفض مكفول لها بحرية الإختيار, ولكن عندما علمت أن الأمر تكليف من ربها قبلت به.
ولكن هوى النفس والوجدان خارج نطاق السيطرة, فلم تستطع - عملياً- قبوله كشريك لحياتها الحميمية ولكنها لم تسعى هي للطلاق منه, ولم يزهد زيد فيها ولكنه أيضاً ضحى بها من أجلها حتى لا يكون سبباً في تعاستها. خاصة وأن المراد من هذا الزواج بهذه الطريقة التي بني عليها تشريع قد تم المراد تماماً. ولم يغفل رسول الله ولا ربه عن التضحية التي كُلفت بها السيدة زينب في سبيل دينها وطاعة ربها ورسوله فإستحقت بذلك المكافأة والتعويض الذي كان بزواجها من رسول الله الأمين.
رابعاً :تذكَّر أن النبي نفسه كان دائماً هو المقصود بشخصه في تطبيق التشريعات الخطيرة التي لن يجروء أحد غيره عليها,, وبالطبع لن يتركها أهل الزيغ تمر بلا وقفة عندها والتشكيك فيها, بدءاً بالقبلة وتحويلها من بيت المقدس إلى البيت الحرام أثناء الصلاة, مروراً بإلغاء التبني, ثم بزواجه من زينب, وقد كان الأمر بالنسبة له ثقيلاً للغاية على نفسه حتى أن الله تعالى عاتبه فيه بقوله (وتخفي في نفسك ما الله مبديه, وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه(,
خامساً: بغض النظر عن اللذة والمتعة الجنسية,, فالإنسان عادةً يفضل الفتاة البكر التي لم يطمسها أحد قبله على الثيب, والذين لا يهمهم مثل هذا الترتيب هم الأقل نسبياً,,, إنها النفس البشرية, كما أن هناك متعة أخرى لدى الشخص وهي أنه لا يريد أن تعرف زوجته أحداً قبله أو بعده وإن طلقها طلاقاً بائناً. فالله تعالى بشر المؤمنين بالحور العين بأنه (... لم يطمثهن قبلهم إنس ولا جان...).
سادساً: إن القول بأن النبي ضحى بإبنة عمه زينب ومشاعرها ترضية خواطر فقط,, فهذا ظلم لا يختلف حوله إثنان, ومن عاشر المستحيلات أن يصدر عن رسول الله محمد, كما أن زيداً نفسه لم يطمع أو يطمح أو يطلب من النبي أن يزوجه – زينب - لأنه يحبها ولن يستطيع العيش بدونها,,, وإنما كانت تكفيه أي فتاة أخرى غيرها مثلاً - أم أيمن التي أصبحت زوجته بعد ذلك وأم ابنه أسامة -,, ولكن الشرع ليس فيه جبر خواطر وأهواء.
أما القول بأن - الغاية تبرر الوسيلة -, هذا القول يجافي الشرع تماماً, فالمؤمن لا ينادي بها ولا يقبلها أو يعمل بها لأن الغاية يبررها السلوك. فالغايات السياسية لا تبنى فقط على المصالح, وإنما تبنى أيضاً على الإنتهازية والنفاق والتبريرات التي تسوغ لها, وهذا شأن البشر. والخليفة العباسي المأمون أو غيره بشر غير معصوم,, ومن ثم,, لا يقاس الإسلام ويراجع بعمله ,, وإنما يقاس ويراجع عمله بالإسلام,, فإن فعل شيئاً يتعارض مع هديه فهو رد ومحسوب عليه والإسلام يتبرأ منه ومن عمله.
فالإسلام ليس وصياً على أعمال وسلوكيات وإجتهادات الناس سواءاً أكانو مسلمين أو غير ذلك. كل نفس ما كسبت رهينة.
هكذا كان لقاءاً كريماً ودوداً لم يتخلله تجاوزات, ولا تعدي على رأي وحرية وفكر أحد على الآخر, فلكلٍ قناعاته, ولا بد من أن كل من الأطراف وجد ضالته أو إستغنى إما بما عنده أو بالبحث عن طرف آخر لمناقشتها. وفي الحقيقة, هذا الأخ صاحب التعليق, دائماً نلقاه بنفس الأسلوب الهاديء الحضاري المتأدب ويتقدم لنا بالنصح المقدر, فيسعدني لقاؤه دائماً.
ثم جاءنا التعليق التالي بعنوان (اقتباس), قال لنا صاحبه فيه:
(... اقتباس - لم يقف الحال مع زيد عند رسول الله إلى هذا الحد من التكريم, بل وزوجه النبي من إبنة عمته السيدة - زينب بنت جحش- ذات الحسب والنسب القرشية,, رضى الله عنها. ثم طلقها زيد لعدم قدرتهما على الإستمرار في حياة زوجية سعيدة, فزوجه النبي حاضنته أم أيمن
واريد ان ازيد على هذا واقول ان الرسول(ص) استمر في تكريم زيد حين حرّم التبني بامر من رب العالمين جل جلاله ففُصِخَ عهد التبني بين الرسول وزيد وحرِم الأخير من ان يرث الرسول ولكن هذا لم يغير الحب والعاطفه بينهما بدليل ان الرسول وبامر رباني تزوج طليقة ابنه السابق والذي لم يعد ابنه شرعيا, وهذا تكريم اخر لسيدنا زيد.
فلمسنا فيه شيء من التهكم والسخرية الواضحة للغاية, خاصة وأن الذي جاء به ليس فيه أي إضافة, ثم جاء بمفردات تدل على ذلك الذي لاحظناه.
فرددنا عليه بإعتدال بما يلي تحت عنوان "أريد أن أذكر م.ع. ،، بدون إقتباس!!!:", قلنا فيه:
(((أولاً: رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي خطبها لزيد وأصر على ذلك:
أنظر وأفهم,,
انطلق رسول الله ليخطب لزيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحش رضي الله عنها فخطبها، فقالت: - لستُ بناكحته-. فقال رسول الله: - (بَلْ فَانْكِحِيهِ .( قالت: يا رسول الله، - أاُؤمَرُ فِيْ نَفْسِيْ؟ - ... فبينما هما يتحدَّثان، أنزل الله تعالى قوله على رسوله في سورة الأحزاب: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا 36).
فقالت رضي الله عنها: - رضيتَه لي يا رسول الله منكحًا؟- قال رسول الله: (نَعَمْ). قالت: - إذن لا أعصي رسول الله ، قد أنكحته نفسي.
السؤال المهم الآن للذين ليس في فكرهم شيء سوى ما بين رجليهم من الذين يعبدون ما بين رجلي النساء,,, هل الرجل عادةً يزهد في الفتاة - البكر- ويزوجها غيره ثم بعد ذلك يطمع أو يرغب فيها بعد أن قضى غيره منها وطراً فأصبحت ثيباً؟؟؟ أليس منكم رجل رشيد!!!
قلنا لكم ولكنكم لا تفقهون حديثاً (الذهب يزيده الطرق بريقاً ولمعانا وتألقا !!!). وقد كان ردنا على الشبهة التي يلوكها ويرددها كثير من العناصر المغرضة في عشرات, بل مئآت التعليقات والمواضيع, وهم لا يتحدثون بغير الزنا والنكاح والسبي حتى الحور العين في الجنة,,, الخ. فكان الرد شاملاً على هذه الشريحة الفاسدة المفسدة, ولم نخص بها احد بعينه.
فكان رده بالتعليق التالي, تحت عنوان (كلام بذيء), قال لنا فيه:
(... اني اترفع عن تلويث لساني بنطق كلام لم يعلمه لي ديني دين الاسلام الحنيف, الحمد لله اني اعبده الواحد الاحد « القهار المذل ». من السهل السب والشتم ولكن يبدو ان من الصعب على البعض ان يقتدو بحديث الرسول )ص) سباب المسلم فسوق وقتاله كفر صدق رسول الله. الاخلاق تنبت كالنباتِ اذا سقيت بماء المكرماتِ.
على الرغم من أن تصورنا وتقييمنا لتعليقه السابق لم يهتز أمامنا, خاصة وأن هناك تعبيرات وقرائن تؤكد السخرية والإستهذاء إلَّا أننا عزينا ذلك ربما لسوء التعبير الوارد وقوعه من الكثيرين, أو لعلنا لحظنا روح التصعيد وشخصنة الموضوع وتعمد التصعيد فأردنا أن نعيد التركيز على اصل الموصوع حتى لا نعطيه الفرصة التي يتحينها ويتربص لها.
فقد إعتدنا مثل هذا المسعى من شرذمة من المشاغبين الذين تدور كل تعليقاتهم حول الزنا والنكاح والنساء, وينسبون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويرمونه بنكاح زوجة إبنه بالتبني,,, الخ هذه التفاهات والسفاهات,, وقد جاء تهكمه وتلميحاته شبيهة بما يقولونه ويفعلونه تماماً فخاطبنا هذا الرهط ولم نخصه بذاته فنحن لا نعرفه من قبل,, وقد بينا له ذلك, فنحن لا نخص أنفسنا أو الأشخاص الآخرين في مواضيعنا, ولكننا نرد على كلٍ بما يتناسب معه,, لذا رددنا بتعليقنا التالي تحت عنوان (أخي الكريم محمد عثمان):
أولاً: راجع تعليقك جيداً, ستلاحظ فيه صيغة التهكم واضحة – قد لا تكون مقصودة منك – ولكنها تبدوا كذلك, خاصة وأن هذه الصيغة التي قلتها هي شبهة أو تكاد تكون نفسها التي يلوكها المبطلون الفاسدون الذين قصدتهم بالتوبيخ الذي أزعجك.
ثانياً: دعنا نراجع معاً تعليقك لنرى إن كان فهمنا له خطأ أم فيه ما يبرر تقييمنا,,, فيما يلي:
1. لم يُحرِّم الرسول الكريم التبني - كما تقول -, وإنما الله تعالى هو الذي حرمه بآية كريمة,
2. لم يُفسخ عهد النبي لزيد - إن العهد كان مسئولاً -, والنبي لا يفسخ العهود, وإنما حُرِّم التبني بتشريع قرآني من الله الذي لا يسأل عما يفعل,
3. لم يُحرم زيد شيئاً, بل كان تكريمه مباشرة من عند الله تعالى إذ ذكره بإسمه في القرآن الكريم, وإن كان هناك حرمان من ميراث يكون النبي هو المحروم لأن زيد قد مات قبله, علماً بأن إلغاء التبني بالضرورة يلغي التوارث لأنه ليس إبنه من صلبه.
ثالثاً: قولك (... لم يغير الحب والعاطفه بينهما بدليل ان الرسول وبامر رباني تزوج طليقة ابنه السابق والذي لم يعد ابنه شرعيا, وهذا تكريم اخر لسيدنا زيد). هل تجد لهذه العبارة معنى أقرب من التهكم؟؟؟ ..... تحية خالصة لكل مؤمن موحد.
فلعله لم يرق له أن ينتهي الأمر بسلام, فجاءنا بالتعليق التالي تحت عنوان: (الحكم بالظن لا شرع له), إنفجر فيه بسيل من التشنج والهجوم والسباب ... فقال:
(... اقتباس :
راجع تعليقك جيداً, ستلاحظ فيه صيغة التهكم واضحة – قد لا تكون مقصودة منك – ولكنها تبدوا كذلك – انتهى... ثم قال:
1. لقد بدى لك يابشاراه اني اتهكم وظننت الظنون,
2. واتهمتني واتهمت الاخرين باننا « نعبد بظر المراه » استغفر الله العظيم,
3. لقد خرجت عن طورك وتلفظت بارذل الالفاظ,
4. وحكمت بكفر الاخرين وانت في مرحلة الظن والشك,
5. لقد اصدرت حكمك بدون دليل دامغ فهلكت واهلكت.
6. وهذا ما «« نسميه بالارهاب »». هل فهمت مصدر الارهاب الان؟
7. انت غير مؤهل لحمل شعلة الاسلام العادل السمح الصبور.
8. احزم حقائبك ياهذا واترك هذا الامر للمسلمين الذين يخافون على دينهم والذين يصونون اعراض الغير «« ويحقنون دمائهم »».
فإتضحت الصورة جلياً,, وأدركت أنني كنت على حق,, فالرجل يسخر ويتهكم على النبي صلى الله عليه وسلم, وقد أنبأ عن نفسه بنفسه دون أن يشعر, وقال "ها أنا ذا بصريح القول",, فما الغرابة في أن يصدر عنه هذه الخلق وهذا التوجه,, فهو قد آلمته الحقائق التي قد مست وتراً حساساً لديهم فأراد أن يدخل من باب يتقنه وهو المراوغة والخداع لغايته واضحة وهي الإساءة المباشرة ثم تحويل الموضوع العام إلى موضوع شخصي قوامه المهاترات, وأن يفتح جبهات جانبية حتى يشغلنا بها عن مواصلة كشف الحقائق أمام القراء, لذا رددت على تعليقه بالتعليق المختصر التالي تحت عنوان (هكذا تستقيم الأمور!!!), قلت له فيه:
الآن يا محمد عثمان
الآن قد إستقامت الأمور بحمد الله وتوفيقه!!!
ولم نزد على هذه العبارة شيء آخر. وذلك بعد تحليلنا لما جاء في تعليقاته المتتابعة, فإتضحت الأمور جلياً وسأوضح ذلك للسادة القراء فيما يلي:
سبق أن قال لنا في تعليق سابق ما يلي:
1. اني اترفع عن تلويث لساني بنطق كلام لم يعلمه لي ديني دين الاسلام الحنيف,
2. الحمد لله اني اعبده الواحد الاحد «« القهار المذل »».
3. من السهل السب والشتم ولكن يبدو ان من الصعب على البعض ان يقتدو بحديث الرسول (ص) «« سباب المسلم فسوق وقتاله كفر »» صدق رسول الله.
4. الاخلاق تنبت كالنباتِ اذا سقيت بماء المكرماتِ.
أولاً: أرجوا من القراء الكرام إمعان النظر في هذه النقاط الأربع جيداً, وتقييمها بتفحص إن كانت تؤيد إدعاء صاحبتها بما يقول عن سلوكه وتوجهه,,
ثانياً: أرجوا مقارنتها بالنظر إلى صاحبها الذي (يترفع عن تلويث لسانه بنطق كلام لم يعلمه له دينه دين الإسلام الحنيف) ومع ذلك يقول لمسلم ما يلي:
1. لقد بدى لك يابشاراه اني اتهكم وظننت الظنون,
2. واتهمتني واتهمت الاخرين باننا « نعبد بظر المراه » استغفر الله العظيم,
3. لقد خرجت عن طورك وتلفظت بارذل الالفاظ,
4. وحكمت بكفر الاخرين وانت في مرحلة الظن والشك,
5. لقد اصدرت حكمك بدون دليل دامغ فهلكت واهلكت.
6. وهذا ما نسميه بالارهاب. هل فهمت مصدر الارهاب الان؟
7. انت غير مؤهل لحمل شعلة الاسلام العادل السمح الصبور.
8. احزم حقائبك ياهذا واترك هذا الامر للمسلمين الذين يخافون على دينهم والذين يصونون اعراض الغير ويحقنون دمائهم.
ثالثاً: التقييم والحكم:
1. هل ينسجم إدعاءه بأنه يترفع عن تلويث لسانه بنطق كلام لم يعلمه له دينه دين الإسلام الحنيف, مع الأداء الذي في هذه النقاط الثمانية التي نرى أن أفضل شيء فيها وأكرم هو السب والشتم؟؟؟ ..... إذاً أين هذا الترفع الذي يدعيه ولا يعيه ولا يهتدي إليه؟؟؟
2. وهل الموحد الذي يعبد الله الواحد الأحد « القهار المذل » يسخر من رسوله ويتهمه بنكاح زوجة إبنه, وفي هذا عصيانٌ واضحٌ فاضحٌ لله تعالى الذي يقول (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله...), وقوله (أدعوهم لآبائهم) ثم بعد ذلك يقول طليقة إبنه؟, وهل يمكن لمؤمن عاقل أن يتهم الله رسوله بفسخ العهد وحرمان زيد من ميراث الرسول وهو يجهل أن العهد إنما في الحقيقة – لو كان قائماً - فإنه يورث النبي ولا يورث زيد لأن الأخير مات قبل الرسول؟؟؟ ..... وهل الزواج من المطلقة فيه تكريم لمطلقها؟ أم الموضوع فيه تهكم وسخرية واضحة مفادها أن الرسول طلقها من زيد ليتزوجها هو وقول الله (أدعوهم لآبائهم) هذا إنما إنما يراه تبريراً ليحل الرسول لنفسه نكاح طليقة إبنه, وهذا هو بالضبط الذي إعتاد قوله أولئك السفلة الداعرين الذين ذكرناهم وبينا أن تفكيرهم بي رجليهم, وهذه حقيقة لا أدعيها وإنما هي حقيقة ومعلنة ومقننة منهم لدى تلك المجتمعات المتحضرة.
3. فلما راجعنا قوله (... من السهل السب والشتم ولكن يبدو ان من الصعب على البعض ان يقتدو بحديث الرسول (ص), سباب المسلم فسوق وقتاله كفر صدق رسول الله ...), تأكد لي أكثر أن الذي يعرف قدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويعرف أن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر,,, ثم يأتي بتلك النقاط الثمانية التي – كما قلنا – أن أفضل وأكرم ما فيها هو السب والشتم,,, إنما يسخر من قدوة رسول الله ويعصيها قصداً,,, ما لم يكن إما معتوهاً فاقد الأهلية الشرعية, أو فاسقاً فاجراً زنديقاً من الذين يستهزيء الله بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون.
4. أما قوله: (... الاخلاق تنبت كالنباتِ اذا سقيت بماء المكرماتِ...), فما هو نوع الماء الذي سقى به نبات أخلاقه ؟؟؟
وبعد هذا كله,, لو إستحضرنا أن الموضوع برمته كان عن: (الإسلام والعنصرية وجه لوجه), و غايته الأساسية هي رد الشبهة عن الإسلام وإثباتها على أعدائه,, فإن كان كما قال عن نفسه فما الذي أغضبه منا ومن فعلنا مع انه كان لصالح الإسلام ورب الإسلام الواحد الأحد الذي يوحده, وبالتالي فالمتوقع منه في هذه الحالة - "إن صدق" - أن يشيد بالموضوع ويتبناه كإنجاز له. ولكن ما دام أنه قد إنفعل بهذه الكيفية الغريبة من دون القراء الكرام إن لم يدل ذلك إن عكس إدعائه, لدرجة أنه وجه جام غضبه ضد شخصنا مباشرة وبعدوانية غير مبررة؟؟؟
أخيراً, تحدثنا في موضوعنا الأخير بعنوان (رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ (1)), تناولنا فيه تفنيد إساءة مباشرة من كاتب عبارة عن شبهة ضد الإسلام وفيها ألفاظ نابية بذيئة وإستخفاف بالدين والإسلام, فحللنا الموضوع بكامله تحليلاً علمياً وضعنا من خلاله الأمور في نصابها الصحيح, فكان هزيمة نكراء لمروجيها ومشجعيها أغضبتهم وأقضت مضاجعهم فسرى ماءها الحار في جحورهم فخرجت الأفاعي والعناكب السامة منها لتهيم على وجهها باحثة عن ضحاياها.
فجاءت بعض التعليقات, وهذا أمر طبيعي,, ولكن غير الطبيعي هو ظهور المغرضين بسفور واضح ساعين إلى تحويل الموضوع العلمي إلى موضوع شخصي وإتهامات وإعتداءات شخصية وملاسنات غوغائية, لا ولن تخدم القضية ولن تضيف شيئاً للقراء . وقد حاولنا جهدنا على أن نعيد الأمور إلى ساحة الحوار والموضوعية ولكن ذلك كان خلافاً لأجندة الأطراف الأخرى التي قصدت التوتر وسعت له جاهدة, لذا فتنقية أجواء الحوار قد إعلناها واضحة مدوية للذين يريدون العبث أننا لن نرد على أي مهاترات أو عدوان ضد شخصنا على الإطلاق, بل سنهملها.
ولكن إن تضمنت مهاتراتهم مادة يمكن أن تثري الموضوع وتوسع مواعينه, ناقشنا ذلك عبر مواضيعنا دون الدخول معهم مباشرة في أخذ أو رد قد يقود إلى الفوضى والغوغائية, وهذا هو السبب الأساسي في تقديمنا لهذا التصحيح للمفاهيم.
ومع ذلك ظهر صاحب الإقتباسات مرة أخرى بتعليق بعنوان (الأخلاق), قال فيه:
1. (... لقد بدأت يابشاراة مقالك عن الاخلاق وتحدثت عن الإنحطاط والتفاهة والبذاءة .
فهل انت شخصيا ملتزم بهذا؟ ام انك تطلب فقط من الأخرين الألتزام والابتعاد عن البذأءة.
2. اذكرك بتعليق لك في مقالك السابق وهو موجه لمسلم ملتزم, انت كتبت: السؤال المهم الآن للذين ليس في فكرهم شيء سوى ما بين رجليهم من الذين يعبدون ما بين رجلي النساء .انتهى.
هل تعليق هذا ينم عن خلق حسن ؟ ام هو الحظيظ والبذاءة في احط صورها؟
3. احزم حقائبك ياهذا وحسِّن الفاظك اولا واترك الدعوة للأخلاق لأصحاب الخلق.
إذاً قد وضع النقاط على الحروف,,, فهو يريد أن ينخرط في المهاترات التي نؤكد له بأنها لن تؤثر على أدائنا ونشاطنا إطلاقاً سنستمر في تطويق كل سقطة من الساقطين لنضعها في ميزان العلم والتفنيد الأكاديمي في ضوء وإطار الشفافية والموضوعية والمنطق والمعايير العلمية بتجرد ونكران ذات متحملين في ذلك سفه السفهاء وتطاول الجهلاء المحبطين دون كلل ولا ملل,, غايتنا الوحيدة هي إحقاق الحق للإنسان كل الإنسان من رب الإنسان.
قلنا له تحت عنوان (م.ع - حسبك!!!) ما يلي:
(((الآن نراك بوجه جديد,,, وتتحدث عن قيم ومعايير مختلفة, ولها إستخدامات مختلفة أيضاً
-;- الأخلاق,
-;- الإنحطاط,
-;- التفاهة,
-;- البذاءة,
أولاً: هذه أوراق مختلفة وقيم لا بد من الوقوف على دقائق معانيها قبل الخلط بينها, فقط أرنا أي من هذه المعاني تقصد ودلنا على شواهد عليها من موضوعنا حتى يمكننا أن نرد عليك علمياً وأخلاقياً.
ثانياً: ليتك ترجع إلى تعليقنا السابق الذي إقتبست منه هذه العبارة التي يبدوا أنك لم تفهمها لتعرف - تحديداً- من المقصودون بها عندها ستدرك أننا لم نتهم بها أحد -عشوائياً- كما بدا لك, ولكننا قصدناها بكل تفاصيلها قصداً لوصف شريحة ليس في فكرهم سوى ما قلنا, فأنت أقحمت نفسك بينهم ورددت عنهم فهذا شأنك ولا أعلم حقيقتك إن كنت منهم فأنا أقصد الشريحة, وهذا لا يخدش في أخلاقنا فهي حقيقة أهلها يعرفونها ولو تلاحظ ردي عليك في الموضوع السابق قصدته لأني شعرت بأنك لست كما قلت فأعرضت عنك حتى لا إشارك في مهاترات أنا في غنى عنها, وليتك تقدم شيئاً ينفع القراء بدلاً من دور بوليس الآداب.
أنا بالطبع لن أرحل, وليس لي حقائب, فأنت الذي يكفيك عدم قراءة ما نكتبه لأنه لا يلزمك, وأنا لم أصدق هويتك التي قلتها. وداعاً )))
ولكننا نراه مصراً على المهاترات ولديه الإستعداد لذلك, فالفوضى قد تحقق له شيء من مراده, ولكننا لن نجاريه فيها, فأنظر إلى قوله لنا أخيراً تحت عنوان (اشرح لي العبارة التي لم افهمها يابشاراة),:
(... يابشاراة « لايمكنك ان تهرب بهذة السهوله وتغطي بذاءتك » بالالتفاف على ماقلته ولوي « معاني مفرداتك الهابطه في حظيظ الرذاله ».
« اذا كنت شجاعا » فاشرح لي العبارة التي لم افهمها (السؤال المهم الآن للذين ليس في فكرهم شيء سوى ما بين رجليهم من الذين يعبدون ما بين رجلي النساء ) « اليس هذا اتهام للغير بالشرك بدون دليل », جاوب بنعم او لا « ان كانت لديك ذرة من الشجاعه ». اذا جاوبت بنعم « فسوف اصفح عنك » لأن الاعتراف بالخطأ فضيله ومداراتها حمق. وان جاوبت بلا « فساعذرك لجهلك » وعلى الجاهل حزم حقائبه .
لذا فإننا لن نتعامل معه ما دام في هياجه وأجندته الخاصة وأغراضه المشبوهة ومقاصده العدوانية, وإذا طرح أمراً متعلق بالموضوع تناولناه في مواضيعنا المتتابعة إن وجدنا في ذلك فائدة يمكن أن تعود على القراء الكرام. أما إن كان يسعده السباب والشتائم لشخصنا فليفعل ما يخفف غليله, لأنه لن يؤثر في توجهنا وغاياتنا السامية, بل هذا السلوك منهم سنحوله بعون الله إلى إيجابيات تضيف الكثير إلى الذين يبحثون عن الحق والحقائق أما غيرهم فلن نستطيع أن نصفهم بأكثر مما وصفهم به القرآن الكريم.
على أية حال: لا زالت تطن في أذنينا قولته التي قالها بثقة في النفس ويقين:
1. ((... انِّيْ اتَرَفَّعُ عَنْ تَلْوِيْثِ لِسَانِيْ بِنُطْقِ كَلَامٍ لَمْ يُعَلِّمْهُ لِيْ دِيْنِيَ دِيْنُ الْاِسْلَامِ الحَنِيْفِ,
2. الحَمْدُ للهِ اِنِّيْ اَعْبُدُهُ الوَاحِد الاَحَد «« القَهَّارُ المُذِلُّ »».
3. مِنْ السَّهْلِ السَّبُ والشَتْمُ ولَكِنْ يَبْدُوْ انَّ مِنَ الصَّعْبِ عَلَىَ البَعْضِ انْ يَقْتَدُوْ بِحَدِيْثِ الرَّسُولِ ]ص[ «« سَبَابُ المُسْلِمِ فُسُوْقٌ وقِتَالُهُ كُفْرٌ »» صدق رسول الله.
4. الاَخْلَاقُ تَنْبُتُ كَالنَّبَاتِ اذا سُقِيَتْ بِمَاءِ المَكْرُمَاتِ.
كلام جميل وغاية في الروعة والورع وينضح إيماناً,,, ولكن, ما هذه القصيدة العصماء التي تؤكد صدق القول والتوجه, والمكرمات التي أنبتت هذه الأخلاق المتميزة, تأكيداً وتوثيقاً لذلك الورع؟؟؟
تقول القصيدة:
1. لقد بدى لك يابشاراه اني اتهكم وظننت الظنون,
2. واتهمتني واتهمت الاخرين باننا « نعبد بظر المراه » استغفر الله العظيم,
3. لقد خرجت عن طورك وتلفظت بارذل الالفاظ,
4. وحكمت بكفر الاخرين وانت في مرحلة الظن والشك,
5. لقد اصدرت حكمك بدون دليل دامغ فهلكت واهلكت.
6. وهذا ما «« نسميه »» بالارهاب. هل فهمت مصدر الارهاب الان؟
7. انت غير مؤهل لحمل شعلة الاسلام العادل السمح الصبور.
8. احزم حقائبك ياهذا واترك هذا الامر للمسلمين الذين يخافون على دينهم والذين يصونون اعراض الغير «« ويحقنون دمائهم »».
9. يابشاراة « لايمكنك ان تهرب بهذة السهوله وتغطي بذاءتك بالالتفاف على ماقلته»
10. ولوي « معاني مفرداتك الهابطه في حظيظ الرذاله ».
11. « اذا كنت شجاعا » فاشرح لي العبارة التي لم افهمها,
12. جاوب بنعم او لا « ان كانت لديك ذرة من الشجاعه ».
13. اذا جاوبت بنعم « فسوف اصفح عنك » لأن الاعتراف بالخطأ فضيله ومداراتها حمق.
14. وان جاوبت بلا « فساعذرك لجهلك » وعلى الجاهل حزم حقائبه .
كل هذا السيل من الاَخْلَاقُ الَّتي سُقِيَتْ بِمَاءِ المَكْرُمَاتِ كان يكفي بدلاً عنه ملاحظة مباشرة منه تقول للكاتب: (أنت قلت كذا... في الفقرة كذا..., مخالف للأخلاق التي تتحدث عنها,, ليتك توضع لنا قصدك منها أو تتفادى إستعمال مفردات لا يليق ذكرها للقراء الكرام... أو شيء من هذا القبيل مع شيء من العتاب المحترم الهادف). ولكن مثل هذه الأساليب لن ترضي وليهم,,,
على أية حال,, هذه هي ضريبة البحث عن الحق والحقيقة التي إخترنا طريقها ولن نحيد عنه ما دام في العين طرف وما دام في الفكر حرف,,, ونحن على إستعداد لدفعها برضى وصبر حتى لو بلغت درجة التصفية الجسدية من هؤلاء الإرهابيين الذين لا يتورعون.
ترى هل أنا الذي لم أكد أستوعب الواقع الذي أمامي!!! أم أنني لم أكد أسبر غور مثل هذه الشخصيات الفريدة؟؟؟ أرجوا من القراء الكرام الإفادة والإجادة.
اللهم إنا نعوذ بك من السوء بما شئت, وحيث شئت, إنك على ما تشاء قدير.
تحية طيبة مباركة للقراء الكرام
بشاراه أحمد
#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟