تيسير حسن ادريس
الحوار المتمدن-العدد: 5027 - 2015 / 12 / 28 - 10:18
المحور:
الادب والفن
وَقَفْتُ عَلَى نَافِذَةِ النَّهَارِ
أَرْقَبُ حُلْمًا تَوَارَى خَجَلًا
فِي ثَنَايَا
الانْتِظَارِ
أَدْهَشَنِي انْكِفَاءُ الشَّارِعِ
فَوْقَ قَلَقِ السَّابِلَةِ
يَتَحَيَّنُ مَا وَرَاءِ البَحْرِ
وَالنَّهْرُ أَغْمَضَ رِئَتَيْهِ
وَضَاعَ فِي الزَّبَدِ
المَحَارُ
*****************
النَّهْرُ أَشْرَعَ قَافِلَةَ الذُّبُولِ
بِضِفْتَيْهِ وَضَاقَ ذَرْعًا
بِالرِّمَالِ
النَّهْرُ يَمْحُو الآنَ
عَنْ شِغَافِ المُوْجِ
مَا تَبَقَّى مِنْ ذِكْرَى
الفَنَارِ
قَوَافِلُ الزَّبَدِ تَبَحْرْ
ضِدَّ إِيقَاعِ المَنَافِي
تَحْبِسُ الأَنْفَاس
قَافِيَة لأُغْنِيةِ
الكَنَارِ
****************
فِي الرُّوحِ بَقَايَا جَمْرٍ يُقَاوِمُ
يَرْسُمُ الأَحْلاَمَ ترياقا
يُنَاقِضُ فِعْلَ التَّلاشِي يُعِيقُ
الانْحِسَارَ
يُعِيدُ مَا تَيَسَّرَ مِنْ
رَمَقِ الحَيَاةِ
إِلَى الحَيَاةِ
أُغْنِيَةً تُحَاصِرُ
زَمْهَرِيرَ الْمَوْتِ
تُنْجِي الرُّوحَ
مِنْ نِدَاءِ
الانْتِحَارِ
**************
مَوْسِمٌ آخَرُ للذِّكْرَيَاتِ
مَوْسَمٌ رَمَادِيُّ السِّمَاتِ
يُعِيدُ تَرْتِيبَ الجَنَازَاتِ
يَخْتَارُ أَجْمَلِهَا
يُقَدِّمُهَا قَرَابِينًا
لآلِهَةِ الدَّمَارِ
عَلَى مَذَابِحَ الوَطَنِ
المُعَبَّأ بِالكَآبَةِ
المُكَدَّسِ بِالتَّوَجُّسِ وَالرَّتَابَةِ
وَبِالْحِصَارِ
*****************
يُشَاغِبُ المُوْجُ نَهْدَيْ مَدِينَتِي
يُدَوْزِنُ ضِفْةَ النِّيلَيْنِ كَمَا شَاءَ
يَشْعِلُ مِنْ رَمَادِ السِّدُودِ نَشِيدَ
احْتِضَارٍ
يَقْذِفُ فِي رَحِمِ الأَسَاطِيرِ
مَا تَبَقَّى مِنْ طَنِينِ الذُّبَابِ
وَسَرَابِ الحُدُودِ
حَمْلًا كَاذِبًا
لِزُنَاةِ لَيْلِ
الانْكِسَارِ
*************
يَخْرُجُ الحُلُمُ بِكْرًا
مِنْ صُلْبِ الأُمْنَياتِ
مِنْ بَكَارَةِ الصَّدَفِ العَفِيفِ
يَخْرُجُ سَهْوًا مِنْ زِحَامِ
الاشْتِعَالِ
يُوقِدُ اللَّحَظَاتِ جَمْرًا
وَضِجيجَ شَوْقٍ
وَوميضَ نَارٍ
يُوقِظُ في الشَّرَايينِ
الهُتَافَ بَاقَاتِ
انْفِعَالٍ
*****************
الحُلُمُ يَكْشِفُ الرُّؤْيَا
لأَجْيَالِ التَّمَرُّدِ
يَقْتَفِي أَثَرَ النَّوَارِسِ
يَغْسِلُ الأَحْزَانَ فَجْرًا
يُمَارِسُ العِصْيَانَ جَهْرًا
يَنْسِجُ مِنْ عَمِيقِ
الفِكْرِ كَوْنًا مْتْرَفًا
بِالعَدْلِ وَالحُرِّيَّةِ وَوَهْجِ
الجُلَّنَارِ
**************
(عَازَةُ) تَغْفُو عَلَى
بَرْدِ اليَمَنِ
فَمَا ضَرَّهَا إِنْ أَشْرَقَتْ
بِرُبُوعِهَا حِمَمُ
اليَسَارِ؟؟
(عَازَةُ) تَغْزِلُ الأَحْزَانَ صَبْرًا
في المَآذِنِ وَالكَنَائِسِ
فَمَا ضَرَّكُمْ إِنْ عَانَقَ
البَابَايُ عَلَى رَوَابِي
صَدْرِهَا الحَانِي
رَطَابَ نَخْلاَتِ
الشِّمَالِ؟؟
بريدة
27/12/2015م
#تيسير_حسن_ادريس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟