عزالدين الحجاجي
الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 14:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
موضوع الإرهاب والعلم ، انه موضوع جديد قديم ، ساءل عقل الانسان الاروبي وإنسان الحضارة العربية منذ القرون الوسطى، ساءل الغرب عندما طرح غليلي مسألة إمكانية دوران الأرض حول الشمس مفندا بذالك كافة أشكال اللامعقول الكنسي القائل بثبوتية الارض ودوران باقي النجوم بما فيها الشمس حول الارض، فأعدم وهذا إرهاب ضد العلم، وتعبير عن الانضباط التام من طرف الدين الكنسي الى التحجر المعرفي ونفي كل ما هو جديد يخرج عن التفسير الجاهز المقدم من طرف التوراة والإنجيل...، وهنا بدأ الإرهاب الحقيقي الذي ما هو إلا تعبير عن ما يعتمل داخل المجتمعات الغربية من تناقضات في تلك الحقبة التاريخية، فالدين كان يمثل اصحاب السلطة والسطوة (إقطاعيين)، يضمن مصالحها ويضمن ان يضل الناس معتقدين بأن القدر والرب محددين أساسيين للظروف المعيشية التي يوجد فيها الانسان الغربي، طبعا هي ظروف عبرت عنها الأدبيات التاريخية، كونها ظروف أقرب الى الحيوانية منها الى حياة الانسان، ان الإرهاب بدأ أول الأمر ضد كل ما هو جديد ضد كل ما هو مخالف وخارج عن النسق الديني في تفسيراته للكون ومسائله، من قبيل من خلق الكون؟، من يضمن حياة الناس؟ما الله؟ .... اختلفت أشكال ومضامين التفسيرات من ديانة الى اخرى لكن الجوهر ظل حاضرا وجود مخلوق فوق الكل يسير الجميع يعلم كل صغيرة وكبيرة انه الناموس الاول.
ونجد في الحضارة الإسلامية نفس مأساة التعارض ونفس الإرهاب ضد كل من يأتي بالجديد، حيث ذبح السهروردي والجعد ابن درهم، وقطعت اوصال ابن المقفع وطبخت امامه في إناء ثم شويت ليأكل منها ليلقى حذفه بعد عذاب اليم، وحرقت كتب الغزالي وابن رشد وغيرهم، وصلب الحلاج... واللائحة طويلة، ان مسألة الإرهاب لم تكن يوما متعلقة بمسيحي أو يهودي، إسلامي أو بودي.... بقدرما كانت تعبير عن تفاوت بين مستغٍل ومستغل، بين فقير وغني، طبعا هذا ليس فيه نفي لما كان يكتسيه الدين من طابع تحريري للإنسان من علاقات الانتاج القديمة، قبل ان يصبح الدين في يد الأقوى ويصبح الانسان هو عبد للأقوى عن طريق توظيف الدين كأداة لسيطرة الطبقية.
#عزالدين_الحجاجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟