أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم ناصر - أعناب الدم والبحيرات














المزيد.....

أعناب الدم والبحيرات


كريم ناصر
(Karim Nasser)


الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:40
المحور: الادب والفن
    


وعل الضوء

بين الكرْمِ والماء
تتوالى الأقدامُ لتنبري في الظلمةِ،
كخيولٍ زجَّ بها في المناجم.
أيّها الوعل المرصّعُ بضوء الزنابق
انتزعْ قناعك لئلاّ ((تدركه المراصد))،
لأقصَّ عليك الأخبارَ
عن عوسجةٍ طواها الصَلصال،
عن غزلان طعنَّ في البكارة،
وربما عن ديكٍ
ذبُلَ بفظاعةٍ عندما وضع بيضةً في حديقتنا.

الحيّة تأكل قلب القمر

تبّاً ستخرج النمورُ من ثُكَنِها،
والحيّةُ تأكل قلبَ القمر
لذا
لا تشحنْ رأسكَ بالأوهام، لا لا
ففي الشوارعِ دُقّتْ أعناق العصافير،
وألقي بها إلى حفرةِ الدم.
لم تعد تتقاطر الأقمارُ الطريّةُ كما يجب...
الطواويس تفسّختْ كليّاً في الماء!
والغزلانُ تلعثمت بمجرّد رؤيةِ الدم.
رويداً رويداً يتسرّبُ السمُّ إلى الترس
فتنهار الصحة.
أيّها البطل/ أيّها الكارثة
فإن لم تفطُن
فلا تشهرْ سيفكَ بعظمةٍ بين الأقزام.

أرْطُماسيا

يا لهذا الأُرْغُل الذي لم يبرح ملامحه..
حدّقْ
كم من الأصابعِ انهمرت على أوتارهِ،
لعلَّ الأسلحةَ دُمرت بموسيقاه،
(وحدث يوماً) إن غاصت زوارقُنا
في شواطئه الحزينة.

الوشَق

حين يخرُّ الثلجُ منتحلاً ملامحَ الوردة،
يخطف الوشَقُ المنعقدُ ـ المتجمّد ـ
ها هنا
أمامك.
حين تتناسقُ الأعاصيرُ كممرّاتِ الماء،
يكتمل الطوقُ
متوسّداً الساحلَ الأقصى،
الذي نوارسهُ غربان.

نحو الوهاد

إلى هناك
فلْترحلِ الهوامُ عن أعنابِ الدم والبحيرات.
هذا القنديلُ أوشك أن ينطفئ،
بينما لا أعرفُ متى ستنطُّ الغيومُ
بدمعها المراوغ.

الهبوط

بهذا يتكرّرُ الماء الذي أنجزتهُ البحيرة
القناعُ المبتدئُ من صقيع فنائهِ.
بهذا الهبوط الغريزيّ
يتكشّفُ المشهد
ذلك الكون المتخبّط أسفل الصاعقة.

دبق العنب

شممتُ من دمكَ رائحةَ تكسّر زجاج
النوافذ،
والشمس تخرُّ من أعلى المنارة.
شممتُ هياجَ الروثِ تحت طقسِ العريشة.

كتاب المصادفات

كما السفينة
ستغفو الروحُ فوق بحيرةٍ مضروبةٍ بالإعصار
((وثمار الثلوج والأسلحة))
سيحدثُ ذلك وأنا أتصفّحُ كتاب المصادفات.
آه آه
القمرُ يشبه قرطاً؛
والحوتُ مثل مجنونٍ
يفترشُ المخيّلة بمراوحهِ السماوية.

خلف التل

ذي المُلاءة، إنها تتدلّى منذ قرنٍ بعيد
ألم ترَ سُرفتها كيف ترقّع قميصَ
الذاكرة المشقوق.
ألم تلمس يداكَ سَقاطةَ الباب؟
إلى النهرِ يهبط الحلمُ،
وخلف التلِّ تئنُّ الظبية.
آه
مَن سيعتقُ الزورقَ المجندلَ على الحائط؟

برق الأيام

فكما تسترجعُ الذاكرةُ غياهب ماضينا،
النسيانَ المكلّلَ بالصقيع،
الطفولة المبتهجةَ، الضالّةَ دوماً،
فكما تسترجعُ الحناجر مزاميرَ صَبَواتنا،
أبتدئُ من جوفِ المياه المنسكبةِ
من آبارٍ هبطت بسلالم يملأُ غبطتها برقُ الأيام.

عن الملاك المكتنز بالضوء

أيّتها المدينةُ المغرورة
الملاكُ الذي يتسلّلُ مليّاً من الكوّةِ
سيختلطُ بضوء النوافذ،
ويهبط كنيزكةٍ
كما لو أنها ترشقُ المبغى بالحجارة.

المحارة

كفى عتاباً أيّها الرملُ...
ها أنا لا أسفـكُ دماً لأحدٍ، ألا تصدّقني!؟
كلّما نظرتُ إلى المحارةِ،
أجدني
محلّقاً كطائرٍ يستدقُّ المجازات.
هي ذي الحقيقةُ
أيّها الرملُ الذي لا ينهمرُ إلاّ من أجلي.

طائرة الحرب الورقية

النبعُ: شريانُ المسافاتِ المقطوع...
والمصبُّ في الواحةِ
يطوي أفعاهُ
صارخاً بديدانهِ اقتلوها،
كما لو كان يرشقُ بكلاليبه عظامَ البيادق.
أيّها البارع
ربما لم تندم على شيءٍ من هذا القبيل،
حتى لو تخلع وشمَ البطل
حدّقْ
الطائرةُ المختبئةُ تحت سفحِ الجبل،
تتسلّقُ عمداً هِسترْيا المنحدرات.

الريح قبل الأوان

حينما أتذكّرُ عظامَ الطائرات المنحوتةَ كالسلالم،
فيتهدّمُ سقفُ الدماغ.
وكالباحثِ عن أصابعهِ المشقوقة
أستنطقُ المرآةَ التي على الجدار
لأقنصَ النمر.
القواربُ تجنحُ للغرق
والقواقع أُفرغَ دماؤُها،
ويمكن أن يجفَّ العمر كما لو أنه تلقّى
صفعةَ الريحِ قبل الأوان.
الصفصافةُ تشطرُ المرقاةَ،
لِمَ تتقاطر الأوهامُ ولا تقطر الجُنبُذة؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مقاطع من المجموعة الشعرية (برادة الحديد)



#كريم_ناصر (هاشتاغ)       Karim_Nasser#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان التشكيلي يوسف غاطي ـ أعمالي أقرب إلى رؤى كافكا والفنت ...
- طواويس الخراب لسعد جاسم: تطعيم العمل الشعري بتقنيات تغريبية
- في نص الشاعر العراقي الراحل عقيل علي : سلامة الدلالة وأصالة ...
- على أجنحة النحل: رماك الله بثالثة الأثافيّ
- أسرّة الفتنة لموفق السواد: مغامرة شعرية لرسم ملامح النص
- على أجنحة النحل: شغب على الطريقة البوهيمية
- أطياف التعبيرية: غواية الحركة ورنين اللون لعدنان حسين أحمد ـ ...
- على أجنحة النحل حُشافة التمر
- الهدم ليس التفكيك والإنتقاص من اللغة ليس الحداثة
- على أجنحة النحل ـ ظاهرة المغتربين
- ثمّة أشياء أخرى لـ (حميد العقابي) ـ التغريب وموضوع التأويل ف ...
- على أجنحة النحل ـ بعر الغنم
- محنة الحمام
- سالم قمرك
- ضيف المرآة
- العنقاء لم ترَ سوى بصيص
- ما بقي من الإبريز
- ورد البنفسج
- الحدأة تقطع أصابع الضيف
- إبل هيرودتس لـ - عبد الله طاهر


المزيد.....




- صلاح الدين الأيوبي يلغي زيارة يوسف زيدان إلى أربيل
- من الطوب الفيكتوري إلى لهيب الحرب.. جامعة الخرطوم التي واجهت ...
- -النبي- الروسي يشارك في مهرجان -بكين- السينمائي الدولي
- رحيل الفنان والأكاديمي حميد صابر بعد مسيرة حافلة بالعلم والع ...
- اتحاد الأدباء يحتفي بالتجربة الأدبية للقاص والروائي يوسف أبو ...
- -ماسك وتسيلكوفسكي-.. عرض مسرحي روسي يتناول شخصيتين من عصرين ...
- المسعف الذي وثّق لحظات مقتله: فيديو يفند الرواية الإسرائيلية ...
- -فيلم ماينكرافت- يحقق إيرادات قياسية بلغت 301 مليون دولار
- فيلم -ماينكرافت- يتصدر شباك التذاكر ويحقق أقوى انطلاقة سينما ...
- بعد دفن 3000 رأس ماشية في المجر... تحلل جثث الحيوانات النافق ...


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم ناصر - أعناب الدم والبحيرات