أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !














المزيد.....


أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5023 - 2015 / 12 / 24 - 08:27
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة
(15)
تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !
غص بهو الإستقبال في قصر الطاغية بالمئات من قادة الأحزاب بناء على دعوة موجهة من الملك لقمان وراحوا يقدمون أنفسهم له ، كان الملك يضم الطفلة عناة التي أنقذها من الموت وهي تلقى من الطائرة. فقد أرسل في طلبها حين شعر بحاجته إلى طفل كعادته . كانت السيدة التي تحدثت إلى الملك لقمان على شاطئ المحيط من بين الحضور وقدمت نفسها باسم "زهرة الخلود " وأنها زعيمة أكبر الأحزاب العلمانية في الكوكب .
طلب إليهم الملك لقمان أن يبدوا آراءهم في نوع النظام الذي سيقيمونه على كوكبهم . رفعت السيدة يدها طالبة الكلام . "
تفضلي " هتف الملك لقمان .
- لقد أنقذنا جلالتكم من الموت وعادت الحياة حتى إلى من غرقوا في البحار على يدي جلالتكم ، وخلصتمونا من حكم الطغاة جميعا ، فهل هناك من هو أفضل من جلالتكم نتمنى عليه أن يحكم بلادنا ويقودها إلى بر الحرية والأمان والسلام والرقي ؟
- أشكر سيادتك لهذا الود وهذا الطرح لكن أمامي مسائل كثيرة تحتاج إلى انجاز وليس في مقدوري تلبية طلبكم .
- إذن بإمكان جلالتكم أن ترشدونا إلى ما يمكننا فعله .
- رغم أنني أدرك أنكم قادرون على اختيار ما يناسبكم ، إلا أنني سأبدي القليل من التوجيهات ولكم أن تأخذوا بها أو ترفضوها . ما يهمني هو المساواة بين البشر واحترام حقوقهم في الحياة الحرة الكريمة رجالا كانوا أم نساء . واحترام حق الإنسان في جسده . وحقه في ابداء رأيه . وحقه في اختيار نوع حياته دون أن يسيء إلى أحد . لا يهمني نوع الحكم إن كان ملكيا أو جمهوريا ، ما يهمني هو العدالة . وإن شئتم رأيي في التحزب وهو وإن كان شكلا متقدما نوعا ما في الديمقراطية ، إلا أنه ليس الديمقراطية الأفضل . فالتحزب أقرب إلى التدين . فهو يقود إلى التعصب للحزب . فالإنسان المنتمي إلى حزب سينتخب أبناء حزبه في الإنتخابات . وهكذا تدخل البلاد في تصارع الأحزاب وكسب الأصوات . إن التعصب الأفضل هو للإنسان وبناء الحضارة وتحقيق قيم الخير والعدل والجمال . التعصب للمعرفة والعلم والمحبة . إن نشر المحبة بين الناس أهم من كل الأحزاب مجتمعة . حين لا يكون هناك أحزاب يشعر الإنسان بحريته فيختار الإنسان الأنسب ليقوده . لذلك أيها السادة يفضل إلغاء التحزب . وأتمنى لو يكون معظم القادة من النساء . حين كانت النساء إلاهات في تاريخ كوكب الأرض القديم كانت حالنا أفضل مما هي عليه اليوم .
الأمر نفسه ينطبق على الدين والتدين . رغم احترامنا لما فكر فيه الأجداد واتبعه الأحفاد إلا أنهم لم يبلغوا الحقيقة المطلقة ، الحقيقة التي ليس بعدها حقيقة أخرى ، وفي الإمكان القول إن العقل البشري برمته ما يزال بعيدا وبعيدا جدا عن الحقيقة . حقيقة الوجود، حقيقتنا . الغاية من وجودنا . إلا أنه في الإمكان باللجوء إلى العقل النابغ المتحضر واتباع المنطق السليم اختيار الفهم الأرقى والأجمل والأشمل والأكثر إنسانية واتباعه ، لكن دون تقديسه .
لقد تحدثت باختصار شديد متمنيا لكم كوكبا مزدهرا بالحضارة والمحبة والرفعة والسمو واحترام الإنسان . والسلام عليكم .
نهض الجميع وشرعوا في التصفيق لكلمة الملك لقمان .وما أن توقفوا وجلسوا حتى رفعت السيدة يدها فأذن لها الملك لقمان . قالت :
- يسعدني أن أعلن أمام جلالتكم حل حزبي وهو أكبر الأحزاب في البلاد وآمل أن يوافقني أعضاء الحزب على ذلك . كما يسعدني أن أعلن أمامكم ترك ديني ! وأتمنى على جلالتكم أن تتركوا لدينا تعاليمكم مكتوبة لنتبعها .
ولم تكد السيدة زهرة الخلود تنهي كلامها إلا وجميع رؤساء الأحزاب ينهضون ويعلنون حل أحزابهم والتخلي عن دياناتهم التي كانت تتناقض مع مفاهيم الملك لقمان .
دعا الملك لقمان الجميع إلى مائدة الغداء . وأشار لأول مرة إلى الملكة نور السماء بتحضيرها . ولم تمر سوى دقائق حتى كانت مائدة فاخرة لم يشهدها أحد في حياته تمثل في حدائق القصر ، تحوي كل ما يمكن أن يتمناه المرء من طعام وشراب.
*******
ما أن انتهى طعام الغداء حتى ودع الملك لقمان زعماء الكوكب وصعد إلى المركبة مع مرافقيه ، غير أنه فوجئ ببكاء الطفلة عناة ألتي راحت تتفلت من أحضان أبويها تريد أن تلحق بالملك . وكما حدث مع نسمة في رحلته السابقة حدث مع عناة . طار الملك من المركبة
نازلا نحوها فاتحا ذراعيه ، وطيرها وأبويها نحوه ليتلقاها بأحضانه ، فيما حط أبواها على المركبة .
هتفت الطفلة :
- هل ستتركني يا عمو؟
- لا يا حبيبتي لن أتركك .
وشرع في تقبيلها . ثم نادى على نسمة وقدمها لها :
- هذه أختك نسمة كانت بعمرك حين أنقذتها وأبويها من الموت قبل عشرين عاما .
أخذتها نسمة وضمتها إلى حضنها وشرعت في تقبيلها .
*******
وهو يحلق فوق كوكب مأهول خاطر الملك شمنهور الملك لقمان قائلا :
- طاب النكاح يا مولاي !
- لم يصدق الملك ما فهمه فهل يعقل أن يخبره شمنهور إذا يريد أن يضاجع دليلة أو معشوقته ربة الجمال ؟ خاطره قائلا :
- ماذا تقصد أيها الملك ؟
- نحن نحلق فوق سهول وجبال فيها جيش من مئات آلاف الجنود يقومون بنكاح وربما اغتصاب مئات آلاف النساء في وقت واحد !
لم يصدق الملك لقمان رغم إدراكه أن شمنهور لن يمزح معه هكذا مزحة !
- نعم ؟ هل تمزح أيها الملك ؟
- لا يا مولاي ! بإمكانك أن تلقي نظرة .
أمر الملك لقمن بإبطاء سير المركبة وأطل من نافذة ليرى الهول :
آلاف مؤلفة من الجنود يقومون باغتصاب آلاف مؤلفة من الفتيات والنساء اللواتي علا صراخ بعضهن وهن يقاومن المغتصبين فيما استسلم بعضهن للأمرالواقع فبدون وكأنهن راضيات عما يجري . كانوا يملأون السهول وسفوح الجبال والأودية .
سخر الملك لقمان قواه الخارقة فأبطل انتصاب أعضاء جنود الجيش جميعا وشل حركة أيديهم وأرجلهم ، فثبتوا في أماكنهم وحسب الأوضاع التي كانوا فيها، فبدوا وكأنهم أصنام في أوضاع مختلفة . تركهم الملك لقمان على هذه الحال وراح يدور بمركبته فوق الكوكب مستطلعا أجواءه .
*******
يتبع



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (14) الله يمثل في قلوب الناس !
- أديب في الجنة (13) حين يرتعب الجنرالات !
- تأملات وخواطر ومقولات ومقالات في الخالق . الخلق . المعرفة . ...
- أديب في الجنة . (12)
- أديب في الجنة . (11)
- أديب في الجنة (10)
- أديب في الجنة (9)
- أديب في الجنة.(8)
- أديب في الجنة ! (7)
- أديب في الجنة ! (6)
- أديب في الجنة ! (5)
- أديب في الجنة (4)
- أديب في الجنة (3)
- أديب في الجنة ! (2)
- أديب في الجنة ! (1)
- أديب في الجنة !!
- رحيل إلى المطلق الأزلي على طيف ابتسامة !
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (3)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (2)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون ! (1)


المزيد.....




- مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
- مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب ...
- انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني- ...
- الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج ...
- -شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...
- رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع ...
- فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !