محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 11:25
المحور:
الادب والفن
جئت إلى البيت المهدّد بالإخلاء لكي أكتب تقريراً للصحيفة. رحّب بي صاحب البيت عبد الرزاق، ولم تحتجب عني النساء. زوجته خديجة قدّمت لي القهوة منذ اللحظة الأولى. ابنته الكبرى رباب أحضرت صحن الفاكهة. ابنته الصغرى أسمهان وقفت بالباب وفي يدها كتاب (علمت فيما بعد أن الابن الأكبر، مروان، في مكان ما في هذا العالم، عبد الرحمن خارج البيت، ولو كان هنا لأبدى تذمّراً من ظهور أمّه وأختيه أمام شخص غريب).
كان الوقت مساء وفي الخارج مطر. يحفّزني طقس المطر على الكتابة. وعبد الرزّاق منهمك في سرد الوقائع. أدوّن ما أسمعه، وبين الحين والآخر أرفع رأسي عن الأوراق. أرمي نظرة عجلى نحو خديجة الجالسة إلى جوار زوجها، ولا يندر أن تضيف بعض معلومات نسيها الزوج، وأرمي نظرة نحو رباب الجالسة في حالة إصغاء. تلتقي عيناها بعينيّ. عيناها واسعتان عسليّتان. وأسمهان تجلس في الركن البعيد وفي يدها الكتاب.
بعد ساعة من التدوين، صرتُ أكثر اهتماماً بأمر البيت المهدّد بالإخلاء، أكثر اهتماماً برباب.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟