مهند طالب الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 21:16
المحور:
الادب والفن
هذا أنا ... (1) "نص ثلاثي الأبعاد"
أهب الفصول ملامحي
وألوّن اللحظات بالذلِّ الذي شهروه سيفاً
نحو صدري واستداروا
يقرأون عليَّ فاتحة الكتاب .. وتمتوا :
نذروك يا خبز الوسواس للضغينة ...
هذا أنا ... آتٍ من الزمن الكسيح وحامل زمن الذهولِ
مسافرٌ بيميني الرقيا وبالأخرى السكينة
هذا أنا .
هذا أنا ... (2)
عبد انتمائك يا غفارُ
تناسلت فيَّ العذاباتُ
استطالت دورة الحمّى بهامتي الطعينه
آتيك يا مقل المرارات السحيقه
آتيك . مصفوداً بذلِّ تقي
بخامات النبؤة
بالتعاويذ المقدسةِ العيونِ
وبالأسى ..
يفتض نسل أبي
وجدّي والقرون الغافيات على الحقيقة ...
جرّبت سحر الساحرين فما انتشلتك من شقائي
حاربت دونك كل أسئلة المخاضات
اتُهمتُ وما اشتعلت
تمطت الانساب فيَّ وما استفقت
غزتك أمتعة المغول وما اغتسلت
غفوت دونك فاسترحت
ورحت تستاف في المنفى بكائي
هذا أنا ...(3)
تاهت مواويل البراءة في العيون
وشاخ سيفك يا غفار ولم يثب
وتجهّم الحلم الجميل
تفسخت أثداؤهُ
زبداً يعلقم شاربيه
تقّطر الوعد النبيل مُدىً
سلالات من العفن المخثر
في ثغور وليك
فأشتعلت حناجرهم بصمتك
والطغاة علوك منذ الركعة الأولى
وما نزلوا
نذرت لهم جبال الصبر ما نزالوا
عقدت لهم رياح الذلّ أوسمةٌ فما نزلوا
وصمت لهم
عقرت الطرف فامتهونك
يا وطناً بلا أرض بلا أبناء
ويا زمناً بلا أثداء
ويا رحماً من البلوى تقاسمك الزُناة
وأنت تمنحهم دماك
فلا عقمّت ولا ارتويت ولا تعرّفك الجنين
وعبرتَ اسئلة السنين وصرت موتاً
صرت مقبرة
يؤرقها دبيب الفاتحين .(انتهى)
#مهند_طالب_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟