صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 02:35
المحور:
الادب والفن
الذي لا يحبُ العراق
لا يحبُ الله
ولا الله يحبهُ
لأن الله حين كوّر الأرض
استعان بغرين دجلة والفرات
كيف لا يحب الله العراق ؟
وطينه من رفات أنبيائه
ودماء المريدين والصوفيين والعشاق
وعرق جباه السومريين والآشوريين والكلدان
حين أقول العراق
أعني بغداد بغنجها وبهائها
بغداد المنصور والأعظمية والكاظمية
وبابها المعظم وبابها الشرقي
وساحة ميدان المشردين
وساحة طيران الكادحين
حتى البتاويين مأوى الخمارة والغواني والصعاليك وبقايا السودانيين
بغداد الأزقة الضيقة والشناشيل الهرمة
والسطوح العارية وأقفاص الحمام
والأرواح الضالة والقلوب المثلومة والأمهات النائحات
والأباء المنكوبين والأبناء الأيتام الهائمين على وجوههم
في سوق الصفارين وسوق الغزل وسوق مريدي وسوق الهوا
وسوق الموت العشوائي على الأرصفة
بغداد بكرخها ورصافتها
تنوحُ وتستغيثُ
أوّاه ياعراق يا عراق
وما من عراق
ما من أخوة الاّ اخوة يوسف
ما من رفاق
مامن عناق
بعد ان بترت ذراعا بغداد
وتهشمت أظلاع البلاد
لماذا يا الله ما عدت تحب العراق ؟ !
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟