دعد دريد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 20:06
المحور:
الادب والفن
المٌ تسمي نفسك الماً؟
أنت لاتعلم مغزى الألم ولا فضيلته
لا لونه لا عفونته ولا ملمسه
تعال ؛ أعلمك لب الألم وصميمته
أدعوك لتدخل لبي وتعلم مني الألم
بادئ الأمر، عليك أن تنسى كل ماعلموه لك
إخلع ما ألبسوه لك وحشوك به
رداءك الكاذب وجحود المك المزعوم
دعني أعلمك أسرار الآلام وشهواتها
أروع مشتقاته هي وحدويته
لايشاركك به أحدٌ ، لكل المه
ينهشك يمزقك
لاتستطيع حتى التعبير عن مكنونانته
لاوجود فلسفي لك بدون هذه الأرواح الملتذة بعذابها
دعنا نتلُ رجفان العزلة فصلاً تلو الآخر
فقد جفت منابع مطارق الألم
تقمص رقصي وستفهم
خلجات خصري ورعشات يدي
المٌ، عزلةُ، وحشةٌ، غربةُ لاتهجع
مفردات لامعنى لها ولاقيح مضمخُ
أن تطلب المزيد وترتعش الماً بالألمِ
وتضجَ سروراً بالملمس الناتئ المسنن
أن تعتاده كما تعتاد الخشبة الصفراء لسعة النارِ
أن تعتاد الأم فقدان أكبادها الواحد تلو الآخرِ
وتلطم الصدر والوجه بمزيدٍ من الالم
أن يطلبه السجين كما يَطلبُ من الحلم
بتلثيم شفاه حبيبة، إغتصبوها ورحلوا
بين لسعةِ سوطٍ وأخرى وأنةٍ وأخرى
ينتفض الجسدَ خجلاً
طلباً للمزيد من الشبق
بالألم يداوى الألم
لننسى الحياء والكرامة
قطّعوني أوصالا وأرموها في المدفأة
لن نقاوم ولن نشكي
سترقص الأطراف جذلاً
والقلب سيشوى ناضجاً لبركان هامدٍ
أما اليدان فستقطران حروفاً زيتية لماعة
تقفزً حرقاً على السنة النار
جمل الجحيم الأبدي
نولد بالألم ونعيش الألمَ
ومن دوننا تشعر باليتم
ندك الأرض بقوة نشوة الألم
نتفوا ريشي في كل بقاع ريشة
في هامات الغيم وزوايا بيوت مهاجرة
وعلى أرصفة غطتها ثلوج رمادية
دعست عليها أحذيتهم
ومابين روح مغادرة وأخرى قادمة
وبين وعود كاذبة لنفوس منافقة
وبطون لاتحوي غير أمعائها
وُشمت هناك محفورة في اللب
نزهو للقياه
ويبكي لفراقنا
فتسمو بنا وجوداً وعزة
آه، ماأعذبك من وجود
أنت عبد لنزواتنا
ولاتسطيع منا فكاكاً
لاتحزن لن أفارقك وإن رحلت
سآتي لزيارتك بعد كل موت
فأنا مشاكسة حتى بالمي
فأملي في المي لن يُفنى
هل فهمت ووعيت الآن
معنى الألم؟؟
#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟