أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - انتظار غير مسبوق لأعياد الميلاد














المزيد.....

انتظار غير مسبوق لأعياد الميلاد


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 13:42
المحور: الادب والفن
    



ها أني اجلس قرب النافذةِ
أتطلع في الثلجِ
وبأشجار الميلاد النجمية
بيسوع النائم في حضن الأم
بيسوع المصلوب
بالإنسان المغلوب
والإنسان الغالب..
....................
حافلة الأمس بلا ركاب
جنحتْ عند ممر الغابة
ركاب الحافلة المعصورين بلا عصارات
بوجوهٍ ورديةْ
إلا وجهي الحنطي
يتداعى فينا أمل العودة
كالسنجاب البري المتحنط
المحطوط على مقربةٍ
من أيقونة قرب التمثال الصخري
يبقى يحلم بالأشجار.
الثلج على القرميد الأحمر
يتلون بالوردي.
....................
امرأة شقراء الشَعر
شفتيها المنتفخة " بالبوتكس"*
كوسادة ريش النعام
تتطلع مثلي بالقادم كي ترحل
تتنهد في عمق الوحدة الشتوية
تغريني..
وتثير فضولي، كي استفسر عن لون الشَعرِ..
وعلى مقربة من باب القاعة
يتربع سكران الفودكا الروسية
قال المتربع عند القاعة
امرأةٌ عاهرةٌ هذي الحافلة
وبصوتٍ شَجَني راح يدندنْ
" أيضاً، رجلٌ عاهرُ بالفطرة "
تركبها أقدام السخرة.
استرختْ شقراء الشَعر
كيف هي الرحلات إلى الشرق الحار؟
الثلج سيقتل فينا الرغبة للدفءِ .
....................
أبقى أصغي، في كسل مرئي
صوت الثلج المتساقط فوق القرميد الأحمر
ألْمَس برواز النافذة الصفراء
أتحسس برد الثلج
واحن لحر بلادي القار
تصدمني الأنوار المبهورة بالأطياف
تنزاح غيوم الفضة
ورياحٌ تعصف في الدوران
تمرق كاللص
تتشبع بالأنوار..
لا آثار لسنجاب الصفصاف المتجرد
من ثوب الأغصان
تتقافز غربانٌ عند زوايا الشارع
قفْزات الغربان المعوجة
عينٌ في الأرض وأخرى في الأعلى.
....................
ضحكت شقراء الشَعر وقالتْ
أن تقفز بالمعوج على قداس العيد
فالميلاد رتيبْ
لن يأتي الميلاد على الميعادْ
وسنبقى في ريح الأجداد بلا معتاد.
قال السكران المتربع من أثر الفودكا الروسية
لتكن سهرات الميلاد بلا خمرٍ،
وبلا أطيابْ
وشجيرات الميلاد بلا تمرٍ..
مريم حطت تحت نخيل الحر
وقالت هذا ابن الله
من منكم يأكلْ رطباً يسأله.. فهو يجيب!.
إن لم يسألْ
لن يسكت في المهد صبي ناطق.
ركاب الحافلة المعصورين بلا عصاراتٍ
صعقوا من قول السكران بفودكا روسيةْ
شقراء الشَعر المسترسل في صمتٍ
بتؤدة قالتْ
لن نسأله فهو يجيب
لن نسكت حتى تأتي الحافلة للتوديع.
بهدوءٍ عاد الركاب إلى مقاعدهم
قال السكران من الفودكا الروسية
هيا غنوا في الميلاد
فالجلاد الجاثم فوق صدور الناس
خص الجمعة بالصلب
حتى لا يبقى للسبت فيدنسهُ..
....................
فوق صليب المصلوب على الحائط
تجري دماءٌ كي تغسل وجه العالم
كي يستيقظ هذا الإنسان المغلوبْ
قال يسوع الجالس فوق القرميد الأحمرْ
"ابكوا في أنفسكمْ فأنا الغصن الأخضر
إن فعلوا كيف هو الغصن اليابس"**
حافلة الركاب الجانحة عند ممر الغابة
لن تأتينا.. هذي الليلةْ
الناقوس يدق ببطءٍ بالمقلوب
وتراتيل الميلاد حزينة
للصلب المترجل في أنحاء العالم
صلب الإنسان التعبان
من وجع القلبِ
18/12 / 2015
* البوتكس : تعد حقن البوتكس من أكثر عمليات التجميل شيوعاً والملايين يتم حقنهم بها.
** تبع يسوع حسب رواية إنجيل لوقا: جمع كبير من الشعب والنساء كن يولولن ويندبنه. فالتفت إليهن يسوع وقال: "يا بنات أورشليم لا تبكين علي بل ابكين على أنفسكن وأولادكنّ. فإن كانوا قد فعلوا هذا بالغصن الأخضر فماذا يجري لليابس؟" وقالوا "خلصّ غيره أما نفسه فلا يقدر أن يخلصها"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل استطاعت الولايات المتحدة جر أقدام روسيا للحرب السورية؟
- ضرورة رفض تواجد القوات التركية أو أي قوات أجنبية
- خلق الفتنة الهدف المباشر لبعثرة الجهود
- التسليم في المعنى
- الطريق الصحيح إلى المصالحة الوطنية الحقيقية
- إثارة الفتن لتحجيم دور حيدر العبادي وإقالته وبوادر الانشقاق
- غرق بغداد وغيرها بمياه الأمطار وطفح المجاري وبالفساد
- يا أنت.. ثَمّة ألوان في المقهى!
- مزالق عدم حل الأزمة في إقليم كردستان العراق
- هل هو تلكؤ في عدم إيجاد حل للمشاكل مع الإقليم أم ماذا ؟
- أعداء الديمقراطية هم أعداء الشعب العراقي
- لا تسر المفاجآت المفاجأة
- إطالة الحرب مع داعش عجز وفشل أم أمر مخفي؟
- مشروع تقسيم العراق بين الحقيقة والخيال
- هل تنجح عملية الإصلاح في العراق بآليات تنفيذ قديمة؟!
- متى تنتهي جرائم عمليات الاختطاف المنظمة؟
- احذر.. غادرنا آلان الكردي
- مشاعر مخفية في الحقيبة
- أنجاز قانون الأحزاب خطوة نحو تشريع أو تعديل قانون الانتخابات
- كانت نتيجة حتمية إلغاء المراكز الثقافية خارج العراق


المزيد.....




- -الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
- عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
- -لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع ...
- العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها ...
- معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
- فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا ...
- جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
- مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
- كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا ...
- الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - انتظار غير مسبوق لأعياد الميلاد