كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 11:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من الاعماق، حيث الذات في نقاءها الاول هناك تنبع السعادة...
قد يعتقد البعض ان السعادة تتوقف على شخص يحبه، على نجاح يحرزه، على ثروة يحققها، على شهرة يحلم بها، ولكن للاسف كل ذلك ليس الا مصدر للتعاسة وعلى عكس مايظنه الكثيرون منا!.
ان هذه اللحظات السعيدة، هي لحظات مؤقتة، توهمنا بالفرح، لكن يتبين لنا لاحقا اننا سنسعى الى المزيد والمزيد منها... لماذا؟
ان غالب مايسعى له المرء في هذه الحياة يتوقف على تحقيق الرغبات، تلك الرغبات التي لا تشبع ولا ترتوي...
رغباتنا لجوجة، جشعة، نهمة، بلا قلب ولا رحمة، محركها الاساسي هو الانانية او بالتحديد صورة "الانا"!.
كل مااسعى لتحقيقه يهدف لتعزيز هذه الانا وبغض النظر عن الوسائل والطرق، فالانا تريد اثبات نفسها، وباثباتها لنفسها فهي تدمرها!.
ان الابتعاد عن اكون انا، فكل البشر هم "انا كبرى" عندها اتذوق طريق السعادة...
يقول راما: كل عذاب يدور حول الانا، الانانية اسوأ الامراض
كل البؤس المريع في هذا العالم يتولد من الانانية...
ليس هناك من لحظة سعادة توازي لحظة وقوف الانسان من يدي ربه في الصلاة.
ان هذه اللحظة من التجلي والتسليم، تنمحي فيها حدود "الانا" لتحلق في تناغم مع النور الاسمى لخالق الوجود...
لست "انا" هذا الكائن المحدود، بل "انا" هذا العالم اللامتناهي، الذي لا يعرف حدود وقيود، فلماذا اذن اسجنه في زنزانة الرغبات؟
الرغبات تفرغ الانسان من روحانيته، تجرده من الشعور السامي بان كائن خالد، فهي تدخله في بوتقة الزمن والفناء...
والطريق الامثل للوصول الى السعادة هي الارتفاع عن "الانا" ونكرانها، اكتشاف هذا العمق في داخلنا الذي يتصل ببقية الكائنات في الكون، بل يشكل جزءا من الكون، فنبع السعادة منبعه الكون الواسع الرابض فينا!.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟