أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - أزمة الوعي العراقي.. (4) الوعي العراقي ونزوعه للإستبداد














المزيد.....

أزمة الوعي العراقي.. (4) الوعي العراقي ونزوعه للإستبداد


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمتاز الوعي العراقي بنزعته الاستبدادية ورغبته في التسلط على الآخرين، وهو في كل مرة ومرحلة من مراحل التاريخ يجد لنفسه حجة وتخريجة جديدة ليبرر بها هذا الإستبداد، ويحاول شرعنته بإستغلال مبدأ ومصطلح الأكثرية كالحرباء، سواء في زمن الانظمة الشمولية أو الديمقراطية، مرة بأسم الأكثرية القومية بحجة أن غالبية سكان العراق عرب لذا هم أصحاب الحق بحكمه وجعله دولة عربية لا بل ورمزاً للعروبة وبوابتها الشرقية! ومرة بإسم الأكثرية الدينية بحجة أن غالبية سكان العراق مسلمين لذا هم أصحاب الحق بحكمه وجعله دولة إسلامية لا بل ومركزاً للإسلام ورمز علمه عبارة الله أكبر! واليوم وأخيراً وربما ليس آخراً بإسم الطائفة بحجة أن غالبية سكان العراق شيعة لذا هم أصحاب الحق بحكمه وجعله دولة ذات طابع وملامح شيعية صرفة لا بل وقبلة للتشيع وساحة وميداناً لشعائره وطقوسه!
وإذا كان دستور النظام الملكي قد حاول معالجة هذه النزعة والتعامل معها بحكمة لعلمه بخطورتها على مستقبل العراق قبل قرن من الزمن ونص بأن العراق وشعبه بمختلف طوائفه وقومياته أمة واحدة، مكتفياً بالإشارة الى أن العربية والإسلام هما لغة الدولة ودينها الرسميين، مع ضمان حقوق القوميات والطوائف الاخرى بتعليم عقائدها ولغاتها دون الجَزم بعربية العراق وإسلاميته، فإن النظم الجمهورية قد تخبطت في التعامل مع هذا الأمر تبعاً لطبيعة النزعة التسلطية النزقة لدكتاتورييها وتماشياً مع إتجاه الهوى الإستبدادي لوعي الشارع العراقي الجمعي، فدستور قاسم المؤقت مثلاً أقر بأن"العراق جزء من الأمة العربية" وبأنه "شراكة بين العرب والأكراد" أما باقي القوميات فلهُم الله! ثم جاء عارف والقوميون ليزيدوا الطين بلة بأن أقروا أن "الجمهورية العراقية تستمد أسسها من التراث العربي والدين الإسلامي" وبأن "الشعب العراقي جزء من الأمة العربية هدفه الوحدة العربية وتلتزم الحكومة بالعمل على تحقيقها بأقرب وقت ممكن مبتدأة بالوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة" أما باقي الأديان والقوميات فلهُم الله! ثم جاء البعثيون ليُعدلوا عليه قليلاً بإضافة بنود تتلائم مع إتفاقية آذار التي لم ترى النور ولم تطبق مع الأكراد، وأخيراً وليس آخراً جاء الأسلاميون مطلع القرن الواحد والعشرين ليعودوا بالعراق ودساتيره وقوانينه قروناً الى الوراء ويُثبّتوا في الدستور العراقي أن "الإسلام دين الدولة الرسمي ومصدر أساس للتشريع" وبأنه "لا يجوز أن يُسَن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام " وأن"هذا الدستور يضمن الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي" مع إضافات شكلية ترقيعية تخص الأديان والطوائف الأخرى لم تلامس الواقع لأن أتباعها أخذوا ينقرضون من العراق نتيجة لمخطط تصفية وتهجير منظم يمارس بحقهم منذ سنوات.
لهذا سَبَق وكتبت مقالاً قبل سنوات عنونته وإقترحت فيه "لنختار مسيحياً وإيزيدياً وصابئياً لرئاسة وزراء وجمهورية وبرلمان العراق" بهدف كسر نزعة الشعور بالغرور والتفوق على الآخرين لدى الفرد العراقي بأشكاله الإستبدادية الثلاثة البارزة، الإسلامي أولاً، والعربي والكردي والتركماني ثانياً، والشيعي والسني ثالثاً، التي يجب أن تتعلم بأنها ليست بأفضل من غيرها من سكان العراق الأصليين الذين باتوا اليوم أقلية فيما باتت هي أكثرية تتسَيّدهم بالعدد، لأن الغالبية منها، التي لم تطالها رياح التمدن والتحضر، بقيت تفكر بعقلية الصحاري والأرياف والبوادي والجبال التي جاءت منها الى سهول العراق ومدنه قبل مئات السنين، وتعوّدت أن تُنجب 10 أولاد! فيما هم بقوا يفكرون بعقلية المدن التي أنشأوها والحضارة التي أسّسوها في العراق موطن آبائهم وأجدادهم قبل آلاف السنين، وتعودوا أن يُنجبوا 2 أو 3 وعلى أكثرتقدير 4!

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلح حَواضِن الإرهاب في العراق، والكيل بمِكيالين!
- كونشيرتو الكمان الأول لماكس بروخ.. أوبرا بلا كلمات
- اليَسار العراقي.. الدَور الخطأ في الزمان الصَح، والدَور الصَ ...
- أزمة الوعي العراقي.. (3) الوعي العراقي ونصب اللاحرية
- الموسيقار التشيكي سميتانا.. قلب بوهيميا النابض
- العراق يَمضي الى زوال لولا نسيم الجبال!
- أزمة الوعي العراقي.. (2) الوعي العراقي وقطبيته المعكوسة في ت ...
- المالكي والعبادي بين شَخصية المُعارض وشَخصية رَجل الدولة
- لو كان المعتدلون أغلبية ما تأسست بغيدا وما حدثت شارلي
- جوزيف جونغن ساحر الأورغن وإيقونة بلجيكا الموسيقية الأبرز
- هيكل.. سكت دهراً عن المالكي ونطق ظلماً عن العبادي!!
- أزمة الوعي العراق.. (1) الوعي العراقي وإجترار الماضي
- الكسندر بورودين من كيمياء الطب الى كيمياء الموسيقى
- لولا العَم سام لما أزيح المالكي ولما أسقِط صدام!
- يا زهرة الألب.. باركي موطني الى الأبد
- هل كان الحَجّي خازن جهنم العراق ومَن بيَده مفاتيح أبوابها؟
- فريد الأطرش.. أمير النغم الجميل والطرب الأصيل
- الموسيقار الكوبي ارنستو ليكونا مُبدع المالاغوينا الأندلسية
- العراق.. بلاد الواق واق
- سِحر الطبيعة وأنغامُها في سمفونية بتهوفن السادسة


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - أزمة الوعي العراقي.. (4) الوعي العراقي ونزوعه للإستبداد