عبده جميل اللهبي
الحوار المتمدن-العدد: 1369 - 2005 / 11 / 5 - 09:57
المحور:
الادب والفن
كنت مذهولاً.. أراقب وجهك المكسور بالحزن ،احاور القمر من بعد ، فقد انهكني الليل .. إختفت زهور شفتيك في اكمامها ، وأختفى النورس والافق المدمى عبر أشلاء القصيدة ..
عيناك راهبة حيناً وفاجرة اخرى ، فمهما عطشتا لن يشرب زرقتهما البحر .. تلك الحنمية ينسجها الضؤ الخافت عبر جناخ الفجر ..
كالحب يولد يافعاً ولن يتبرعم الا غرساً ، فلكل أفق طائر ولكل بارقة مدى ..
خيوط الحرير غابة من الاشواك تزرع في صداها غابات المستقبل تشعل الموج وتورق الصخر ويمتزج فيها البرعم الاخضر منذ الازل ..
فتبداء عينيك تتندى أشعلة من الوهج المجمر ،فيبداء بالاحتراق وتختزل القصيدة في بضع كلمات ..
لادور للجمهور في عملية الفهم والهضم والايصال ،وحدك نقاط مضيئة تفهم غمرة الكتابة وطفرت القصيدة وهي تاخذ حالة العلاقة بين الوعي واللاوعي الى مدى أبعد مما تتصور .. وحدك يلعب دور الناقد والمخرج والشاعر ودور الممثل في مسرح القصيدة ..
للزهرة صمت اخر .. والرواد الاوائل تألقوا نجوماً بعد ان كتبوا على صفحات الجرح بالسكين ،وأمتشقوا الورد على خدود القمر ..
ترتيب الكلمات والتلاعب بالالفاظ اسلوباً لا أجيده ، فانا متشرنق بين فراديس الذات ، ومنفتح على الهامش ، وكلاهما منفلت عن شرطة الادب ..
أجيد مراوغة أنوف الكلاب ،والهروب من الاقبية والمخافر .. منساب خلف جرة قلم ترنو لوعد ربما ياتي "بخبز حافي "أكثر إجحافاً ووحولتاً.. فلم يعد هناك ثمة مانخاف عليه !.
لذالك .. عليك تحسس معطيات الربيع عند الخصب . وإمتصاص رحيق مراشف الحياة ليجعله عسلاً للاخرين على جسد موشح بالجمال ينبع من القصيدة ..
إقرأ أبعاد النص وتفاصيلة السرية ، وإثارة النقاط المضيئة فيه . فلن يفهمها أحد غيرك ..
وتبقى الاوراق الذابلة تتغذى على الهواء الحزين .
----------------
الاهداء : محمد حسان . كلمات تجرحك بنسائمها
وتمنحك حب المرارات المتبقية فيها ..
#عبده_جميل_اللهبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟