القاضي منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 23:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتقد بعض الاخوة من العرب السنة، بأن تركيا جاءت لانقاذهم، في حين السياسة لا تلتزم موقفا، ولا تعنى بمظلوم، أو توقف معتدٍ سادر في غيه، إنما هي فن الممكن والمنفعة و"خذ وطالب".. لا أحد يلتزم أحداً إنطلاقا من مباعث إنسانية، إنما هي المصلحة، تلك التي تحكم المواقف، وترسم الإنفعالات على الوجوه، مراءاةً، وتحرك شأنا ما.. تحييه في توقيت ما، وتميته في زمن مغاير.
وبالتقهقر، عائدين الى تقليب صفحات تاريخ العلاقة الرابطة بين الاتراك والعرب، نجد الوشائج التي تشد العراق والدول العربية، الى (بنو عصمان) قائمة على مجازر متلاحقة، في المكان والزمان، يعالجون المأسي بالنكبات، وينسخون الفظاعة بالبطش، حتى إفتقر الناس، وأبهظت كاهلهم الضرائب، من دون ربح!
إنهار المجتمع الإسلامي، في دولة الخلافة العثمانية، التي يراد إحياؤها الآن، وقد عبرتها المرحلة الكونية الراهنة؛ لذا أتمنى على المستبشرين بالإحتلال العثماني.. ترقبا، أن يتذكروا جمال السفاح، في الشام، ومجازر لبنان.. وووو...
تركيا قادمة.. تستغل تهرؤ العراق هشاشة؛ تنتهز هذه الفترة الفالتة من دولاب الزمن.. تستفيد من تمزق الموقف إفتراقا، بين المكونات الرئيسة فيه؛ كي تذل العرب والتركمان والكرد، وكل من يوقظ حلم "الخلافة التركية" الوردي، وليس الإسلامية، كما يوهمون المتطرفين!
تركيا؛ العدو الاول لاقامة دولة كوردستان.. ليست منقذا للكرد، ولا تعنى بأحد سوى مصالحها، ولا تعترف بوجود "كوردستان" فهي تحظر على مواطنها، أن يعيش كرديته، او يتحدث باللغة الكوردية؛ كيف ستنشئ له مرفأً آمناً "يستعصيه" عليها؟
وهذا ما يدركه المتبصرون بالواقع؛ إذ أن أتراك الجبل، وكما ورد على لسان القيادي الكوردي د. برهم صالح: "رهان الكرد على تركيا، كمن يضع في جيبه عقربا، متى ما اخرجها لدغته".
ثمة فخاخ تاريخية، في ذاكرة السياسة، يقع بها من لا يتحسبون جيدا، وأبرزها قيادة الجنرال البريطاني كلوب، للجيوش العربية، التي فوجتها دول (العربان) لمقاتلة إسرائيل، في وقت تواظب خلاله بريطانيا، على العمل الجدي، في تأسيس دولة إسرائيل، وإستحصال إعتراف أممي، مكنها بالتالي، من إقامة دولتها المنيعة.. الحاضرة!
لذا يجب الا نسلم قياد شؤوننا، للمتناوئين معه! ونعي وهم الرهان على الغزو التركي...
#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟