أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفكرة المجنونة في رواية -إعدام ظل- أيمن عبوشي














المزيد.....


الفكرة المجنونة في رواية -إعدام ظل- أيمن عبوشي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


الفكرة المجنونة في رواية
"إعدام ظل"
أيمن عبوشي
رواية تطرح فكرة تمرد الظلال على أصحابها الأحياء وتطالب عن طريق زعيم الظلال المتمرد "ظل وديع" بأن تسلم مخترة قرية "الحردبة" إليه، لكن المختار القرية "الشيخ عاهد" يرفض التنازل عنها، ويتم البحث والمشاورات، إلى أن يأتي "حامد" من المدينة، فهو شخص مثقف ويقوم بوظيفة مهمة في المدينة، ويقدم حامد فكرته عن الظلال وما يعرف عنها، فيقول عن قبيلة إفريقية تقوم بقتل الأحياء للتخلص من الظل، ويضيف لكن هذه الفكرة مجرد أسطورة، لا اساس لها في الواقع، المختار تخونه الحيلة فلا يجد مفر من العمل بفكرة قتل صاحب الظلال المتمردة في لقرية، فيقدم على التحضير والتخطيط لقتل "وديع" ويتم هذا اقتل بصورة بشعة جدا، "لم يمت أمسك به .. لا تدعه يفلت.. باغته يوسف بطعنة في رقبته... أفصل رأسه عن جسده .. اطعنه في الصدر" ص114، هذه الجريمة ما كانت لتحدث لو قبل المختار وأهل القرية بفكرة عدم وجود ظلال لهم، فحياتهم لم تتغير وكان يمكنهم أن يكونوا طبيعيين جدا وعاديين، لكن حتى هذا الظل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع جعلهم يقدمون على جريمة بشعة، وكل هذا ليرضوا غرور المختار.
أهم ما في الرواية فكرتها المجنونة، تمرد الظلال على اصحابها، ومطالبتها تنازل مختار القرية "الشيخ عاهد" واعطاءها "لظل وديع" ضمن هذا الحدث يرسم لنا "أيمن العبوشي" صورة تتجاوز العقل المألوف ـ وهذا يحسب له ـ "نعم لقد أعلنا الثورة، وقررت مع زملائي الثوار أن نستقل عن أجسادكم، أو دعونا نقول أن نتمرد عليكم، إنها حركة للتغير إن شئت، .. لقد مللت من تكرار حركاتكم، ما من الفائدة ترجى من التقليد" ص42، بهذه العقلية المجنونة يبهرنا الكاتب، فهي تمثل ذروة العبقرية، جعل الظل يتمرد، ويناقش، ويتحدث، يعمل للتغير نحو ما هو جديد، فهو عمليا، يتجاوز صاحبه، ويقفو عنه بمراحل عديدة، حيث الأصل يقوم بعمل روتيني لا يحمل أي تجديد، أي عمل خارق، بينما الظل قام ويعمل على تغير الحكم، السيادة، فتكون بذلك تجاوز أصحابها الخاملين والقانعين بما هم فيه.
ويحاول "وديع" أن يناقش ظله بما يجري وما سببته حركة التمرد من تغير واضطراب في حياة أهل القرية، "ـ لماذا فعلت بي ذلك؟
ـ أنت ليت خصمي..
ـ من ...؟ المختار؟
ـ هو سيدكم، سيصير عبدا.. لقد تحدد مصير قريتك في اللحظة التي أعلنت فيها الثورة.. ولن تقرروا بعد الآن شيئا إلا من خلالي أنا، ملك الظلال.. هي خطوة واحدة بين أن تكون عبدا أو سيدا، ظلا أو بشرا .. وأنا اخطو هذه الخطوة" ص62، إذن الظلال تجاوزت أصحابها وتفوقت عليهم، فهناك فلسفة/فكرة لهذه الثورة، فهي ثورة فكر ومنطق قبل أن تكون فعلا وعمل على أرض الواقع، وتتمثل هذه الفلسفة "هي خطوة واحدة بين أن تكون عبدا أو سيدا، ظلا أو بشرا" فهي دعوة صريحة من الظل لصاحبه لكي يخطو خطوته، ويتجاوز حالته وواقعه، فالأفضل، الأرقى، المستجيب لطبيعة الحياة وما فيها من صراع للبقاء، هو الأجدر بأن يأخذ زمام الأمور ويدير ركب السفينة.
"مسألة التمرد والثورة وتجاوز العادية والروتين يطرحها "ظل وديع" أثناء حلم جاءه "لحامد" فيقول "ظل وديع" فيه: " أنا ظل وديع ابن قوس قزح.. قديما كان لنا ألوان الطيف.. لكن اللعنة حلت بنا .. فحكم علينا أن نفترش الأرض كقطعة قماش بالية متشحة بالسواد.. سلبنا ألواننا.. وأما اللعنة الحقيقية هي أن نتبعكم أنتم أهل الأرض .. أن نكون عبيدا لكم، نقلدكم فيما تفعلون" ص80، جعل الظل يحضر في الحلم يشير إلى حجم المشكلة التي سببها "تمرد الظلال" على المجتمع، ونجد فيما قاله الظل فكرة الثأر، فكرة الماضي البهي الذي كانوا فيه، والحاضر الأسود حاليا، والتبعية المطلقة لكائنات مقلدة لا تبحث عن الجديد او تسعى للتقدم، فكأن هذه الظلال تتماثل فكرتها مع افكار الأحزاب القومية التي تسعى لاستعادة الدور القومي لها، فهي تعتبر نفسها صاحبة حق وواجب في أخذ زمام المبادرة، وهي الأحق بالحرية والتطور والازدهار.
يتعمق أكثر "ظل وديع" في شرح فكرته عن الثورة وكيف تفكر هذه الثورة، فمحورها هو نقد فكرة العبودية، التخلص منها نهائيا، قبرها ودفنها والانتهاء منها إلى الأبد، "ـ هل شعرت يوما بأنك عبد.. وأردت أن تصعد إلى أعلى هذه التلة منفردا بإرادتك، هل تعي ماذا يعني أن تمسك أنت كوب الشاي، لا أن تتناوله لأن أحدهم أراد ذلك.. أن تقرر.. وأن تشعر بأنك لا تقدر أن تتنفس لأن صاحبك عاجز، وأنت محكوم عليك أن تتبعه؟" ص87، بهذه الفكرة يحاور لظل "حامد"، فيخاطبه بلغة المثقف الذي يتقبل المنطلق ويمكنه أن يتفهم الفكرة الأخرى، فالثورة قائمة على فكرة عجز الآخر، الذي يجب علينا أن نتبعه أينما ذهب وكيفما عمل، أن نكون ظل له، تابع مجرور، لا يمكننا أن نخرج عن هذا الأصل، هذا السيد المطلق والأبدي في حياتنا وحياة ابناءنا.
الروية من منشورات دار فضاءات للنشر والتوزيع والطباعة، عمان الأردن، الطبعة الأولى 2008



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفانتازيا في رواية -الهؤلاء- مجيد طوبيا
- الهم السياسي والفساد الاجتماعي في مجموعة -نهار النرجس- جاسم ...
- هموم المرأء العربية في مجموعة -رفرفة- بشرى خلفان
- عودة غودو- في رواية -حازم العائد هذا المساء- نبيل عودة
- الرواية الفلسطينية
- استحضار الملاحم الهلالية في -أسطورة ليلو وحتن- محمود عيسى مو ...
- الشذوذ الجنسي قرين الشذوذ الفكري في رواية -فندق بارون- عبدو ...
- الطرح الطبقي في رواية -ثم وحدك تموت- مؤيد عتيلي
- المرأة والسياسي في رواية -الوشم- عبد الرحمن مجيد الربيعي
- الأم في رواية -سجن السجان- عصمت منصور
- انطون سعادة في كتاب -الصراع الفكري في الأدب السوري-
- المرأة في رواية -ثمنا للشمس- عائشة عودة
- الفلسطيني والاحتلال في رواية -أحلام بالحرية- عائشة عودة
- دوافع المقاومة في رواية -أحلام بالحرية- عائشة عودة
- النخب العربية
- الطاعون
- التعريف والتنوع في ديوان -طقوس المرة الأولى- باسم الخندقجي
- مجموعة -امرأة بطعم الموت- أماني الجنيدي
- إلى من يتجنى على مفتي فلسطين
- دفاعا عن مفتي فلسطين


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفكرة المجنونة في رواية -إعدام ظل- أيمن عبوشي