أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - تشريح الظاهرة الصدامية جديد يوسف محسن في طبعته الثالثة















المزيد.....

تشريح الظاهرة الصدامية جديد يوسف محسن في طبعته الثالثة


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشريح الظاهرة الصدامية
جديد يوسف محسن في طبعته الثالثة


عرض : شمخي جبر
صدر للباحث يوسف محسن كتاب ( جدل في التوتاليتارية العراقية : تشريح الظاهرة الصدامية ) ويعد اطول حوار تشريحي للظاهرة السياسية الصدامية مع الباحث البروفيسور ميثم الجنابي ، ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة ويتضمن الكتاب ، تأسيس المفاهيم وتحديد المقولات بصدد التوتاليتارية كمفهوم علمي متداول في الادبيات السياسية ، ثم يتناول الباحثان أزمة تكون الدولة العراقية كمقدمات لبروز الظاهرة الشمولية ، والأصول السياسية للظاهرة الصدامية في العراق.
يبين الباحث يوسف محسن : السؤال حول التوتاليتارية ( الشمولية ) في الحقل السياسي العراقي يسحبنا إلى منطقة شاسعة ومتشابكة ومعقدة يتداخل فيها الوجود السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري. مع ما يترتب عليه من تشابك وتداخل الأسئلة المتعلقة بالدولة والنظام السياسي والمجتمع والأديان والفكر والقوميات والأعراق والجماهير والأيديولوجية والحركات والأحزاب السياسية وكثير غيرها.الأمر الذي يجعل من مهمة تحديد ماهية التوتاليتارية بشكل عام والعراقية بشكل خاص مهمة علمية وعملية بقدر متكافئ. لاسيما وإنها من القضايا التي تواجه العراق بعد انهيار الدكتاتورية الصدامية ومخلفاتها الهائلة المتروكة في كل من نظام القرابة والأيديولوجية التوتاليتارية والحزب الواحد والاقتصاد الممركز بأيدي العصبية المبطنة، وهيمنة المؤسسة العسكرية والأجهزة البوليسية من مخابرات وامن واستخبارات وأجهزة أمنية عشائرية، واستحكام تام بأجهزة الإعلام والثقافة والتربية والتعليم والتلاعب بالمؤسسات الاجتماعية التقليدية والأهلية وسيطرة نظام العصبية السياسية وعبادة الفرد وغيرها.
ففي حقبة الثمانينيات، وبالأخص بعد استيلاء صدام على السلطة السياسية وقيامه بسلسلة من القتل الفردي والجماعي لكل شكل ومستوى من مستويات المعارضة بما في ذلك داخل حزب البعث نفسه، صدرت تحت إشراف المؤسسة الثقافية السياسية للسلطة ثلاثة كتب عن صدام حسين، الأول في باريس عام 1980 لمؤلفه أمير اسكندر تحت عنوان (صدام حسين مناضلا ومفكراً وإنسانا)، والثاني في لندن عام 1981 لمؤلفة فؤاد مطر تحت عنان (صدام حسين أو المستقبل العراقي)، والثالث لعبد الأمير معلة تحت عنوان(الأيام الطويلة) وهو سيرة ذاتية للحياة المبكرة لصدام حسين. والكتاب الأخير اقرب ما يكون إلى سرديات وحكايات جرى تحويلها لاحقا إلى فيلم سينمائي.
قدمت هذه الكتابات صورة أسطورية عن صدام حسين تجمع في شخصيته الحكمة والبطولة والعدل والشجاعة وسير العظماء الفاتحين في التاريخ. كما اتسمت بطمس الأبعاد الفعلية لشخصيته الفاشية بأحكام وتصورات أيديولوجية قومية صرف وشخصانية. بحيث تحول هؤلاء الكتاب إلى فاعلين سياسيين وجزء من بنية السلطة الثقافية، مهمتها إلباس الظاهرة الصدامية لباس المعنى والقوة عبر مع إنتاج أوهام مضخمة ومفاهيم بدائية. وجرى ذلك من خلال استخدام التاريخ العراقي كمادة لخدمة هذه الرؤية الأيديولوجية، بحيث صممت شخصية صدام بلغة خرافية رومانسية عبر رفعها إلى مصاف الأسطورة. ثم دمجها بهالة من العبادات والطقوس السياسية القومية والطائفية.
واستطاعت المؤسسة الإعلامية العراقية تركيب أسطورة صدام حسين الخاصة، التي كانت تتغذى باستمرار وبدون انقطاع من فسيفساء الدولة والنظام السياسي الذي بناه. بحيث لم يعد قبله شيئا. وكلما يأتي بعده فهو استمرار لظله وخياله! لقد جرى تقديم صدام كما لو انه لم يكن قبله شيئا، وان ولادته كولادة الأرواح، ولد بمعجزة هكذا سيبقى ابد الآبدين. ظهر بفعل الطبيعة العاتية وغير خاضع لقوانين الوجود البشري والتاريخي للعراق وطبيعة ومستوى وأشكال الصراع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. وجرى توزيع هذه الخرافة المكتوبة والمطبوعة والمسجلة في أفلام وثائقية على صناع متعددين ومثقفين عرب وعراقيين وأجانب ومحامين وإعلاميين وصحفيين وشعراء وقصاصين وروائيين لتمجيد اسمه بما في ذلك عبر المؤسسة الدينية التابعة للسلطة. وجرى تتويج هذه العملية بإنشاء إطار لاهوتي لها بهيئة أسماء صدام حسين الخالدة محاكيا بها هيئة أسماء الله الحسنى.
وبالمقابل ظهرت بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية عام 2003 كتابات تتسم بالابتذال الفكري وتحتوي على مذكرات وفضائح من الحياة السرية لصدام حسين. بينما لا يمكن حل مختلف "الغاز" وخفايا الصدامية إلا عبر تحليل الظاهرة التوتاليتارية بشكل عام والعراقية بشكل خاص، أي كيفية تراكم وتناغم ما يدعوه الجنابي بوحدة التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية على خلفية سيادة وهيمنة التقاليد الراديكالية السياسية.
يوضح الباحث يوسف محسن : من الصعب انجاز هذه المهمة الفكرية دون الانطلاق من العام إلى الخاص في حركة دائرية والاشتغال على مفهوم (التوتاليتارية) (الشمولية أو الكليانية) بوصفه مفهوما مفتاحيا يحتاج إلى الدقة والضبط والتجريد، إضافة إلى معرفة تاريخ مختلف حقول تكوينه وصلاحيته وتاريخية استخدامه. وبالمقابل يحتاج ذلك أيضا إلى توظيف مختلف الأدوات والمقولات والمفاهيم والحقول المعرفية في دراسة الظاهرة من مختلف جوانبها وعلى مختلف المستويات. لكن قيمة هذه الأدوات والمفاهيم والمقولات وفاعليتها بالنسبة لإبراز الظاهرة التوتاليتارية بشكل عام والصدامية بشكل خاص تتوقف في نهاية المطاف على كيفية تطبيقها. من هنا أصبح الحفر السوسيولوجي في بنية الدولة والمجتمع العراقي وبالذات في المرحلة المفصلية 1963- 2003 مهمة أولية وضرورية. فهي مرحلة هشاشة التكوين الاجتماعي للعراق، وتخلف البنية الاقتصادية، واندماج العصبيات القبلية والعائلية والطائفية بالسلطة السياسية والريع النفطي وتحول الحزب الواحد المسلح إلى جهاز بوليسي.
من هنا قيمة الحوار الفكري مع ميثم الجنابي، لما له من اثر في كشف جميع هذه الجوانب التي مازالت شبه مجهولة أو عصية على الفكر العربي بشكل والعراقي بشكل خاص. وليس مصادفة أن تخلو المكتبة العراقية من أعمال بهذا الصدد. بل أنها لا تحتوي على كتاب أو دراسة واحدة جدية بهذا الصدد، رغم سيادتها المطلقة في تاريخ العراق الحديث ومصدر كل مآسيه وخرابه.
بعبارة أخرى إن الحوار الفكري يسعى بقدر واحد إلى تحليل ونقد كل الإشكاليات الكبرى للظاهرة التوتاليتارية بشكل عام والعراقية بشكل خاص عبر تسليط الضوء على الشخصية الصدامية وتشريحها العلمي الدقيق. لكنه في الوقت نفسه عمل منهجي بالدرجة الأولى. بمعنى انه لا يدعي الإجابة على جميع الأسئلة المتعلقة بجميع جوانب الظاهرة الصدامية، بقدر ما انه يهدف إلى تحريك الفكر والذهن الاجتماعي والسياسي والثقافي من اجل العمل حول هذه القضية لما لها من اثر جوهري بالنسبة للمستقبل. من هنا ابتعاد الحوار الفكري عن الأحكام القيمية والأخلاقية والسعي إلى فهم الظاهرة الصدامية والكشف عن جذورها المعرفية والسياسية والاجتماعية والفكرية والأيديولوجية ومصادرها وآليات عملها في حقل الدولة والمجتمع والثقافة، بوصفها ظاهرة سياسية تمثل حلقة من سلسلة تاريخ الدولة العراقية الحديثة.
وضمن هذا السياق يمكن النظر إلى هذا الحوار الفكري على انه صيغة نقدية ونموذج عملي ومنهجي لمعرفة مكامن التوتر والتأزم داخل بنية المجتمع العراقي، وكذلك لفهم ديناميكية الظاهرة العراقية. وبالتالي فان الأسئلة وسياقها هي وحدة واحدة. وقد تم تقسيم الحوار إلى سبعة محاور أساسية تتناول
أولا تأسيس المفاهيم وتحديد الفكرة والمقولات. حيث يجري فيه تناول المقولات والمفاهيم وذلك لما لها من أهمية منهجية كبرى بهذا الصدد. من هنا الاهتمام بمفهوم التوتاليتارية بوصفه مفهوما تأسيسيا، فضلاً عن تحديد الأصول الفلسفية لظهور التوتاليتارية كنظام سياسي في الغرب الأوروبي.
ثانيا، تناول قضايا أزمة الدولة ومقدمات التوتاليتارية العراقية، منذ تكوينها الجديد العام 1921 حتى انهيارها العام 2003.
ثالثا، تناول الأصول السياسية للتوتاليتارية العراقية، عبر البحث في جذورها الاجتماعية وكيفية تراكمها في ستينيات القرن العشرين.
رابعا، تناول الاقتصاد "السياسي" و"الاجتماعي" للتوتاليتارية العراقية (الصدامية) عبر تحليل بنية الاقتصاد السياسي للدولة العراقية وارتباط ذلك بصعود النزعة التوتاليتارية والأيديولوجية البعثية ونظام الحكم.
خامسا ويتناول الأسس الاجتماعية للظاهرة الصدامية، باعتبارها ظاهرة مركبة.
سادسا ويتناول الأصول الأيديولوجية للصدامية وخطابها السياسي وطبيعة التحولات التي جرى عليها في مجرى استحكام الدكتاتورية وتوسيع مدى النظام التوتاليتاري.
وأخيرا المحور الذي يتناول الشخصية الصدامية عبر تحليل ما يمكن دعوته بانتروبولوجيا العبودية والاستبداد.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العميقة في العراق عدو الاصلاح الاول
- عنف المهمشين
- التظاهرات والعنف
- الخوف من الشعب
- صناعة السلام والاستقرار المجتمعي
- الدولة الموازية
- القائد الضرورة
- المنتدى الاجتماعي العراقي في دورته الثانية
- الشراكة بين المجتمع المدني والاعلام
- المندسون ... بلطجية الفاسدين
- تلاقي الارادات
- ماهو هدف التظاهرات وماهي اهداف المتظاهرين؟
- نظام الحكم
- الفصلية ... احد ممارسات الاتجار بالبشر
- التظاهر فعل اجتماعي عقلاني
- ستعلن النتائج حتما... ولكن
- درس التاسع من نيسان
- رجالات الطائفة المنصورة
- الاشقاء العرب وصدام
- المشروع الطائفي...فشل للدولة وحبل انقاذ لمشاريع التفرقة


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - تشريح الظاهرة الصدامية جديد يوسف محسن في طبعته الثالثة