|
دولة بها مساجد، دولة في خطر.
صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 19:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل هم فقط من قاموا بمجازر باريس، أو مجازر تونس، أو مذابح مالي و كاليفورنيا، من كانوا خريجي مساجد، أم هي حالة عامة لكل إرهابي مسلم في العالم ؟ في الواقع يمكن القول أنها حالة عامة لكل ارهابي مسلم ، فكل إرهابي مسلم في العالم ، لا شك هو في اللحظة التي تحول فيها إلى إرهابي ، فهو قد تردد على المسجد قبل هذا ، و عموما فالحقيقة أن هذا النتيجة، نتيجة حتمية في كل الأحوال ، فالمسجد و في جوهره هو بؤرة منتجة للعنف بالضرورة ، فالنبي محمد مؤسس المسجد و من البداية قد استعمل المسجد كمكان للحشد العسكري، فالمسجد ومن أدواره الرئيسية في الإسلام، هو ان يشحن المؤمنين بالكراهية والحقد على المختلفين ؛ و هذا ما يقوله جل الفقهاء المسلمين على غرار الخميني مثلا الذي يقول (كانت المساجد في زمن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: مركزاً للحروب، ومركزاً للقضايا الاجتماعية والسياسية، فلم يقتصر دور مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على المسائل العبادية كالصلاة والصوم، بل كانت المسائل السياسية أكثر من ذلك وكان يبدأ من المسجد متى ما أراد تعبئة الناس وإرسال الجيوش". ( منهجية الثورة، ص478. ) لكن يبقى أن خطر شيء في كل هذا ، هو أن العدو في الإسلام ليس العدو كما صار متعارفا عليه في العالم المعاصر ، فالمسجد لو كان يحرض فقط على أعداء الوطن من الغزاة و المحتلين ، لكان يمكن تفهم هذا الخاطب منه، لكن المشكلة في المسجد انه ضد البشرية ككل ، فالمسجد و الإسلام بالعموم يرى أن البشرية ككل هي عدو ، ففي التصور الإسلامي فأخطر الناس على الإسلام هم الكفار ، و الكفار و وفق التعريف الإسلامي هم من لا يدينون بدين الإسلام ، و طبعا وبما ان جل البشرية لا تدين بدين الإسلام ولا تخضع له، فهنا صارت البشرية كلها في خانة العدو الذي يستحق المحاربة ( نموذج أحداث باريس وكاليفورنيا مثال بسيط على هذا ) الشيء الأخر الأكثر مأساوية ان عداء الإسلام للبشرية ليس كأفراد فقط ، بل عداءه لها هو عداء من باب القيم والأفكار كذلك ، فالإسلام كيدن يرى أن الحضارة الإنسانية بشكلها الحديث القائم على قدسية الحرية هي العدو ، وعليه فاليوم الحضارة الحديثة بتحررها ودعوتها للحفاظ على حقوق الإنسان و استقلالية الفرد هي عدو له كذلك ، وهو تماما بالمناسبة السبب الذي جعلنا نرى منظري الإسلام يرون في الحضارة الإنسانية الحديثة.. جاهلية حديثة ( سيد قطب نموذجا ) فالإسلام كما رأى في تحرر قريش جاهلية معادية له ، فهو اليوم يرى في حرية الإنسانية و قبوله بالاختلاف و بحرية المعتقد التي سمحت سابقا لقريش بعبادة الأوثان، جاهلية حديثة تستحق الحرب ، وهكذا فنحن نجد أنفسنا أمام ديانة معادية للإنسانية، معادية للحريات ، و معادية الحضارة بشكل عام ، بما يجيز لنا القول أن كل امة حرة في العالم بها مساجد ، هي امة في خطر ، فالأمة التي تسمح بتفشي ديانة معادية للتحضر على أراضيها ، هي امة تنشد التخلف ، وطبعا كلامنا هذا ليس من باب (الاسلاموفوبيا) وهي التهمة التي صار المسلمون يهددون بها كل منتقد للإسلام على غرار ما يفعل اليهود مع معاداة السامية ، بل هذا الكلام نتاج تحليل منطقي و واقع معاش، فالإسلام ديانة معادية للحضارة ، ومعادية للإنسانية كما وضحنا ، وعليه فمن البديهي أن دور العبادة الإسلامية كالمسجد مثلا ، هي مراكز معادية للإنسانية و معادية للحضارة ، وهذه المراكز طبعا وبالنسبة لأي امة تريد الحفاظ على أمنها ، فالأحرى ان عليها شن حرب عليها بكل الطرق للحد من شرها ، وهنا يجب الانتباه أننا لا نقصد الإصلاح ، أو التجديد ، فكل ذلك كلام لا قيمة له 1 ، بل ما نقصده هو القضاء الفعلي على تلك الأماكن ، فيوم صار واجبا كل امة تنشد التحضر ان تحارب الإسلام حربا لا هوادة فيها ، وهنا عموما وجب التذكير وفي إطار هذا السياق ( سياق الاسلاموفوبيا و معاداة السامية ) بمسالة مهمة وهي أن معاداة الإسلام تختلف اختلافا جذريا عن معاداة اليهود التي يتحجج بها المسلمون ويقلدوها ، فاليهود المقصودون بالعبارة هم في الأصل عرق ، و طبعا معاداة عرق هي قضية مجرمة لكونها عنصرية ، و الأمر هنا لا يتعلق بيهود حصرا ، فكل عنصرية هي مذمومة ، لكن في المقابل فمعاداة الإسلام فهذا حق من حقوق الإنسان، فالإسلام ديانة ، و الديانة هي فكرة ، والفكرة لا بد أن تنتقد وتهاجم بطريقة عقلانية كما كل الأفكار تماما كما يسمح الإسلام لنفسه بالفعل، ومنه فالهجوم عليه بديهي وطبيعي بل ومطلوب حتى .
لهذا فمن حيث هذا الباب ( أي رفض الإسلام ومعاداته ، ومعاداة كل مراكزه و مؤسساته كالمساجد الخ ) فهذا أمر بديهي ، فهذا الدين دين معادي للبشرية ، و المؤمنون به اليوم ( خاصة الذين يأخذونه على محمل الجد ) صاروا فئة خطرة على العالم ، وربما هنا لن نحتاج الى إعطاء أدلة على هذا ، فبنظرة على صفحة الأخبار في أي صحيفة في العالم ، ستعرف ما يسببه المسلمون من كوارث للبشرية ، الشيء الأخر انه اليوم لقد تبت للجميع أن عموم المسلمين صاروا عاجزين عن تطوير هذا الدين ، فحتى ونحن حاليا في القرن الحادي والعشرين ، فالمسلمون عاجزون ان يتقدموا ولو بخطوات نحو تصور عصري لمعتقداتهم ، و يمكن طبعا لأي احد يشكك في هذا الكلام أن ينظر لما يسمى التجديد الإسلامي او تطوير الخطاب الديني الرائج الكلام عنه هذه الأيام ، فالأزهر مثلا وهو مؤسسة إسلامية لها اعتبارها ، حين قرر أن يجدد في الإسلام بعد مطالبات ملحة عليه بفعل هذا، قرر ان يلغي من مناهجه التعاليم التي تسمح بأكل لحم الأسير وتارك الصلاة ، ولنتخيل دينا يقرر في القرن الواحد والعشرين ، ان يتخلى عن أكل لحم إنسان !! و قيسوا كم قرنا نحتاج لنصل للأمور البديهية اليوم في الحضارة المعاصرة ؟ الشيء الآخر أن الذين حاولوا حقا طرح تصور حداثي للإسلام ( هذا مع انه في الحقيقة مجهود متواضع ومحدود جدا) فقد كان مصيرهم السجن و الملاحقات بالمحاكم على غرار اسلام بحيري .
وعلى هذا فنحن لا يبقى لنا في النهاية سوى الإقرار، ان الإسلام و المسلمين "وكحقيقة مؤكدة " كلاهما عاجز عجزا باتا عن أن يتطور ، و كلاهما فاقد بصورة فادحة لأي قدرة على أن يحسن من نفسه ، ومن هذا المعطى سيكون الحل البديهي والمطلوب هو الانقراض ، الانقراض التمام و الكامل للإسلام كحل للبشرية ، و هنا سيكون من الجيد أن تدعم البشرية هذا وتسرع فيه ، فاليوم على ا لبشرية التعجيل بضرورة ان ينقرض الإسلام ، وهذا عن طريق منع انتشار المساجد في البلاد المتحضرة كيلا يصبها وباء هذا الدين ، ومنع تدريس الإسلام والدعوة له بأي طريقة ، وطبعا كلما ساهمت البشرية في الضغط على المسلمين للتخلي عن دينهم أبكر، فسيكون هذا أفضل لهم و للبشرية كما نادى ارنيست رينان ذات يوم ، فالإسلام ديانة لربما صنعتها ظروف الزمن ، وهذا أمر يمكن تفهمه في سياق ما ، لكن ان يقبل العالم ببقاء دين كهذا، وبالتحديد وهو في لحظة ضعف يمكن استغلالها للقضاء عليه ، فنحن هنا أمام عالم ينتحر .
1) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=483040
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحويل المساجد لخمارات لحل مشكل الإرهاب .
-
رزيقة شريف ضحيتك يا وطني .
-
قلنا من البداية -لا تصالح- .
-
كيف يشيع الحجاب -البيدوفيليا- .
-
أوروبا و جزاء النجاشي .
-
المساجد كثكنات ، لا ك دور عبادة .
-
المفتي الذي سيغتال الجمهورية الجزائرية .
-
أردوغان: الإرهاب كسياسة للنهضة الاقتصادية .
-
الجزائر بين خياري الدولة الحديثة، أو الإمارة الإسلامية .
-
شكوك حول جدية الحرب على الإرهاب .
-
ماذا لو ألغينا التعليم في الجزائر ؟ .
-
كلكم داعش .
-
قصة الدولة في -تنوره -.
-
سيقان عارية و إرهابيون .
-
بعد موجة العودة للدين لنجرب الابتعاد عنه .
-
وماذا عن القمع الديني يا صحافة .
-
لا جدوى من الإسلام إلا كديانة إرهابية .
-
مشكل الطلاق ليس قانوني يا سيادة الرئيس .
-
الهمجية كقيمة إسلامية رفيعة ؟ .
-
نحن المسلمون همج وسنبقى همج .
المزيد.....
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
-
سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
-
سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق
...
-
قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|