أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - في نقد السلطة الأبوية














المزيد.....

في نقد السلطة الأبوية


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تشكلت العلاقات الاجتماعية في عموم المجتمعات العربية استناداً إلى مفهوم السلطة الأبوية، فكان الرجل الشرقي يتحكم في ضبط العلاقات الاجتماعية وتوجيهها بناء على وعي يقوم على منظومة ثقافية وقيمية سائدة، تستمد حضورها من وعاءٍ ديني ما زال بعض رموزه المرتبطين عضوياً بالسلطة يساهمون في صياغة القوانين الوضعية، وبشكل خاص «قانون الأحوال الشخصية». وهو ما يساهم بدوره في تمكين الرجل من سلطته الذكورية/ البطريركية، فيما تبقى المرأة بشكل عام خاضعة لوصاية الرجل وسلطته في إطار علاقة تقوم على التبعية. ولم ينحصر ذلك على مراحل تاريخية كان فيها للرجل الدور الأساس في العملية الإنتاجية. فالثقافة الذكورية ما زالت تساهم في استمرار العلاقات الذكورية حتى بعد دخول المرأة مجالات العمل. وما وصلت إليه المرأة من تفوق علمي وثقافي ووظيفي واجتماعي لم يترك آثاراً واضحة في تجاوز بنية الوعي السائدة. لكن ذلك لا ينفي حصول تغيّرات جزئية في تجليات الوعي الذكوري، نتيجة اعتبارات متعددة اقتصادية واجتماعية تقاطعت مع انفتاح فضائي، ساهم بدرجـــات مختــــلفة في انفتاح مجتمعاتنا على ثقافات مغايرة لأنماطنا الثقافية، وفي تغيير بعض من تجليات الوعي والعادات والقيم الثقافية والأساليب المعيشية، وأشكال العلاقات الاجتماعية.
بهذا المعنى، لم يرتقِ التطور الاجتماعي إلى حدّ بالقطع مع المنظومات والبنى الثقافية العميقة، ولم يساهم في تجاوز المُتخلِف من أشكال ثقافتنا. فاستمر الركود والاستنقاع، وتمسكت شرائح اجتماعية واسعة بالوعي السائد، وتقوقعت على ذاتها وعلى الهويات الجزئية والانتماءات قبل الوطنية. فالمجتمعات العربية تعاني من فساد اجتماعي يرتبط عضوياً بالفساد السياسي، بسياسات الإفقار الاقتصادي والمعرفي. وهذا يدلل على أن تركيبة النظم العربية وبنية الوعي السائد وأشكال العلاقات القائمة على الانغلاق والكبت الاجتماعي، إضافة إلى عوامل خارجية، ساهمت في ما وصلت إليه الأوضاع العربية. في السياق ذاته تمارس أنظمة الحكم التسلطية الاضطهاد والقمع ومصادرة الحريات ضد المرأة والرجل على حد سواء، لكن ذلك لا يلغي الطابع المركب لمعاناة المرأة.
وعليه، فإن التغيرات الطارئة على طبيعة العلاقات الاجتماعية والوعي الرائج، إضافة إلى تنامي دور المرأة، هي أمور لم تساهم في تمكينها من قضاياها المصيرية، أو في تغيير طبيعة مهامها المنزلية والأسرية وأشكالها، التي تحوّلت إلى أعباء مضافة على عملها الوظيفي. أما طبيعة التربية الأسرية، فإنها حتى اللحظة تقوم على التمييز الجندري، ومن يساهم في تعميق ذلك هي المرأة ذاتها التي تعاني من تسلط الرجل. وهي بذلك تلعب دوراً في استمرار المتخلف من المنظومة القيمية والثقافية، والبالي من العادات والتقاليد.
من جانب آخر، تَساوقَ اشتغال معظم الأنظمة العربية، على استخدام مختلف الأشكال والآليات السلطوية الأمنية، للقبض على دعائم ومرتكزات الهيمنة، مع اشتغالها على مستويات وأشكال وآليات أخرى مختلفة، نذكر منها: أولاً، تمثّل السلطة الأبوية القهرية. ثانياً، توظيف الوعي الديني، وبعض النصوص التي تحضّ على طاعة ولي الأمر والخضوع له، لخدمة سياساتها وتبرير سطوتها واستئثارها بالسلطة. ثالثاً، العمل في سياق علاقتها مع المكوّنات الاجتماعية على نبــــش وتوظيف عادات وتقاليد أهــــلية تعود إلى مراحل سابقة. رابعاً، تضخيم الأيديولوجيا السلطوية وربطها عضوياً بالفكر والوعي الديني السائديْن.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا والمعادلة الصفرية
- في سياق تحويل الشعب إلى جمهور
- سوريا: مفارقات وتحولات
- عتبة الخيارات القسرية
- في سوريا: جحيم من نوع آخر
- أسباب التدخل الروسي في سوريا وتداعياته
- في طبيعة وبنية الدولة الراهنة
- في طبيعة الدولة الراهنة وبنيتها
- هجرة في الموت
- سوريا على صفيح ساخن
- العالم العربي نموذجاً: الدولة حين تأكل المجتمع
- في أوضاع الطبقة العاملة وتغيراتها البنيوية
- في مقدمات ثقافة العنف
- الدور الوظيفي ل «داعش» وأخواته
- إشكاليات الحل السياسي في سوريا
- سوريا: عتبة انهيار الأمن الغذائي
- هل ستكون اليونان بوابة للتغيير؟
- تجليات الإمبريالية الراهنة
- السباق إلى الهاوية
- حروب على الحضارة والتاريخ


المزيد.....




- حذّر من -أخطاء- الماضي.. أول تعليق لخامنئي على المحادثات مع ...
- نتنياهو لماكرون: -نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا ...
- خامنئي: لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم بشأن المحادثات النووية مع وا ...
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف إلى المساس بالأمن الوطني-
- حماس تدرس مقترحاً إسرائيلياً جديداً لهدنة في غزة وإطلاق الره ...
- مئات الكتاب الإسرائيليين يدعون إلى إنهاء الحرب في غزة
- هجوم لاذع من لابيد على نتنياهو مستندا إلى قضية -قطر غيت-
- الاستخبارات الروسية: أهداف روسيا في أوكرانيا لن تتغير قيد أن ...
- الإمارات.. حريق برج سكني في الشارقة يودي بحياة 5 أشخاص (صورة ...
- الذكاء الاصطناعي يكتشف 44 نظاما كوكبيا مثيلا للأرض في درب ال ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - في نقد السلطة الأبوية