أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان














المزيد.....

من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا اشتق المثل العربي الأشهر ،من فكرة الأمانة ذاته ،من أمنك لا تخونه ،وهو الذي تحول إلى عبارة خالدة ، بالطبع ،بسبب ممارسة البشر بشكل واسع للخيانة وبجميع أشكالها ،ومن يظن أن الأمانة تقتصرعلى أن يعيد المرء مبلغ قد أُتمنى عليه ،بالتمام والكمال للمودع ، بالتأكيد ،يقع في اختزال لمفهوم الأمانة ، فهي ،أوسع وأشمل من أن تُدرج بسياق واحد ، فالطالب في المدرسة أو الجامعة أمانة لدى المعلم والمريض أيضاً أمانة في ذمة الطبيب والتجارة بكل أنواعها تحتاج إلى أمانة وإتقان ، أنه باب واسع ليس له نهاية ، لكن ،ما يدفع المرء الوقوف بصمت ،عند هذا التوحش الحاصل بين البشر ،ودراسة حجم الممارس من الكذب والدجل والغش ، بالتأكيد ،كثيراً منه ،لا يخطر على البال ولا على الخاطر ، بل ، متاهاته لا تعد ولا تحصى ، وللحقيقة الدامغة ، فأن الدافع الوحيد بين الخائنين ، هو ،الوصول إلى المال ،لا شيء أخر ،وبالتالي ،تحول الطمع إلى قاسم مشترك بين خائني الأمانة ، نعم هو ، الطمع في المال ،وقد قالت العرب قديماً ،أن الطمع ،فقط ،بالدين ،لكن النفس وما ادراك ما النفس ،تعشق المتاهات وتستسهل السهل ،لهذا ،هي دائمة التخبط .

ثمة شكاوى عاجلة لا تقبل التباطؤ وبحاجة إلى تفسير عاجل ،مقابل ،ما هو آجل يمكن التغافل عنه ،إلى وقت أخر ،وإذا كانت الشكوى لا تنتهي في المجتمعات العربية ،بل ،هي في تصاعد مستمر ،إذاً ،للحكاية معادلة ،والأرجح أن الأمانة قد حُذفت من قاموس التداول الإنسان العربي ،وكيف لا ،مادام العربي يشتكي من حقوله المشبعة بمواد مسرطنة والأسواق التى غزاها التجار بأردأ السلع وأبخسها صنعاً ، منتشرة ومعتمدة من الأغلبية العظمى ،طالما إمكانية الاختيارغير متوفرة ،بل أن ،الشكوى لم تتوقف عند حدود ما أسلفنا من وقائع صارخة ،هناك شكوى أخطر ومؤلمة في آن معاً ، هي شكوى الوالدين من أولادهم ،فهناك تطاول على الأب والأم نتيجة سلوك غير عابئ باحترامهما يؤدي في أغلب الأحيان إلى خيانة الأخ لأخيه أو الابن للعائلة .

في ظل غياب التربويات يصبح الجميع بلا تربية ،وهذا ،يفسر على الأقل ،كيفية ضياع الأمانة من الثقافة المجتمعية للعرب ،وصحيح أيضاً ،برغم من شكوى الأغلبية ،فأن الحقيقة تؤكد على حقيقة ،تكاد تكون الأهم ،وبتبسيط مبسط ، لو كانت الأمانة حاضرة في أي عمل يقوم به الإنسان ،ما كان حال العربي هذا الحال ،فالعائلة في مفهومها العميق ،مسألة تكوينية ،تحتاج إلى جهد كبير من التربويات ،فإذا كانت الأمانة غائبة ،يعني ،العقوق مع من اعتقد أنه رَبَّى والجحود مع من صنعى معروف ،هما حتميين ،وخلاصة العمل المنزوع من درس الأمانة ،وهذا ينطبق على التعليم بشكل خاص وعلى مناحي الحياة ،عامةً .

هناك من تقع أعينهم على الخراب ،لكنهم ،لا يحركوا ساكناً وهذا تواطؤ يصل إلى حد الشراكة في الخيانة ،وقد يكون الأكثر خطورة بين الخِرَابُ ،الإتقان في العمل ، لهذا ،نرى أن هناك شركات أجنبية حافظت على أمرين في سياساتها ، أولاً ،الأمانة وثانياً الإتقان ،فنجد أن كثير من الشركات الأجنبية ،تبيع سنوياً منتجاتها لعام قادم مع دفع مقدم ، مقابل ،ركود شبه دائم في مناطق لا تعبأ بالإتقان والأمانة ،فالغرب بسبب الإتقان والأمانة ،استطاعوا الحصول على الكثير ،بل هو فائض ،في المقابل ،عدم الإتقان وغياب الأمانة ،خسرالعربي نفسه ،في المقام الأول ،قبل السلع ، رغم كثافة الشكوى ، إلا أنها ، تبقى صرخات بلا أصداء ، طالما ، الخائن يخون وهو على علم بذلك .

مازالت الأغلبية العظمى وأيضاً ، كثير من المثقفين ، لا يفرقون بين النجاح والفلاح ، فهناك من ترَبَّى لكي يُنتج منتج يُفيد به البشرية ، مقابل أخر ،تحول جنسياً كي يمارس مهنة الدعارة ،اعتقاداً منه أنها ستدّر له بالمال ، وأخر ،حصل على منحة دراسية في روسيا الاتحادية ، لكنه ،أحب أن يقتصر المسافة ،فتعرف على إحدى المومسات التى بدورها اوصلته إلى أحد شخصيات المافيا الروسية ليصبح في وقت قصير ممن يديرون إحدى شبكات الدعارة في المنطقة العربية ،وفي كلتا الحالتين ،قد تُصنف هذه النقلات بالنجاح ، لكن ،يبقى الفارق بين النجاح والفلاح كبير ،يا مُعدمي الأمانة ومنزوعين الضمير .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدخُل تركي في سوريا قريباً،، على غرار التدخل الروسي
- خطاب الملك عبدالله ، تحدي في ذروة احتدام الصراع في المنطقة . ...
- الانتقال من السلاح الدمار الشامل في العراق إلى الإرهاب العرب ...
- عندما يتماهى المجتمع مع الغيب المطلق
- استنزاف للوقت في مصر ، قد تكون خسائره افدح على المدى القريب
- تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
- تهويل حول الجماعات الإسلامية وداعش،،، يتدرج إلى مستوى النازي ...
- القسطنطينية مقابل الأندلس والقدس
- أُسس التدخل الروسي في سوريا وجنوب أسيا
- استعلاء ناجم عن تفوق فارغ
- بين البحث عن الاستقلال والتورط بخطط الحاخامات
- الأخ الكبير يدافع عن الأقليات بعد ما دافع عن الشعوب ال سلافي ...
- الانتقال من تحت الأقصى إلى ساحاته العلوية
- مستشرقون الغرب ،، ورثة علماء المسلمين والعرب
- أهو عشق في تكرار الفشل الأمريكي أم استكمال المشروع .
- حيرة الكهنة وبراءة المنتفضين
- هستيرية الأفراح والنجاح
- الطفل آلان ، يُسقط جميع الأقنعة ،، والسيدة مركيل بألف رجل ..
- العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
- هيهات أن يجيب الرئيس بوتين عن مصير الضفة الغربية ..


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان