أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية














المزيد.....

أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 21:54
المحور: الادب والفن
    


أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية

للمرة الثالثة أكتب خصيصا عن أدب النساء وهو المصطلح الذي يستفزني خاصة عندما نؤمن بأن الأدب والفن والمعرفة هي رسالة الإنسان المجرد لنفسه , عندما نقول أذن أدب النساء إنما نعني به أدب المرأة حين تتحدث لنفسها لا عن نفسها , هنا الموضوع يأخذ شكلا أخر ... لا بأس أن تتكلم المرأة لنفسها لأنها في مجتمع مثل مجتمعاتنا العربية والشرقية لا أحد يملك الوقت والمناسب ليستمع لها أو حتى يستمع منها لرؤية مشتركة ... البعض من النساء صار الكلام لديها إشكالية وقضية يصعب أن تجد هي الوقت لأن تتكلم وبكل الحرية التي تفعلها فاطمة منصور مثلا .
وفي الرعود يروح ويجيء
كنصف قمر يبتسم
وعند رصعات خديه
ينزل القطر
وأنامله البيضاء
تومئ لي تعالي
اختبئي تحت شجرة
احتمي
في اسمائنا المحفورة فيها
واحتمي في ذاكرة البلل
لا تتردد فاطمة التي تصف نفسها دوما تلك الجبلية التي ما زالت تواصل رحلتها من قمة الجبل لتصل البحر لتبلل أقدامها بمائه الملحي , ليس لأنه جميل وليس لأنه مثير ولكن لأنه يشبه تلك الأفراس التي تمزق صمت الكون في صهيلها داخل روحها المتمردة , البحر لفاطمة منصور معنى أنتقام من الجبروت الذي يكمم الأفواه ويغتصب السكينة لذا فهي تحب صخب الماء وعربدة الأمواج المتلاشية على شواطئه الرملية ,تتمنى أن تجرد البحر من ثوبه ويبقى عاري لتذيقه نار مفاتن الجسد المغمس بالعطر بالنشوة بالحنين إلى دفء الحبيب ....
سأسرح
بعيدا في خيالي
وأدعي أني كرهتك
أدعو ثورة التقبيل
أمحوها مذ عرفتك
......هي محض ادعاء
ثملة فيك انا
مذ لمستك.
تجربة فاطمة منصور كشاعرة قد تكون أغنى من الكثيرات اللائي يضعن هم الذات محل هم الأنثى الكائن ,لا تتكلم عن هواجس وأحلام ولا تسطر لوعات فردية , فاطمة منصور تكتب عن نموذج من امرأة تريد أن تضع لها مقعد في مجلس الناس تتكلم تناقش تقول تقبل ترفض , فاطمة منصور إنسانة شاعرة وليست شاعرة تبحث عن كلمات جميلة لتبوح للأخر عن معاناتها أو تشكو مثلا فراق الحبيب,
يسألونني
من هو .. هو ذلك الذي
لا يحمل في حقائب اسفاره
سوى قبلاتي
ورائحة عطري
حين يمضي ..
وتبقى قضية الرحيل والسفر والغياب والأرواح التي تمضي ولا تعود في بلدها الذي جربت كثيرا حزنه , لبنان الجميل الذي عشقته كلبنانية وكامرأة تفتقد وطنها وهي في لجة الحضور تبحث عن أبتسامة لتقنع نفسها أن الحياة جميلة بأي حال رغم مراراتها ولكنها تصطدم في كل يوم بريح تكسر لها تلك الأطراف الجميلة من الشجيرات النامية قرب نافذتها ...
تخيلتك تطأ
محرماتي
وتستحوذ على ارث تاريخي المفجوع
بكنوز....مدفونة ...
الأفراس الجامحة في روح وحروف فاطمة منصور لا تهدأ ولن تهدا لأنها هكذا هي امرأة من نار تريد أن تحرق الخرافة ,تحرق كل الماضي الذي مزق الطريق وجعله دروب ملغمة تفصل بين الجبل حيث تمارس قرويتها بتلذذ وبين بحرها الذي يستهويها أفرنجيه , غربية باريسية بلا حدود تمارس جنونا يشبه جنون زوربا على رمال البحر ...
قال لي:وهو يصفها باشتهاء:
شعرها
هذا الكستنائي
حزمة الشغف الهائجة
يحيط بي
يفتح للأفق نافذة من الاحلام
وقرب شاطئ ملامحها
ترسو الفتنة
ككثبان من الضوء
وأصابع من ماء وزهر
تعشق الريح لمسة سحرها
ابتدأ الربيع على ناصيتها
وفاح عطرها
وانحنت الأعذاق
ثمارا ناضجة
وأعنابا …
مما يذكر أن الكاتبة فاطمة منصور قد أصدرت ديواني شعر كان أخرهما ((من وحي القيود )) الذي يشكل بوح ذاتي حقيقي لمعاناة المرأة العربية عامة واللبنانية خاصة في ظل صراعات وأحداث هزت الأستقرار الأجتماعي والنفسي للمجتمع وللمرأة بالذات التي لم تجد لحد اللحظة من يجعل لها حيزا وجوديا تفاعليا يحترم إنسانيتها المجردة أو أن يدافع عن وجودها



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخاريف ليبرالية
- الدين الأجتماعي ونظرية الدولة
- تخاريف وتعاريف
- سوريالية الهروب بين الماء والنهر
- إبراهيم العراقي ....خطيئة أباء أم كذبة الأبناء قراءة في كتاب ...
- الزمن بين المفهوم والحقيقة
- الحرية الدينية والجزية ح5
- الحرية الدينية والجزية ح4
- الحرية الدينية والجزية ح3
- الحرية الدينية والجزية ح2
- الحرية الدينية والجزية ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح5
- البراءة ح2
- البراءة ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح2
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح1
- نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي
- الفلسفة من منظار أخر


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية