أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - تركيا..تذهب بعيدا














المزيد.....

تركيا..تذهب بعيدا


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 23:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اسئلة كثيرة يثيرها التدخل العسكري السافر في شمال العراق, وعلامات استفهام اكثر قد يحمل بعضها الجواب في حيثياته..وقد يتعسر التوصل الى اجابة مقنعة للبعض الآخر..فهل هي القراءة الخاطئة للاحداث..أم قد يكون التعجل..او سوء النية المبيتة وانعدام الثقة بالحلفاء, هي التي جعلت تركيا, وهي تقلب خياراتها المفصلية, تقرر التوغل في سياسة قد تكون اندفعت بها اكثر بكثير مما ينبغي..
فالسلطنة المأزومة بمعايشة الهلع الناجم عن المعطيات المتواترة المبشرة بانكماشها الى موقعها الطبيعي كدولة اقليمية تحصر طموحاتها ضمن حدودها ومشاكلها الداخلية..وانسلال جميع اوراقها واستثماراتها السياسية والامنية الى ايدي اللاعبين الكبار, نجد انها تذهب بعيدا وراء احلامها وهي تحاول تسويق جر قواتها لعشرات الاميال في عمق الاراضي العراقية على انه كان بطلب من مسؤول عراقي بدرجة محافظ سابق.
فليست المرة الاولى, ولكنها قد تكون الاوضح, التي تفشل فيه تركيا الاردوغانية في طرح نفسها كدولة مسؤولة, وكل القدرات البلاغية اللافتة للسيد رئيس الوزراء داود اوغلو ومواهبه المتفردة في لي عنق الحقائق واعادة تشكيلها بما يخدم طروحات ورؤى ومصالح حكومته ..يبدو انها لم تكن كافية هذه المرة في ابعاد الصورة التي تزداد رسوخا في اذهان المجتمع الدولي عن بلاده كدولة مؤزمة مؤرقة للامن والسلم الاقليمي ..
فقد يكون من الصعب على المراقب توقع المدى الذي تستطيع فيه تركيا الابقاء على وضعها ضمن المنظومة الدولية وهي ترسم سياساتها الامنية والاقتصادية بناء على منظومة معقدة ومتشابكة من المصالح والعلاقات مع العديد التنظيمات الارهابية و شبكات النهب والتهريب في ممارسة اقرب الى تقنيات عصابات الجريمة المنظمة منها الى القانون الدولي ومباديء الامم المتحدة وعلاقات حسن الجوار..
ويبدو انها نفسها بدأت تستمرأ سمعتها كدولة مارقة من خلال عدم العناية بالتمويه على مقاصدها الحقيقية من تفلتاتها التي تعبث بطول وعرض استقرار وامن المنطقة, ولا التغطية على تهديد وحدة دول الجوار وسلامة اراضيها من خلال دعم التنظيمات والاحزاب الخارجة عن القانون وممارسة عمليات النهب والسلب لخيرات ومقدرات الشعوب لادامة وتمويل هذا الهدف الرخيص, مستغلة الخلل البنيوي في العلاقات بين دول المنطقة. والتجوع الخليجي المأزوم بمشروع اعادة استنساخ الـ"العضلة العمياء"التي كان يمثلها النظام العراقي السابق حتى ولو بالمجازفة بالتعايش مع الدور التركي المريب في تسليك اخونة المشهد العربي مما قد يشكل منظلقات لمزيد من التأزم في العلاقات المستقبلية بين دول المنطقة كجمهور وقوى شعبية..
مشكلة الدول المحكومة باحزاب الاسلام السياسي, وتركيا على الاخص, انها لا تستطيع العمل تحت الشمس وان تتحمل مسؤولية قراراتها ..وتحتاج دائما الى التعكز والاتكاء على قوى ومنظمات غير شرعية لتمرير متبنياتها وقراراتها وسياساتها تجاه الدول الاخرى المتقاطعة معها في المواقف ..والمشكلة الاعظم في انها تعتمد سياسة الحلول –او التعقيدات-مفتوحة النهايات انفتاح الصحراء القفر على الافق البعيد..فهي تستمر في التحشيد وتكوين المحاور ونسج التحالفات بدون وجود استراتيجية واضحة وقابلة للاستيعاب والتطبيق ومن الممكن ان تحدد اهدافا مستقبلية لهذه السياسات..
على تركيا ان لا تراهن كثيرا على التغاضي الدولي على دورها المشبوه الذي لم يكن مقدرا له ان ينشط الا في ظل اختناقات سياسية قد تفقد محركاتها عند اي انعطافة سياسية تكاد تبدو معطياتها في الافق, كما ان الاتكاء على القراءة الاعلامية المضللة لوجود بعض التباين في رؤية العراقيين للدور التركي قد لا تكون مفيدة في ظل الاجماع الوطني في رفض التدخل الذي لم يشذ عنه الا الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يبدو انه اصبح وضع جميع بيضه -الطازج منه والفاسد- في السلة التركية, اضافة الى (الفوهرر) اثيل النجيفي, وميليشياته ونقشبندياته وتصريحاته التي لا تعدو اطار الصدى اللحظوي الاجوف.
ندعو -دون كثير من الامل- الى ان تكتب الحكمة خواتيم هذه الازمة, وان لا تترك تركيا خياراتها على غارب الاغراءات التي يوفرها منطق القوة وفرض الامر الواقع,فكلمة الايام قد سبقت بان الشعوب قد تمرض , وتضعف, ولكنها لا تموت ..وهي عادة من يكتب السطر الاخير.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسعون بالمائة..من جديد
- تركيا ..زلة بألف
- الحويجة..بداية مرحلة ام نهاية وطن
- دماء في ارض السلام
- العشيرة..أم القضاء
- التكفير ..كسلاح سياسي
- التقشف.. مسؤولية من؟؟
- العاصفة الباكستانية
- قوات عربية مشتركة..للنسيان
- تاريخ من الخديعة
- اغلبية سياسية..أم توافق ؟
- في ذكراه (الميمونة)
- مبادرة الرئيس
- السياسة السعودية في مواجهة الباب المغلق
- الشعوب تكتب ايامها
- الارهاب والسيادة الوطنية..ابو انس نموذجاً
- الاعتذار لا يستحقه الا الاقوياء
- تقارب معلن ومخاوف مخفية
- توثيق مهمل..ذاكرة زائفة
- حوادث لا نحب ان نتذكرها


المزيد.....




- اشغلي طفلك وريحي بالك.. تعرف على تردد طيور الجنة الجديد 2024 ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ياعيني على الاستحمام?????? تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024. ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ابسطي عيالك ونزلي ليهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ...
- التردد الأحدث.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات وعربس ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- نفيسة خويص مرابطة مقدسية يلاحقها الإبعاد عن المسجد الأقصى
- وادي الجوز.. حي تحيط به المعالم التاريخية والدينية بالقدس
- أجدد أغاني البيبي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي عبر أقمار النا ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - تركيا..تذهب بعيدا