أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة بوحدايد - -مهمشون- في زمن البرتوكولات














المزيد.....

-مهمشون- في زمن البرتوكولات


حمزة بوحدايد

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 20:46
المحور: الادب والفن
    


خرجت من المنزل مرتطمََا بوجوه عبوسة يائسة، كلّ الناس في هذه المدينة حزين، لا شيء قد يعجبك من هؤلاء، "تَعهرت" ثنايا الوطن في هذه الزوايا، غربة قاتلة، تُحيط بنا، لأتجه في هذا الجو لمنفاي بالمقهى المقابل لشارع المنزل، أخذت كرسي شَاخَا انتظاره، لمن يملئ وحدته، التمستُ جريدة من "البائع السوسي" القريب من المقهى، لقد كان يراقب المكان كمن يحرس مالهُ من الهرب، لأتصفح صحيفة "السوسي" الملأ بالأخبار المملة، قبل أن يصطدم ب "ماسح الأحذية"، ما داهك يا ترى ؟ يجيب: أ تريد مسح حذائكَ؟، لا شكرا ــ هل كان ماسح الأحذية يقدم الخدمة مجاناـــ سؤال تبادر لذهني، ثم ساق مهرولا نحو أحد الخارجين من سيارة ــــ علامة ترقيمها يوحي أنها من "سيارات الدولة"ـــ، ليضعَ لهُ رجلهُ ويرفع عنقه ناظرا لسحب السماء، ليخبره "ماسح الأحذية" بأنه قد انتهى ، يا إله، لا شيء قد يعجبك هنا، ثم تفرغت لألتهم تلك الجريدة، التي أخَذَت مني انتباهِ لكل ما يحيط بي ولهذه الوقائع . ففي ماذا قد يُهمُ هذا الحزن القاتم في هذه الأرض العذراء من الخصوبة، إنه وطن كئيب، لا المقاهي مبتسمة، ولا الجرائد، الكل حزين، حتى "الكاريكتور"، الذي يتهكم عن مأساتنا، لم يعود يضحكنا. خرجت من غيبوبة تَصَفُحِ لأوراقِ الجريدة، لأنادي النادلة، وهي تتمايل بخطواتها التائهة في وطن التائهات، والناس تسرق خلسة نظرة لتضاريس جسدها المترهل، الذائب في وسط كومة من الدخان، يلف المقهى كتنين ثائر، كل على انشغاله، وأي ثقافة هذه(المقهى)، ثقافة المحرومين على هوامش الحروف، الذين يستمتعون بحركات النادلة، لآخرين يمتصون سجائرهم "الأفيونية" ولا يتركونها حتى يبدءوا امتصاص آخر تبغها، ذائبين في سكرتها الهلامية. إنه عالم التائهين، مجتمع المنسيين. وَضَعْتُ الجريدة على الطويلة القرمزية لأتنفس عليل الخارج الخالي من صدأ النيكوتين، وإذ بشاحنة خضر في ممر "علامة قف"، حيث شرطي يقف بالمكان ينظم المرور، تصدم بعربة تجرها دابة ، لأن شخصية نافذة، قد مرت من هنا، فشُلت حركة المرور، لتحدث فوضى تسببت في حوادث سير في الطريق كلِّه. الجرحى كثيرون، لا سيارات إسعاف تسعف الجرحى، بيروقراطية الإدارة جعلت سيارات الإسعاف تتأخر اليوم، لأنها كانت في حاشية "الشخصية النافذة"، التي جعلت السيارات تتصادم فيما بينها، وجعلت الناس في المقهى يناورون فرشات قيلولة التبغ والنادلة، وجعلت تلك الصحيفة، التي كُنت أقرائها، تضع كاريكاتورا، تتهكم على مأساتنا، بأن وصفت حادثة السير في الطريق بمسؤولية السائقين لعدم احترامهم "علامة قف" واضعة صاحب العربة في عنوان عددها " عربة قرون وسطى في زمن السيارات"



#حمزة_بوحدايد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- / في الذكرى الخمسين لاغتيال بن بركة / جريمة وراء الحدود
- معطلان من زمرة الشرفاء


المزيد.....




- الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين ...
- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة بوحدايد - -مهمشون- في زمن البرتوكولات