أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - فلاديمير بوتين وروسيا الجريحة














المزيد.....

فلاديمير بوتين وروسيا الجريحة


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مع تفكك الاتحاد السوفياتي في 26 كانون الأول (ديسمبر) 1989، عادت روسيا إلى حدود من التقلص الجغرافي غير مسبوقة منذ تأسيس الامبراطورية على يد بطرس الأكبر. وقد حصلت مرحلة ضعف جسدها بوريس يلتسين، وهو ما أنتج جرحاً قومياً روسياً شبيهاً بما حصل للألمان في عهد جمهورية فايمار (1918-1933) بعد هزيمة الحرب العالمية الأولى وشروط صلح فرساي، وبما جرى للأتراك بعد هزيمة الدولة العثمانية عام 1918 قبل أن يؤسس مصطفى كمال (أتاتورك) الدولة التركية الحديثة عام 1923.
قاد الجرح القومي الألماني إلى تسلم الحزب النازي السلطة مع أدولف هتلر عام 1933 تحت شعار «ألمانيا فوق الجميع»، فيما أنتجت الهزيمة العثمانية ظاهرة قومية تركية متطرفة. والتطرف هنا، مجبولاً بالتعصب القومي، يعبر عن حالة دفاعية لأمة مهزومة ومجروحة وعن إرادة للنهوض والانبعاث، بعدما نزلت عبر الهزيمة من موقع مرتفع بين الأمم إلى حالة مزرية.
في ليلة رأس السنة عام 2000 استقال يلتسين وعُيّن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين رئيساً للاتحاد الروسي. كان التمرد الشيشاني البادئ عام 1994 ضد المركز في موسكو قد بدأ التمدّد إلى جمهورية داغستان (وهي مثل جمهورية الشيشان ضمن الاتحاد الروسي) منذ آب (أغسطس) 1999. وكان هناك اتفاق منذ 31 آب 1996 اضطرت فيه موسكو للإقرار بالأمر الواقع بعدما استطاع المتمردون الشيشان السيطرة على غروزني عاصمة جمهورية الشيشان. وفي 9 آب 1999 عُيّن بوتين رئيساً لمجلس الوزراء الروسي، وبعد 17 يوماً بدأ الأعمال الحربية ضد الشيشان في شمال القوقاز، ثم منذ الأول من تشرين الأول (أكتوبر) نقل الأعمال الحربية إلى داخل أراضي جمهورية الشيشان ناقضاً اتفاق 1996.
حاصر بوتين المتمردين الشيشان في غروزني وبدأ سياسة الأرض المحروقة هناك وتطبيق نظرية «تجفيف الينابيع المدنية» للمسلحين. وكان حصار غروزني المدخل للصعود إلى الكرملين، وكانت باكورة أعماله إخضاع العاصمة الشيشانية بعد تدميرها في شباط (فبراير) 2000.
أتى بوتين من جهاز الاستخبارات «كي جي بي»، وقد كان في ألمانيا الشرقية عند هدم جدار برلين في خريف 1989. وهو أيّد قمع التحرك هناك كما فعلت موسكو في بودابست 1956 وبراغ 1968. إلا أن ميخائيل غورباتشوف لم يمشِ على خطى نيكيتا خروتشوف وليونيد بريجنيف. فترك هذا جرحاً في نفس الضابط السوفياتي الشاب الذي أحرق عام 1990 أوراق الجهاز الأمني السوفياتي في برلين الشرقية قبل العودة إلى موسكو وقبيل الوحدة الألمانية. هنا كان هذا المهزوم الروسي في برلين على نقيض الضباط الروس الذين هزموا نابليون في معركة واترلو عام 1815 ودخلوا باريس بعدها. ونقل هؤلاء إلى العاصمة الروسية سانت بطرسبورغ أفكار الثورة الفرنسية المهزومة مع نابليون ليؤسسوا «الحركة الديسمبرية» قبل أن يسجنهم القيصر عام 1825 ويرسلهم إلى سيبيريا.
كان «الديسمبريون» بداية حركة التغريب الروسية، في مواجهة التيار السلافي المـــوالي لآل رومانوف، وقد كانت الماركسية الـروسية وتجسيداً لانتصار تغريب روسيا في مواجهة اليمين السلافي المدعوم من القيصر والكنيسة الأرثوذكسية. لم يكن صدام لينين وستالين مع الغرب من منطلق سلافي أو روسي قومي بل من منطلق فكر لمفكر ألماني اسمه كارل ماركس أنتج مؤلفه الرئيسي، كتاب «رأس المال»، داخل جدران مكتبة المتحف البريطاني في لندن.
ليس فلاديمير بوتين مثل الديسمبريين ولا من تراث ثورة 1917. بل هو نتاج جرح قومي روسي ولّده انهيار بنية دولة الاتحاد السوفياتي بعدما أوصل ستالين، الجورجي، روسيا إلى ذروة عالمية عام 1945 إثر الانتصار على هتلر بما جعل موسكو ثاني اثنين مع واشنطن في نظام الثنائية القطبية العالمية.
من هنا يجب أن نفهم الخلطة الروسية التي تقف الآن وراء فلاديمير بوتين: الكنيسة الأرثوذكسية، وضباط «كي جي بي» السابقون الذين يملأون مكاتب الكرملين في عهد بوتين، وضباط الجيش الروسي، القوميون الروس، وأيضاً الشيوعيون. يضاف إلى هؤلاء رجال الأعمال الذين يتطلعون إلى استعادة القوة الروسية إلى ما وراء الحدود في «الحديقة الخلفية» التي كانت تمثلها الجمهوريات السوفياتية السابقة وإلى العالم الخارجي.
لا يريد بوتين استعادة بنية الاتحاد السوفياتي السابقة، بل فرض أشكال أخرى للهيمنة الروسية، كان منها رئيس موال للكرملين فاز في الانتخابات الأوكرانية عام 2010 هو فيكتور يانوكيفيتش الذي أسقطه تحرك شعبي في 2014 ما دفع بوتين إلى ضم القرم وجعل الدولة الأوكرانية مشلولة عبر تشجيع الروس في شرق أوكرانيا على التمرد ضد كييف. بدورها كانت الأزمة السورية منصة لبوتين منذ فيتو 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 في نيويورك ليعمل على إنهاء أحادية القطب التي تمتعت بها الولايات المتحدة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزعة الاستعانة بالخارج: عن «الجلبيين» العرب
- كم دبابة عند بابا الفاتيكان؟
- أربعة أعوام من أداء المعارضة السورية
- لا خرائط جديدة
- فكر القتل
- الوظيفية السياسية للتيار الماركسي العربي
- هل من مستقبل للتيار الماركسي في العالم العربي؟
- وظيفية الفكر السياسي
- الانقسام التركي
- فراغ السلطة
- باراك أوباما إذ يدير ظهره للشرق الأوسط
- الشيوعيون العرب في مرحلة مابعد السوفيات
- لماذا الإنخفاض في مستوى المعارضة السورية؟.....
- السياسة كشكل
- قوة النظام القديم
- اثنا عشر عاماً على غزو العراق: الكسوف العربي الجديد
- الأكراد والمعادلة الاقليمية
- اليمن:عبء البنية والجغرافية
- نزعة الإستعانة بالخارج في السياسة العربية الحديثة
- سيرورات فشل الثورات


المزيد.....




- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسيك وموسكو تعلن التصدي لها
- واقعة مثيرة للجدل داخل مستشفى في مصر.. ومسؤول يعلق
- زاخاروفا: الهجوم على محطة زابوروجيه عمل إرهابي كشف خطورة نظا ...
- حماس: موافقة واشنطن على صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل تؤكد أنها ...
- خبير عسكري أوكراني يحذر من سقوط مدينة هامة بيد الجيش الروسي ...
- مقتل 5 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على الضفة
- احتجاز مواطن أمريكي في موسكو لاعتدائه على شرطي
- إيلون ماسك يصف -الغارديان- بأنها -قمامة- وسائل الإعلام
- الجيش الإسرائيلي يعلق على مقتل التوأم في غزة
- مغامرة نظام كييف في كورسك بدأت فعليا في التحول إلى كارثة محق ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - فلاديمير بوتين وروسيا الجريحة