أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - خزعل الماجدي/كينونة شعرية مشرعة النوافذ !!















المزيد.....

خزعل الماجدي/كينونة شعرية مشرعة النوافذ !!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5005 - 2015 / 12 / 5 - 10:47
المحور: الادب والفن
    




دوما الكاتب و الشاعر المبدع خزعل الماجدي يثيرني في كل كتاباته التي تحمل نكهة التجربة والمقصدية ، لكني اتهيب من الكتابة في محراب هذا الكاتب الكبير ، ورغم هذا ما اثارتني قصيدته (أيها الشعر..هل تراني؟) ، جعلتني اتأمل في مساحات الشعر عامة والشعر العربي خاصة ، علّني اجد تعريف يريح قلقي ، ولم اجد الا ان الشعر من الفنون الاولى عربيا ، فقد برز هذا الفن عند العرب في تاريخهم الأدبي منذ أقدم العصور إلى ان أصبح وثيقة يمكن من خلالها التعرف على أوضاع العرب وثقافتهم وأحوالهم و تاريخهم وحاول العرب تمييز الشعر عن غيره من أجناس القول المختلفة ، وميزوه بخاصية الوزن و القافية إلى أن أصبح تعريف الشعر عندهم بأنه : كلام موزون ومقفى ، وقد اهتمت العديد من الكتب بجمع الشعر و تدوينه ، و قد قام المهتمون بتصنيفه في مجموعات معتمدين في ذلك على أغراضه و موضوعاته ، وكانت المعلقات وهي المجموعات المهتمة بالقصائد المطولة و المشهورة و التي تمتاز بطول نفسها و جزالة ألفاظها و تنوع فنونها و ثراء معانيها و شخصية من ينظمها ، والمختارات و هي المجموعات التي تختار الأبيات الجيدة و المشهورة ، ثم تدور عجلة الزمن وتكون للشعر العربي اشكالا جديدة و التي عرفها العصر الحديث ، مثل الشعر المطلق أو المرسل وهو الشعر الذي يحتفظ بالايقاع و لا يهتم بالوزن ، ثم الشعر الحر وهو الشعرالذي يلتزم بالتفعيلة الواحدة دون البحر أي أنه يركز على وحدة الإيقاع و يسمى أيضاً بشعر التفعيلة ، وكذلك الشعر المنثور , و هو لون من ألوان الشعر لا يلتزم بلون أو قافية ، وكانت للشعر العربي اجناسا عديدة هي : الشعر الغنائي /الشعر التمثيلي /الشعر القصصي أو الملحمي/ الشعر التعليمي ، هذا عربيا ، (ولكن الدعوة إلى الأدب العالمي تمركزت في أوروبا أولًا ثم في أمريكا ثانيًا، وأصبح المقصود بالأدب العالمي ما كتب بالإنكليزية أولًا ثم بالفرنسية ثانيًا، وهو ما يسمى بالمركزية الأوروبية، ورأى الدارسون الأوربيون أن الآداب التي تحقق العالمية هي الأدب اليوناني والروماني ثم الآداب الأوروبية، وربما اتجه هؤلاء الدارسون إلى الشرق قليلًا ليذكروا «طاغور» الشاعر الهندي، ولكن لم يحظ الأدب العربي إلا بالنزر القليل جدًا من الاهتمام من خلال ظروف ومناسبات تخضع للمصادفة، على نحو ما حظيت به «رسالة الغفران» للمعري أو بعض الأدباء المعاصرين الذين عاشوا في المهجر الأمريكي أمثال «جبران خليل جبران»، وربما لأن جبران كتب بالإنكليزية، فقد أقيم له تمثال في واشنطن، وهناك جمعيات أدبية في أمريكا باسمه، وما يزال كتابه «النبي»، وقد وضعه بالإنكليزية، مقروءًا إلى اليوم، وطبعاته تتجدد، وهو دعوة إلى البراءة والسماحة والحب كتبها جبران بأسلوب بسيط عفوي. وإذا كان حظ الأدب العربي من العالمية قليلًا فإن ذلك لا يرجع إلى أسباب خاصة به، ففي الأدب العربي من المؤهلات ما يرشحه إلى العالمية، ولكن هناك أسبابًا خارجية جعلت حظه من العالمية قليلًا، منها ضعف العرب وقوة الغرب، والقوي لا يهتم بالضعيف إلا من خلال مصلحته الخاصة، ولعل هذا السبب هو أهم الأسباب، وعنه تتفرع أسباب أخرى منها غياب الترجمة وتقصير العرب أنفسهم في التعريف بأدبهم، ويمكن القول إن الشاعرين «أدونيس» و«محمود درويش» والروائي «نجيب محفوظ» والمفكر والناقد «إدوارد سعيد» قد حققوا جميعًا قدرًا غير قليل من العالمية.) ، فهل ان الشاعر والباحث خزعل الماجدي يعبر الحدود .. ويقول ها انذا شاعر عربي من العراق ، ينفرد بصوت انساني تضمخ بألم الانسانية وتعمق بقصدية البحث عن العمق الادمي لكل البشرية بعيدا عن الهويات القومية والدينية .. ليكون الشعر هو الرائي لانسانية الماجدي المحترقة بالاحزان ويكون الماجدي هو المرئي في اتون الشعر بانسانيته السامقة عبر عصور الكون الممتدة من عصور ما قبل التاريخ حتى الالفية الثالثة .. لتبقى جذوره الكونية ضاربة في العمق تتخطى في طريق الخلود على سجية كلكامش الخالد .. ويثبت الشعر انه الهاجس الانساني الاول عبر مراحل الاحتمالية العربية ، التي تستند ولا تتخطى ارضية الانسانية وبحار سفنها الماخرة عباب البحث عن حقيقة الوجود ، وهنا يتبادر لذهني التساؤلات التي تركها هيدغر ، ومن خلالها قد اجد مسوغا لتبريراتي في خضم العالم المهتز في احزانه والمتضارب حتى اسقاط الادمية الانسانية في اتون مصالحه الضيقة وجعل كينونته مهجور ، كخربة تعبث فيها الاشياء التائهة ، فهل نرجع لوظيفة تعيين الاشياء للغة ونترك الوظيفة الاشارية ، كي نستحضر الكينونة في حقيقتها الناصعة ، لكن الشاعر الماجدي بقي اسيرا لبرق اللغة الخاطف ، الذي ينير عتمات اناه الانسانية ، وينفتح على علائق جديدة ، يراها هو صافية نتيجة تجربته الشعرية الطويلة ، لكن (اللغة في معناها الذي يؤسّس له هيدغر، هي الجوهر الشعري للكينونة. وهي بهذا المظهر، تمثّل الحقل الذي يتساوى فيه كلّ ما هو شعريّ مع كلّ ما هو فلسفيّ، فلا يعود الفكر مجرّد نشاط عقليّ ولا يُنظر إلى الشعر على كونه نشاطًا تخييليًّا واهِمًا.) ، يقول هيدغر (الإنسان ليس كائنا حيّا يمتلك، بالإضافة إلى قدراته الأخرى، قدرة اللغة. بل إنّ اللغة هي بيته الذي يسكن فيه ويحقّق داخله كينونته"، لا بل إنّ "اللغة هي بيت الكينونة، في حِماها يسكن الإنسان. والمفكرون والشعراء هم مَنْ يتكفّلون بالسهر على هذا الملاذ، سعيًا منهم إلى استحضار الكينونة وتكشُّفها في منجزات القول.) ، من نقطة شروع كينونة الماجدي الساكنة منطقة الشعر ، سواء كانت جغرافيا في العراق العربي ام خارجه ، ليقول في قصيدته (أيها الشعر..هل تراني؟) :

(في حنايا القلبِ وضعتُكَ أيها الشعر
ولم أفرِّط بكَ
لم أضعكَ في الطريقِ لتدوسكَ الأرجل
ولم أضعكَ في الصالات لكي تكون بعيداً
وضعتكَ هنا في دمي
وبينما كان (الشعراء) يدحرجونك في المباغي
وفي قصور الزعماء
وفي ساحات الحرب
وضعتك في دمي
وأقفلتُ عليك جسدي.
أنت من علّمني الحريةَ
أنت من سما بي الى الأعالي
لم أدعك تسقط في التراب
ولم أدع أحداً يقتربُ منكَ ليلوّثكَ
كنت حبيبي الوحيد في هذا العالم
كنت امرأتي الوحيدة
وكنت أبي الوحيد
وكنت أخي الوحيد.
لن ألومكَ أيها الشعر
أنك فعلت بي ما فعلت
لن ألوم أحداً أنه لم يكشف أسرارك الى الآن
أنت مواربٌ وخفيّ
لن ألوم أحداً لأنه لم يمسك بكَ
رغم أنك كنت صيدي الوحيد في هذا العالم)

(وبما أن الشعرية هي نداء التجدد، فإنها من جهة أخرى تمارس فعل سلب الواقع، وتتجاوز مماثلته، بتفعيلها لحركية الانزياح، وهو انزياح لا يتجلى في خرق الشعر لقانون اللغة فحسب، فهو يتعدى المحور الاستبدالي - حيث تتموضع علامات لغوية في مواقع علامات أخرى منحرفة بذلك عن أمكنتها الرئيسية، كما هو الشأن في استعارة المماثلة أو المشابهة - ليصل إلى مرحلة أخرى لا يكتفي فيها بتكسير عمود الشعر القائم على المشابهة/المماثلة، بل يقوم بإنتاج أبنية خطابية تؤسس لشعرية الاختلاف واللامشابهة، لشعرية التعدد الجوهري، حيث الاستعارة لا تغدو علامة نموذجية مثلية لحذلقات الخطاب، بل مشروعا تثويريا تشابكيا مولدا لرمزية عميقة تستمد كثافتها التعبيرية في القطيعة، أي في تلك الهوة الفاصلة بين الدال المستعار له، والدال المجاور له (المستعار منه)، وهو ما يعني إنتاج التوتر الصيروري في الشعر، توتر قائم على لعبة صراع الدوال المشكلة للصورة الشعرية. وهي لعبة تكشف جوهر الصدام بين الرؤية - الوثبة التي تهدف إلى التخطي، وبين الواقع الأرضي واقع الانحجاب،) وقد تخطى الشاعر الماجدي في تركيز رمزية التوتر في علاقة الذات بكائن الشعر ، لتتشابك ذاتية الماجدي بذاتية الشاعر ، ككائن له حدوده سرعان ما تنفتح لاستقبال الذات الماجدية ، لتنتفي واحدة وتتخلق واحدة ، تكون معمل منتج لتوتر قائم على لعبة صراع الدوال المشكلة للصورة الشعرية الدالة على طريق التخطي بدليل قوله : (لن ألوم نصوصي لأنها لا تستطيع أن تفيضَ بكَ كما يجب/فأنت مياه سرّية هاربة/لن ألوم أحداً حين لايقبل بالمصير الذي تمنحه له/لأنك حولتني إلى مجنون
وسط أحوالي العاقلة/فتذوقت على يديك كلَّ الفاكهة المقدّسة والمدنّسة منها/وكلّ اللذات الغريبة/أنت وفيّ لي أيها الشعر/وأنا الذي أخونك دائماً بالعطل/أنتَ شاردٌ وأنا مقيدٌ/أنت ملولٌ وأنا قنوع/فمن أين أجيء إذن برجلٍ يشبهك/لا رجل يشبهك
ولاامرأةٌ/إني أراكَ في كل شيئٍ/أيها الشعر هل تراني؟) .. اذن الشاعر الماجدي كم هو مثقل بهذا القلق الانساني والاحزان المرمرية التي تحيط لياليه ، ورغم هذا يواصل انهماكه في البحث الجاد عن حقيقة الكون في اتون الصراع العالمي ..

هذه ملاحظة من الشاعر نفسه :

ولأن 21 آذار هو عيد الشعر أيضا مثلما هو عيد سومر وعيد الربيع ، قصيدتي ( أيها الشعر ..هل تراني ؟ ) اضعها هنا وفاءً للشعر (القصيدة منشورة في مجموعتي : أحزان السنة العراقية ).

أيها الشعر..هل تراني؟
خزعل الماجدي*



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة اسماء القاسمي/وميلاد يقظة اليقين
- الشاعر صابر العبسي : يفترض ويرفض الافتراض
- جرأة الطروحات في كتاب ( اجندة نسوية) للناقدة عالية خليل
- معاني متخفية في صور متحركة /ديوان (ناي الغريبة) أنموذجا
- الشاعرة سيدة بن علي تحاول احتواء غربة المكان بتأمل اصيل
- مخاض الحيرة ورسالة الحب في ديوان (كوميديا الذهول)
- لتجليات الجسدية والايروتيكية وتمظهرات الغياب والحضور في الشع ...
- الاستثمار والتحول في رؤى الشاعر نمر سعدي
- حنان بديع بين الهجوم ضد الاستلاب والبحث عن الجمال
- الفن ولذة الحياة عند حيدر عبد الله الشطري
- وجيهة عبد الرحمن تصعد مع المطر وتنزل مع الحب
- ديوان (ألم المسيح ردائي ..) وانساقه الثلاث
- عدنان عزيز دفار في رماد السنين بين أضرحة الوجع وصهيل الأماني
- رائدة جرجيس نرجسة شعرية مضمخة بالقلق
- قبعة حميد المختار شعريا نموذج القراءة قصيدة علي الأمارة
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان
- سوسن السوداني عندها الحب هو الامل قصيدة (ترخيص منتصف الليل)أ ...
- الموضوعي الذاتي في شعر بارقة ابو الشون
- ضحى بوترعة تهمس لك ارتحالاتي
- توالد المعنى ما بين الحرف والنقطة قراءة في ديوان(شجرة الحروف ...


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - خزعل الماجدي/كينونة شعرية مشرعة النوافذ !!