أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محسن لفته الجنابي - رؤية أجتماعية للزيارة الأربعينية














المزيد.....

رؤية أجتماعية للزيارة الأربعينية


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 23:32
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كثيرة هي الصور التي رأيتها وأحسستها في الزيارة الأخيرة (أربعينية أبا الأحرار وسيد الشهداء الحسين عليه السلام) وكنت شاهدا" على جزء بسيط منها .
أحدهم أراد أن يخدم الزوّار بطريقة غير مسبوقة فقام بتصميم (بورد) كبير وضع عليه عشرات الشاحنات لكل أنواع الموبايل مع موّلد كهربائي ليشحنوا هواتفهم ، فيما مدّ آخر -وقلده في ذلك أغلب سكان المنطقة- خط أنترنت لبيته لم يكن قبلا" يمتلكه من أجل تمتع الزوار بخدمة الواي فاي للتواصل مع أهلهم ، الطعام والشراب مبذول والبيوت مفتوحة والخدمات الطبية والسيارات موجودة وحتى التدليك ممكن أن يحصل عليه كل زائر بالمجان ، تركيز على النظافة والحرص على المال العام كان أكثر من السنوات السابقة ، كل شخص أرتبط بمنظومة أقتصادية أجتماعية أسمها (موكب) وكلٌ فرحٌ بمايبذل من ماله وجهده ، الوجوه ترحّب والنفوس تتهلل و لايوجد سوء ظن ولا كراهية ولا حقد يذكر ..
مشاهدات كثيرة للفضائل البليغة والمثل العليا والقيم النبيلة كانت حاضرة ، الأمانة ( رأيت أحدهم يحمل حقيبة عثر عليها كان فيها أموال وأغراض ليقطع عدة كيلومترات وحالفه الحظ أخيرا" وعثر على صاحبها) وعن الكرم المبالغ فيه (الطعام والفاكهة والحلويات محمولة بالشفلات وسيارات الحمل التي لاتهدأ) والموائد ملئى لا تفرغ ، أما التسابق بضيافة المبيت فقد وصلت لدرجة الإعتراك و الإختطاف والجر بالقوة ، ونحن مع هكذا مهرجان مالنا إلا أن نفخر لنقول بأن (أطيب وأكرم شعب هو شعب العراق بالتزكية العظمى) لنكون على يقين بأن بلدنا بخير وأن الحالات الفردية السلبية أو الهدمية لاتكاد تذكر وبتلك التظاهرة التي أحسبها (أجتماعية) أكثر منها (عقائدية ودينية) نكتشف أصالة العراقيين ونكرانهم للذات فهي تتحول الى طباع حتما" - أقول أتمنى- ، أتمنى فعلا" أن نستقي منها مايمكث في كل مكان وزمان -وليس لفترة معينة- لتكون ومضاتها ثوابت للتعامل بين كل أبناء العراق البررة
يقول خبراء علم النفس المجتمعي أن الأنسان تحكمه أولا" الإتجاهات وهي شبه ثابتة وصعب تغييرها حين تترسخ ، وهناك الأقل منها ثباتا" وهي الميول ، وهناك الوقتي الذي نسميه رغبة ، هي الثلاثة تتحكم بسلوكنا ، ومن ذلك نستنتج أن أتجاهاتنا لازلت بحاجة الى تعديل والدليل (أننا نتحول الى ملائكة أثناء الزيارة فقط) ومع إنتهائها نعود لشخصيتنا المحكومة بأتجاه الأنا والتي نأسف بأنها باقية ومترسخة ، بحيث لانكترث للفقراء والمحتاجين والمرضى ولانتكافل ضد العوز والنوائب حين تدهمنا وبالأخص مايتعرّض له وطننا ، فكم من مريض يموت بسبب عدم إمتلاكه لكلفة العلاج وكم من طفل حُرم من التعليم بسبب فقره ، وكم من أرملة وأيتام من نازحين وهاربين ومشردين لاينامون الليل بسبب الجوع والهموم والألم ، يحصل ذلك في كل مكان من الوطن ونحن فقط نتفرج !
يتذرّع البعض -وهم مخطئون طبعا"- أنهم ليسوا ميسورين لدرجة التكفّل بغيرهم ، وآخرون يتحججون بالرزق المحدود الذي لايكاد يكفي عوائلهم ، وقسم وصل بالسلبية لحد التشمت بمايحصل للغير حين يسقط الأخيرون بضربات الحياة المجحفة نتيجة الفقر او الفشل في تدبير أمورهم ، والأصعب منهم من يماري الفساد والعنف ويحابي الظلم ومعهم الغرباء الكائدين للوطن ..
كل تلك الأعذار أراها سقطت الآن وفي هذا الموسم بالذات وسأعطيكم السبب ، فيبدوا واضحا" أن أغلب العراقيين تبرعوا وشاركوا في موائد الحسين وتسابقوا في ذلك فيما بينهم بل تفننوا ، وصدحوا مليء الأشداق بأنهم على خطى الحسين سائرين مهما كلفهم الأمر وهذا مايعبر عن صيرورة وجدانهم ، فالحرية دربهم والظلم لن يصادفهم ، لكن الواقع يختلف فالحرية دون تطبيق تصير وصمة ضد قائلها فلم نر شخص واحد قال: أنا فقير أو معفي أو محتاج رغم مانسمع في الأخبار عن موسم التقشف ولم نر فرد لم يقل أنه فداء للحسين الثائر للحرية أبدا" ، أما التقشف فهو كذبة ولا يمكن أن يحصل في بلد خيره لاينضب ، وأما الظلم فلايمكن أن يمكث في شعب حر كما يردد ، لكنها القناعات المتأتية من الإيحائات وكم منها يحبطنا ، علينا أولا" الخوض فيها لنبني بدلا" عنها قناعات جديدة نؤسس منها أتجاهاتنا بالتضامن والشعور بالمسؤولية تجاه باقي الشعب والوطن ، لازلت أتمنى .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهران زرباطية تعادل
- وياهم وياهم عليهم عليهم
- غسق التأملات /حكايات تراثية بومضات
- مرافعة محامي متحامي
- العراق بين حزورة الطائرات ونكتة الحذاء
- أخلاق أهل العراق - جاسم الحجّامي أنموذجاً
- ترف القيان في سلب العميان / عن ثرثرة إنقاص رواتب الموظفين
- الكهرباء سبب رئيسي للسرطان
- ماخلف تظاهرات العراق
- أنا سيء الظن لن أُصدم مجدداً
- العراق والصيف وقاذفات المسوخ المتطورة
- حملشة أمريكا والعراق
- نحن لا نزرع الموز
- 14 تموز عيد وطني أم يوم للأقتتال والتناحر !
- مسؤول أم جرذ أم جلّاد
- أن تتفرج لن تكون من الأبطال
- رحلة قطار التاسعة
- الدين وكارثة التبشير
- موجز أخبار الإختطاف
- حكاية من عمق الأزدواج


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محسن لفته الجنابي - رؤية أجتماعية للزيارة الأربعينية