طلال الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 15:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق خراب ..إفلاس وأمراض وخطف وجرائم ومعتقلات وجثث ووسخ وجيف في شوارع العاصمة تحت شعار: "في المطعم لدينا لحم تازة واللي ما يصدّك يشوف الخرفان والبقر على ناصية ما تبقّى من "رصيف" ترعى بباب المطعم"! .,بات هذا المشهد من المناظر المألوفة داخل العاصمة ,وليس فقط المجاري.. يعني تاكل من هنا ,ثمّ تذهب لقضاء ".." ثمّ لتراها بعينيك وهي "تطفو" وأنت لا زلت لم تغادر المكان!! ..في الواقع هي ترجمة حرفيّة للوضع العراقي العام ,الكامل الانهيار.. بلد مثير للأحزان وللقرف, لا أتمنّى ولا توجد لديّ أدنى رغبة للحنين إليه بعد الآن وبعدما رأيته وتعذّبت فيه وأرقت له, أو لزيارته كما فعلت قبل بضعة أشهر ..هرب شبابه وعوائله منه باتّجاه بلدان الكفار ويوميًّا يهربون, بعد اليأس من تلمّس أيّ بارقة خير أو أمل بعدما تلمّس من فيه ,من هم أجسادهم تتغذّى وتعيش فيه ,وعقولهم خارجه, عزوفهم الدائم تجاه ماضيهم السحيق الدموي يعتصرون آهاته ودمائه وثاراته ,والخاسر هو العراق وأبناء العراق تضرب بهم باسم "المناسبات" عواصف من الموت وكلّ سنة يعاد مسلسل هذا الجحيم وكأنّ العراق عراقهم وحدهم! ..بمئات الالاف العوائل تنزح وتعيش تحت الخيام هربًا من لغة الدمار الّتي توقد باستمرار من "شعلة" لا تنطفئ ..العالم يحتفل كلّ عام يوقد شعلة النور والضياء من شعلة أفراح أبديّة من الماضي لا من شعلة أحزانه وحروبه أو من حرائقه ,رغم ما مرّ عليهم من مآسي ودمار أكثر بكثير من ما مرّ به هؤلاء المرضى النفسيّون الّذين لا يحسنون لغة للتعبير عن رفضهم "للمقتل" سوى "تمثيله" واقعًا ..ملايين الخيام تحترق أو تتحوّل إلى مخيّمات للتعذيب وليس بضعة خيام احترقن قبل عشرات القرون؟ ..ما ذنب سكنة العراق الاصليون من الذين أطمع ما بنوه من رقيّ ومن حضارة ومن جمال ومن قوانين صارمة ,بعذوبته تلك وبرقيّه ,سكان الصحراء وما يحملون من قواميس للثارات لا تنتهي من مسلسلات من داحس والغبراء الخ, ليستوطنوه ,واذا بهم يحولوه الى صحراء.. ما نذكر يجب أن لا يثير الزعل في نفس أحد, فواجبنا تثبيت المشهد ليروه أصحابه بعد الانتهاء بعدما تهدأ "الأعصاب".. نقل البدو صراعاتهم للبلد وحطّموه كثور هائج وسط سوق للخزفيّات المتلألئة الجمال ,عقلهم الباطن يجعلهم يعودون لبيئتهم الأولى من غير شعور ,ومن دون أدنى مشاعر للمسؤوليّة أو لحساب ..الشباب والعوائل بالملايين ,وفي مقدّمتهم السكّان الأصليّون آشور وأكد وعرب وأكراد أو من أصول تتريّة و و, ينظرون للعراق من هناك يتحسّرون على حاله الآيل للاندثار.. من هناك من بلدان الرقيّ يرون العراق يحترق بالكامل ويتفحّم وسط هيجان من حفلات البداوة تعلوها صيحات ونثر للغرائز وصراخ وعويل.. السلام عليك يا حسين وعلى ال بيتك لأنّكم قدوة الاخلاق الحسنة ليس أكثر ونحبّكم عليها.. لكن ذكراكم العطرة فينا نعبّر عنها برقيّ من دون أدنى تلويث أو استغلال سياسي قذر ,واقتداء بسيّدة الطرب: "ليه نضيّع عُمرِنا هجر وخصام"..
#طلال_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟