مصطفى حمدان
كاتب وشاعر
(Mustafa Hamdan)
الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 20:55
المحور:
الادب والفن
بعيداً عنكِ .. قريباً منكِ
عشرة أعوامٍ مرَّتْ
حاوَلتُ أن أنسى فيها
اسمُكِ
شكلُكِ
لونُكِ
تضاريس قامتِكِ
حاولتُ أن أنسى
المسافات
المساحات .. اليكِ
أن أنسى مَن أنتِ
وأنساكِ .. لأنسى إسمي المُستعار
أدخُلُكِ .. أدخُلُ سمائُكِ
مسافراً في طائرة
أدخُلُكِ كطيْفَ سحابة
أقسِمُ أني أعرِفُكِ
أعرِفُ كُلَ شيء عنكِ
أشعُرُ بالحُزن .. بالكآبة
أبكي كالأطفال
كالفقراء .. كالآجئين
تمَنيْتُ لوْ قذفتني الريح
صوْبكِ
ولمْ تطأ قدَميَّ
أيُ يابِسة
أو أرضُ .. مطار
أولُ خطوةٍ في سمائكِ
لملمتُ فيها ذاكرتي .. وبكيْت
ولأني لا أملُكُ شيء مِنكِ
أتهمتُكِ .. بالخيانة
ولأني بعيدٌ عنكِ
أتهمتُكِ .. بالضياع
عشرة أعوامٍ بعيدٌ عنكِ
جمعتُ فيها .. شقائي وجنوني
سرَحْتُ فيها .. سلاحي وجنودي
فقدتُ فيها .. بقائي ووجودي
فخسِرْتُ فيها المعركة
ولحظة الانتصار
بعيداً عنكِ
رسمْتُ المسافات البعيدة
كشكل طائر
كتبتُ كل الأسماء المجهولة
باسم زائر
فكبِرْتُ بيْن الميناء .. والمنفى
لاجئٌ .. حزينٌ .. حائر
فنما على جلدي
ثورة غضب
وتبعني للطريق اليكِ .. ألفُ ثائر
رأيتُكِ في المنفى
اسماً .. وحدوداً .. قابلة للاختصار
رأيتُكِ في حلميّ
نجماً ساطِعٌ .. تدورُ حولُهُ الأقمار
رأيتُ اسمُكِ منقوشٌ
على كُلِ صدَفة
قذَفتها .. كل البحار
كأنكِ بداية التكوين
نهاية الأقدار
فيا أرضُ
ما روِيَتْ مِن دماء .. حارثيها
وما شبِعَتْ
مِن لحمِ زارعيها
كيف يكون العبور اليكِ
بسلام
بعدَ ان نصبَ الغرباء على حدودِكِ
المشانق
الحرائق
وسُبيْتِ في حقبة الاستعمار
فيا فلسطين
هل بقيّ لنا منكِ شيء
غير الانتظار
فالطريق اليكِ .. معبداً بالموت
والحُلمُ فيكِ .. مُكبلاً بالسوط
وما تبقى منكِ لنا
اقل مِن ان تكوني
مجرد .. وطنٌ على الورق
ووعوداً وشعار
فدلينا على طريقٌ آخَرْ
وموعدٌ آخَرْ
وجهةٌ أخرى
غير الموتُ .. ودرْبَ الانتحار
مصطفى حمدان
من ديوان (نافذة من المنفى)
#مصطفى_حمدان (هاشتاغ)
Mustafa_Hamdan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟