أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - أطياف أسامة من بن لادن : حول الانبعاث الجديد -للاممية الإسلامية-















المزيد.....

أطياف أسامة من بن لادن : حول الانبعاث الجديد -للاممية الإسلامية-


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كانت وفات فلاديمير لينين زعيم الحركة الشيوعية الروسية سنة 1924 لحظة تفجر الخلاف بين زعيمين شيوعيين بارزين في الحركة الشيوعية العالمية مازالت ارتداداتها تلمس بعد أكثر من تسع عقود . كانت التطاحن المحموم بين ستالين و ليون تروتسكي صراعا سياسيا تم ادلجته لاحقا و أنتج خطين شقا الحركة الشيوعية العالمية , بين موقف يتحدث عن إمكانية تحقيق الإشتراكية في بلد واحد و موقف يتحدث عن ثورة دائمة تجتاح كل العالم و إلا لن تنجح الدولة السوفياتية في البقاء و النجاح . هذا التطاحن الذي تسبب في تهجير ليون تروتسكي من الإتحاد السفياتي ليموت سنة 1940 بفأس في رأسه على يد أحد الستالينيين. من مهازل التاريخ و ألاعيبه أن يولد داخل التيار النقيض أي التيار السلفي الجهادي تروسكي إسلامي و ستالين إسلامي و تنقلب اللعبة و ينتصر الخط التروتسكي الإسلامي و تعود أطياف أسامة بن لادن من جديد و ينتصر الخط الأممي .
قبل البدء هناك اعتراف ان الحديث عن التيارات الإسلامية في مجرى تكوينها و نشأتها و توحدها و انشقاقها أمر في غاية التعقيد. فصناعة الموت المتوحش هذا تداخلت فيه معطيات عديدة تتقاطع أحيانا و أحيانا تتنافر. المعطى السوسيولوجي و السياسي و الثقافي و التاريخي و الإقليمي و الدولي جميعها اتحدت لتنتج هذه المخلوقات الدموية التي انتشرت انتقلت من مهدها العراقي نحو سوريا و تحولت إلى تهديد عالمي جعلنا نعود لنعيش من جديد لحظة ما بعد 11 سبتمبر .2011. بعد احداث باريس و تونس الدموية أصبح جليا أنا الحركات الجهادية وصلت إلى اخر لحظات الفرز الأيديولوجي و التنظيمي , أي عودة الخط الأممي خط بن لادن للطغيان على المشهد أي خط "داعش" و ضمور الخط "الستاليني" الذي يؤمن بالتكتيك و الدولة . إنه عودة بالتاريخ في لحظة مهزلية كما يقول ماركس و لكن مهزلة شديدة التعقدي و كثيرة التشويش .
الارتباك في مواجهة الربيع العربي
كانت لحظة الانتفاضات العربية لحظة إرباك للجميع , القوى الغربية التي وجدت نفسها أمام موجات هيجان جماهيري يحتاج للإدارة حتى لا يخرج عن السيطرة , بالتالي الحاجة إلى تدوير الأنظمة القديمة التي فقدت أسباب وجودها و التأسيس لبدائل أكثر مرونة و قدرة على التعاطي مع الراهن السياسي . القوى السياسية العلمانية و اليسارية الضعيفة و المنهكة التي رغم انخراطها الفاعل في موجات الاحتجاج عجزت على تعبئة تلك القوى لصالحها . الإسلاميون الذين كانوا مطالبين بتجميع صفوفهم بعد تفتتهم تحت ضربات الأنظمة السابقة و الأهم أخذ موافقة القوى الغربية على التعاطي معهم و بالتالي التراجع عن خطابهم الإخواني التقليدي المتشدد و مسح خطابهم السياسي بقدر من الليونة بما بجعلهم يعتبرون بدائل ناعمة للأنظمة المنهارة و هو ما حدث فعلا. القاعدة وجدت في إرتباكين أولها عدم قدرتها على التعاطي الآني مع الانتفاضات العربية و هذا ما يفسر تأخر موقف القاعدة من الانتفاضة في مصر و تونس حيث ظهر أخر فيديو لأسامة بن لادن قبل مقتله بعد أشهر كاملة من سقوط بن على و مبارك مبهمة اكتفت بالسرور لما يحدث . كانت القاعدة تبني خطابها السياسي على قاعدة تكفير الأنظمة و فقدت مع الانتفاضات العنصر الأساسي الذي تبني عليه خطابها امام موجة عارمة من الاحتجاج لم تبدو متحمسة لخطاب القاعدة أي إلى رؤية القاعدة للتغير مع انفتاح جو ديمقراطي جديد يمنح الحق للتنظم و التظاهر و التعبير عن الرأي . المأزق الذي سيفرج التناقض الأيديولوجي داخل القاعدة و ستدفع ارتداداته إلى الانشقاق هو الموقف من الاسلاميين أي النهضة في تونس و الإخوان في مصر بعد وصولهم عن طريق الانتخابات إلى سدة الحكم .
في كتابه الحصاد المر في طبعته الأولى كفّر أيمن الظواهر الاخوان المسلمين و رفض الترحم على حسن البنا الذي اعتبره ارتد بوصفه للبرلمان الذي يحكم بغير ما أنزل الله "منبرا للأمة". هذا هو الموقف العام لزعيم الجهاد المصري و الرجل الثاني في تنظيم القاعدة من الاخوان المسلمين هذا الموقف الذي ما يفتأ أن يتغير من مشرق العالم العربي حتى مغربه . في رسالة الأمر و البشر الحادية عشر ظهر الموقف المغاير تماما تجاه الإخوان المسلمين و محمد مرسي بالذات إذ يقول أيمن الظواهري" أما رسالتى الأخيرة فهى لأهلنا فى مصر، ولكنى قبل تطرقى لها أود أن أوضح أمرا قد نسب لى أن هناك من زعموا أنى أدعو للثورة على الدكتور محمد مرسى، وأنا لم أدعُ للثورة عليه ولكنى دعوت لاستمرار الثورة المباركة التى جاءت به حتى تحقيق التغيير المطلوب الذى لم يتحقق حتى اليوم". هذا الموقف وجد تعبيره السياسي في إعلان القاعدة أن مصر و تونس هي أرض دعوة لا جهاد الموقف الذي صدره أمير تنظيم القاعدة و أبي عياض التونسي زعيم أنصار الشريعة التي تنتمي للقاعدة بقوله في لقاء صحفي"لا يمكننا ان نعتبر ان تونس ارض جهاد او لرفع السلاح فيها فمنذ خروجنا من السجون اخترنا الدعوة وتصحيح مفاهيم أصولنا وترسيخ الهوية الإسلامية ومصالحة ديننا، فالجهاد له أسبابه ومواطنه ولكل منطقة خصوصياتها و وأهل مكة أدرى بشعابها". هذا الموقف المتغير فرضته تغير موازين القوى الإقليمية, إذا أن وصول الإخوان في تونس و مصر مثل فرصة ذهبية من اجل التمدد و الدعوة السياسية العلنية أمام تغاضي الإخوان عن التيار السلفي حتى التواطؤ و الدعم العلني.
الانتفاضة السورية وانبعاث الخط الأممي
اندلاع الانتفاضة السورية كانت بداية لنضوج المواقف و ابتلاع اللحظة التاريخية من قبل القاعدة . و لكنها مع ذلك لحظة وصول التناقض داخل بنيتها التنظيمية و الأيديولوجية وصل أقصاه. كم الدعم العسكري و تضخم الفرع العراقي من القاعدة الدولة الإسلامية في العراق جعل العراقيين و "المهاجرين" أي المقاتلين العرب الأكثر تشددا و دموية يشعرون بوزن يدفعهم للاستقلال عن الزعيم أيمن الظواهري الذي لا يحضى بمكانة بن لادن لدى الجهاديين. الأهم أن الأزمة السورية و يتشعبها أحيت الخط الأول المتشدد الذي لا يؤمن بالدولة و الذي يتعاطى بأكثر جذرية من أيمن الظواهري تجاه الأنظمة. إن خلاف الجولاني و أبي بكر البغدادي أي خلاف الجبهة و الدولة لا يعدوا ان يكون جزا من هذا السياق ففي حين تبدو جبهة النصرة اكثر تساهل مع بقية الفصائل و الكثير من الليونة تجاه التيارات غير الدينية تقف الدولة موقفا متطرفا تجاه الجميع وصل في الأخير حتى التقاتل و التبرأ من أيمن الظواهري و من كل مواقفه من الإخوان المسلمين و الثورات العربية . حل ما سمي "الدولة الإسلامية في العراق و الشام " قوبل بالرفض من العراقيين بل و بمهاجمة أيمن الظواهري نفسه . حيث قال أبو محمد العدناني المتحدث باسم الدولة مخاطبا أيمن الظواهري "عذرا أمير القاعدة الدولة ليست فرعا تابعا للقاعدة ولم تكن يوما كذلك بل لو قدر لكم الله أن تطأ قدمكم أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين كما أنتم اليوم جنود تحت سلطات الملا عمر". بالتالي انتهى الدور الفعلي لتنظيم القاعدة بنسختها "الظواهرية" لصالح النسخة الأكثر تشدد أي تنظيم الدولة مستفيدة من تشعب الأزمة السورية و كم الدعم الخليجي الذي حولها من مجموعات من المسلحين المتطرفين إلى تنظيم قوي قادر على أن يتحول إلى شيئ يشبه الدولة .
داعش التي تعتبر حالة ما بعد القاعدة هي في حقيقتها عودة جديدة لقاعدة بن لادن و لكن مضاف إليها منطق الدولة . بمعنى ابتلاع عقيدة بن لادن الأممية داخل وضع تاريخي يعيشه المشرق العربي حول المتطرفين إلى حالات شبه مستقرة على الأرض تملك مجالا تسيطر عليه و تمارس فيه فعل الحكم. هكذا انتى فصل التطرف اليائس في الجبال الذي يمارس فعل القتل اليائس و المعزول و انتفتح فصل جديد من الإرهاب المعولم الذي يجد قاعدته المادية التي منها ينطلق ليرهب كل العالم , بالتالي المواجهة بالأسلحة التقليدية للإرهاب فقدت فاعليتها و صدئت و أصبحت عديمة الفاعلية . لقد تحول الإرهاب الان إلى جزأ مكون من المشهد العالم لا يستغرب إطلاقا أن يطبع معه او حتى يعرف به . لن تنجح كل الغارات على أن تمس من قلب هذا الكائن المجنون الجديد فهو على غرار أنه عودة للأصول الإرهابية في عقيدته امتلك آليات التمكين و الوجود و شرعيتها الموضوعية. العالم الآن في مواجهة انبعاث جديد للإرهاب , انبعاث لروح أسامة بن لادن داخل عصر جديد من التطرفات الدولية . إنها حالة حيرة معولمة و مستقبل عربي غامض غير معلوم .
*كاتب من تونس



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد محسن عامر: اليعقوبية الفرنسية في مواجهة سؤال تهرم حداثت ...
- ليسوا عليا و ليسوا معاوية : آليات الإنهاك في صراع النهضة و ن ...
- داعش ما بعد الإستشراقية
- إدارة التوحش و إدارة البكاء
- السقوط قبل البداية:المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب في تونس
- عن ال سعود و احترام حقوق الانسان
- لقاء بوتين و أوباما اليوم ومخاطر خسارة داعش :
- قانون المصالحة الإقتصادية مع رجال الأعمال في تونس :المآلات
- تضامنا مع مناضلي النهج القاعدي في المغرب
- بورقيبة و نظرية الحلول في فكر سبسي الله الثوري : أنا بورقيبة ...
- الجنّ هو المسؤول عن الإرهاب في تونس
- العولمة و الأصولية الإسلامية الجزأ الأوّل
- ملاحظات سريعة حول مسألة المثلية الجنسية
- المأزق التونسي :الإنتفاضة و الإرهاب و الحرب الأهلية
- تأملات نقدية حول تجربة -الشباب العربي البعثي- في تونس
- مأزق الحركات القومية التقليدية أم مأزق البورجوازية الصغيرة
- قضية -التخلّف- في فكر مهدي عامل
- من رابطة حماية الثورة إلى رابطة حماية الوطن و المواطن و صعود ...
- حول تصريحات الصحبي عتيق :مأزق الإخوان في تونس و خيار العنف
- الإستثناء في اللغة و الإستثناء في السياسة


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - أطياف أسامة من بن لادن : حول الانبعاث الجديد -للاممية الإسلامية-