كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 19:11
المحور:
الادب والفن
كَــرَبِيعٍ جَــوّالٍ بَيْنَ الأَصْدَافِ
وَقَــوَارِيرِ السَّــحَابِ
يَمْنَـــحُ مِتْــرَاسَ الأَسْـــوَارِ
فُــرْصَـــةً لِلْجُـــلُوسِ،
****
يَــفْتَــحُ لِلْعِطْرِ المَــكْنُــوزِ
فِي خَــلاَيَــا الرُّمَّـــانِ
أرْوِقَــةً نَــحْوَ شَــلاَّلِ الشُّمُــوسِ
حَتَّى يَــنْسُجَ عُنْقُــودَ الشُّعَــاعِ
أُغْنِيَــةً أوْ سَــرْجًــا لِلرّيْــحَــانِ،
****
يَسْبَــحُ كالنَّجْمِ بِلاَ مِجْدَافِ
فِي سَــرَابِ السَّــرَابِ
وشِفَــاهٍ صُقِلَــتْ كالمَــحَــارِ
يُنْصِتُ يَوْمًـا لأَمْــوَاجِ الحَنِينِ:
****
قَــالَتْ غَيْدَاءُ مِنْ بُصْرَى:
قَــدْ أَوْقَدَ اللهُ الوَرْدَ فِي خَــدِّي
لِيَــدُكَّ حَجَــرَ الصَّــوَّانِ
فِي القُــــلُوبِ،
وتَغَنَّتْ أُخْرَى:
عَــيْنَــايَ عُشَّــانِ
لِحَلِيبِ اللَّيْلِ والثَّــلْجِ
فِيهِمَا قَــدْ عَصَــرَ اللهُ
حُرَّ الطُّيُوبِ،
وأغَــارَتْ أُخْرَى:
هَــذَا خَصْرِي
مُنْيَـــةُ كُــلِّ السُّفُــنِ
قَــدْ دحَــاهُ اللّهُ كالشِّــرَاعِ
مِنْ حَرِيرٍ وَلَهِيبِ،
وأنَــارَتْ أخْرَى بَعْدَ أُخْرَى:
ثَــغْرِي لِلنَّــحْلِ مِينَـــاء
حِينَ أَمْشِي فَوْقَ أقْدَاحِ المَرْجِ
يُــورِقُ الصَّخْرُ كالبَــرْقِ
ويَفِيضُ الحَقْلُ بالفِتَــنِ ...
****
يَــكْبَحُ دَفْــقَ الأَقْمَـــارِ
والجَــدَائِلِ،
يَعْجِنُ طَيْفَ عَــرُوسِ
مِنْ رِيقِ الضَّبَــابِ،
ويَــفُكُّ طَلْسَمَ الوَشْمِ
عَلَــى صَهْوَةِ زِنْــــــــــدِهَــا،
لَمْ يَرَ إلاَّ غَيْمًا كالمِصْفَــاة
لَمْ يَـــرَ إلاَّ يَــمَــامَ الحُلْمِ
يَمْلأُ دَلوَ الوَاحَات،
يَــتَــلاَشَى أوْتَــارًا كالسَّــنَــابِلِ
فِي مَــهَــاوِي شَــهْــدِهَــا
حَـتَّى أَمْسَى مِسْكًــا فِي مِرْآة.
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟