أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - بشار الأسد والبراميل المتفجرة















المزيد.....

بشار الأسد والبراميل المتفجرة


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بشار الأسد والبراميل المتفجرة
28.11.2015 د.محمد أحمد الزعبي

عندما نهضت هذا الصباح ، وقع نظري على ( الآيباد / الحاسوب المحمول ) الذي أهدته إلي ابنتي التي تعيش مثلي في ديار الغربة والتي يفصلها عني المحيط الأطلسي ، وذلك بسبب ظروف ( طائفية ) مرذولة في بلدنا سوريا فرضها علينا بداية في القرن الماضي الديكتاتورالطائفي الأب ( حافظ ) ولاحقاً في القرن الحالي الديكتاتورالطائفي الوريث بشار. أقول عندما نظرت إلى هذا ( الآيباد ) الصغير الملقى إلى جانبي(والذي أعرف جيدا أن كل ماكتب ويكتب وسيكتب فيه سوف ينتقل إلى ( الصناديق السوداء ، التي لا يعلم بواطنها إلّا الله والراسخون في الأمن ) خطرت لي فكرة هذه " المقالة " التي أجبرتني ظروف ثمانينيتي الصحية أن أكتبها على هذا ال ( الآيباد ) وأنا مستلق في فراشي ، والتي يلخص عنوانها ما أنوي قوله الآن وذلك على قاعدة المثل الشعبي المعروف " المكتوب يقرؤ من عنوانه " .
هنالك نوعان من البراميل اللذان يمتلكهما النظام السوري بل ويحتكر هذه الملكية لنفسه . أما النوع الأول من هذه البراميل، فهي تلك المحشوة بمواد متفجرة والذي تسقطه الطائرات الطائرات المختلفة الأشكال والمنشأ فوق رؤوس الأطفال من كافة الأعمار وفي كافة المحافظات وهم نائمون في أحضان أمهاتهم فتقتلهم وتقتل أمهاتهم معهم ، وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان ، فقد وصلت أرقام شهداء هذه البراميل المتفجرة من النساء والأطفال ، أرقاما فاجعة ( أنظر لاحقاً ) ، تمثل صفعة في جبين دول الفيتو الخمس في مجلس الأمن الدولي سواء من يساهم منهم باليد ( بالفعل ) أو باللسان ( بالكذب ) أو بالصمت ( بالتدليس ) . دون أن أنسى ـ بطبيعة الحال ـ الدور الإجرامي الكبيرلسادسهم ، بشار الأسد ، والذي من المفروض أنه رئيساً للجمهورية العربية السورية ، والمسؤول عن حفظ دماء هؤلاء الأطفال ، وليس التفاخر باستدعاء القوات الأجنبية والطائفية والشبيحة من كل أرجاء العالم لقتلهم . ويزيد من مشروعية وصحة هذه الصفعة في جبين هؤلاء المعنيين إذا ماأضفنا إلى الأطفال والنساء أرقام الذين ماتوا تحت التعذيب، بل وأرقام الشهداء السوريين المدنيين عامة لتصل هذه الأرقام الفاجعة حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان ( حتى نهاية أكتوبر 2015 ) إلى 16970 طفلاً و 16155 امرأة و 12010 ماتوا تحت التعذيب داخل السجون . هذا مع العلم أنّ نسبة المدنيين من عدد شهداء ثورة آذار الذي قارب اليوم النصف مليون ( وهذا الرقم على مسؤولية الكاتب ) قد وصلت إلى حوالي 77 ٪-;- . وتشير كلمة مدني هنا إلى الأشخاص الذين لا يحملون سلاحا وبالتالي فهم مدنيون سلميون قابعون في بيوتهم لا يقاتلون أحدا ، جريمتهم ربما أنهم ينتمون إلى طوائف أخرى غير طائفة سيادة الرئيس الوريث (!!) ، أو أنهم لايقاتلون معه ضد إخوانهم في المواطنة . غني عن الإشارة هنا أيضاً إلى الدور الروسي المشبوه والمدان في سوريا ، والذي جاء بمهمة محددة وصفها بوتين بأنها ( لضرب داعش ) وتبين أنها لضرب المناطق المحررة والمواقع التي تسيطر عليها المعارضة السورية المعتدلة ( الجيش السوري الحر ) سواء أكانت في شمال سوريا أم في جنوبها ، وذلك بهدف إعادتها إلى سلطة بشار الأسد غير الشرعية ( بيت الطاعة ) ، أي عملياً ضرب وتصفية ثورات الربيع العربي عبر تصفية ثورة أذار 2011 السورية ، وليست داعش واقعياً سوى الذريعة الكاذبة للتغطية على هذا السبب الحقيقي للتدخل الروسي في سورية ، علماً أن بقاء بشار الأسد في السلطة ( الرئاسة ) أطول مدة ممكنة ، يعتبر شرطاً ضرورياً لبقاء الاحتلال الروسي نفسه أطول مدة ممكنة في سوريا أيضاً ، ولكن هذه المرة بحجة الدفاع عن نظام بشار الأسد ، وطز ( بالإذن من المرحوم القذافي ) بال 90% من الشعب السوري ، الذين يرفضون هذا النظام ، طالما أن صواريخ بوتين ال ٍS400 وبراميل بشارالأسد بنوعيها ( البرميل المدمّر ، واللسان المبرر ) هي الخصم وهي الحكم في هذه اللعبة الدولية القذرة .

وأما النوع الثاني من هذه البراميل المعنية في عنوان هذه المقالة ، فهو وزير خارجية بشار "وليد المعلم" ، والذي ماإن يطل من شاشة إحدى الفضائيات، حتى يشرع بقصف المشاهدين والمستمعين بكل أنواع أسلحة الكذب والنفاق وتزوير الحقائق ، الأمر الذي لايملك معه هؤلاء المستمعين والمشاهدين سوى الحوقلة ، وترديدهم الداخلي الصامت كي لايسمعهم أحد ، حيث الحيطان لها آذان ( الله يلعنك ويلعن رئيسك معك ) .
إن مما يؤسف له هنا ، وما يحزن شعبنا السوري أيضاً ، هو أن أعضاء مجلس الأمن (وبالإذن من الشاعر مظفر النواب ) لاأستثني منهم أحداً ، ليست لهم ـ كما يبدو ـ آذان تسمع ، ولا أنوف تشم ، إنهم لا يسمعون مثلاًعويل وصراخ أطفالنا وهم يصارعون سمك القرش في البحر الأبيض المتوسط هرباً من براميل بشار ، ولا يسمعون الصمت الأقوى من الصراخ لمن دمرت الطائرات الروسية وبراميل بشار الأسد ببوتهم فوق رؤوسهم فقتلهم جميعا صغارا وكبارا آباءً وأمهات ،وأحالتهم جثثاً هامدة لاتقوى حتى على الصراخ ، وأيضاً لايشمون ( أعضاء مجلس الأمن ) رائحة الكذب الصريح الذي ينفثه عادة فم بشار الأسد وفم وزير خارجيته كلما فتح أحدهما فمه أو حرك لسانه . يبدو أن السادة أعضاء مجلس الأمن ، وبينهم من يعرفون ( بضم الياء ) بأصدقاء الشعب السوري ، ليس فقط هم صم بكم طرش ولكنهم أيضاً عمي لايرون أرقام ضحايا هذين النوعين من البراميل ولا يقرؤون ماتكتبه المنظمات المعنية بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ،وإذا كان الأمر غير ذلك ، فليسمحوا لنا إذن أن نضعهم في سلة واحدة مع وفلادميربوتين الروسي ، وبشار الأسد السوري ،وفي هذه الحال لابد أن نقول للجميع ، وبصوت عال ومسموع : أيها السادة ، إن كل براميلكم وصواريخكم وطائراتكم وميليشياتكم، لن تثني شعبنا السوري العظيم عن تحقيق أهداف ثورته العظيمة ، ثورة الحرية والكرامة والتي تستلزم ضرورة إسقاط نظام بشار الأسد الطائفي والفاشي ، ذلك النظام الذي حول قطرنا العربي السوري إلى مرتع للغزاة بكل أشكالهم وأنواعهم، بدءاً من داعش التكفير وصولاً إلى روسيا التدمير مرورا بملالي طهران وبحسن نصر الله وعبد الفتاح السيسي وخليفة حفتر وغيرهم من أصحاب التبرير والتشطير والتهجير .
إن مايمكن قوله اليوم لبشار الأسد وشبيحته السوريين : مهلاً أيها القتلة ، فالباطل لايمكن أن يهزم الحق ، طال الزمن أم قصر .
الباطل هو طائفيتكم بكل أشكالها وأنواعها ودرجاتها ، وهو حق القوة كبديل لقوة الحق ، وهو استعانتكم بالقوى الخارجية على أبناءشعبكم ، وهو قتلكم وتهجيركم واعتقالكم لأكثر من نصف عد سكان بلدكم سوريا ، وهو تدميركم لكل المدن والقرى السورية التي رفضت وترفض هيمنتكم الطائفية ووصولكم إلى الرئاسة عن طريق الدبابة والطائرة وليس عن طريق صندوق الإقتراع . وهو براميلكم بنوعيها التي تحصدون بها أروح الأطفال والنساء والشيوخ ، بل وكل مايتحرك داخل البيوت وخارجها .
أما الحق فهو بنظرنا تلك اللحمة التاريخية والجغراقية التي تربط بين العروبة والإسلام منذ خمسة عشر قرناً، وهو ثورة الحريةوالكرامةالتي اندلعت في مدينة درعا بتاريخ 18 آذار 2011 ، والتي هي واقعياً ثورة المواطنة المتساوية ، والعدالة الاجتماعية ، والتعددية السياسية والأيديولوجية ، والديموقراطية الحقيقية ( أي غير المشروطة ) ، وصندوق الاقتراع النزيه والشفاف ، وبالتالي حكم الشعب كبديل لحكم الطغمة . أو بتعبير آخر ، إنها ثورة انتصار الحق على الباطل .
" قل جاء الحق وزهق الباطل ، إنّ الباطل كان زهوقا " ( الإسراء 81 )



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سوريا :؛ داعش أم دواعش ؟
- مؤتمر فيينا 2 وتهميش الشعب السوري
- رباعية فيينا والحل السوري
- العلاقة الجدلية بين التفاهة والتوريث
- بوتين بشار الفرزدق
- الثورة السورية بين بوتين وأوباما
- التدخل الروسي الصارخ والتدخل الأمريكي الصامت
- نحن وهم
- التغريبة السورية بين ىرأيين
- التغريبة السورية بين رأيين
- بين بشار وأوباما شعرة معاوية
- العراق ، هوامش من التاريخ والمقاومة
- الطفل والبرميل
- الربيع العربي : المتهم البريء
- التدليس في خطاب الرئيس
- كلمة في مخرجات مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة
- خواطر شاهد عيان ، عودة إلى حرب حزيران 1967
- رؤية خاصة لمعارض سوري لنظام عائلة الأسد
- الذاتي والموضوعي في الصراع بين علي ومعاوية
- بشار الأسد وإشكالية الهوية


المزيد.....




- -خليه يقاقي- حملة شعبية في المغرب لمواجهة -ثورة- أسعار الدجا ...
- بن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرا ...
- هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على بيلغورود الروسية: تضرر مبنى س ...
- -لانسيت- الروسية تصطاد -سترايكر- الأمريكية في مقاطعة كورسك
- بنك أهداف قد يشمل استهداف طهران.. سلاح الجو الإسرائيلي يعلن ...
- ملك المغرب يوشح العداء سفيان البقالي بوسام العرش من درجة قائ ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الأمريكي آخر المستجدات في ...
- نبيه بري: حصول حرب كبرى أم لا الأمر متوقف على الأيام القليلة ...
- نتنياهو يقرر إرسال وفد كامل لمحادثات قـطر
- حماس: فقدنا الثقة بقدرة واشنطن على التوسط في محادثات وقف إطل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - بشار الأسد والبراميل المتفجرة