أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - أردوغان سياسي بلا أخلاق














المزيد.....

أردوغان سياسي بلا أخلاق


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 02:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلنا علم بإسقاط الطائرة القاذفة الروسية فوق سوريا من قبل الطيران التركي.
وأكثرنا يعلم مدى الإنحدار الجاري بالعلاقات بين تركيا و روسيا على أثر ذلك الإسقاط للطائرة الغير محسوب النتائج من قبل أردوغان أولا، وباقي قادة تركيا.
البعض ممن يؤمن بنظرية المؤامرة، يعتقد أنها لعبة من قبل الولايات المتحدة لترى مدى جدية روسيا، ولتعرف الى أي مدى ممكن ان تصل ردة الفعل الروسية.
والبعض يعتبرها حركة طائشة وغير مدروسة من اردوغان.
والبعض يعتقد أن القادة الذين أمروا بإسقاط الطائرة لم يأخذوا رأي اردوغان بالأمر.
وكل هذا جائز، ولكنها لعبة ستكون نتائجها وخيمة على تركيا، فحتى لو كانت مؤامرة من أمريكا ضد روسيا، فالخاسر سيكون تركيا، سنعرف هذا لاحقا، وإن لم تكن مؤامرة، بل تصرف خاطئ من أحد القادة، فكان الأجدر باردوغان الإعتذار سريعا من روسيا، ومحاولة إحتواء الأمر، بدل التصعيد الكلامي، بأنه سيحمي الأجواء التركية، وهو الذي اعتاد يوميا على خرق الأجواء السورية والعراقية بسبب أو من غير سبب، فهل كان اردوغان سيسكت لو تم اسقاط احدى طائراته في العراق أو سوريا، أم كان سيشعل البلدين نارا ودمارا.
ادعى اردوغان أولا أن الطائرة الروسية دخلت الاجواء التركية، وتم إسقاطها لهذا السبب، فهل هذا سبب مقنع لإسقاط طائرة في منطقة عمليات عسكرية، وهل هناك أهداف ذات أهمية عسكرية في المنطقة التركية المخترقة، إن كان هناك إختراق من الأساس.
فلم يتم الإختراق فوق أنقرة أو اسطنبول، أو حتى فوق السدود الضخمة على نهري دجلة والفرات حتى يخاف من تدميرها.
ثم أعاد وقال أن مناطق قصف الطيران الروسي هي مناطق تركمانية !
وهذا معناه أن أردوغان قومي عنصري، حيث أنه يريد الدفاع فقط عن التركمان، والذين هم بقايا الإحتلال العثماني لبلاد العرب.
لا مانع عندي من عيش التركمان في بلدانهم الحالية، في العراق أو سوريا، ولكن يجب ان لا يكونوا كمسمار جحا، مدعاة للتدخل من قبل تركيا بكل شاردة وواردة.
ثم قال أن بالمنطقة التركمانية مقاتلين للجيش الحر، وهذا معناه وبصريح العبارة أن اردوغان يسمح لنفسه بالتدخل بالشأن السوري الداخلي بدعمه لطرف ضد اطراف أخر، أو ليس هذا تدخل بالشؤون الداخلية لدول أخرى مما تحرمه الاتفاقات الدولية، ومما يعارضه اردوغان نفسه لو سمح اي بلد لنفسه بمساعدة اكراد تركيا، ام ما هو حلال لتركيا حرام على غيرها.
ثم اتهم روسيا ونظام الأسد بأنهم يشترون النفط المهرب من قبل داعش، مما أدى بروسيا لفضحه بنشر صور ابن اردوغان مع قادة في داعش، لينقلب السحر على الساحر.
فالكل تقريبا يعلم ان حتى طيران التحالف وبضمنه الطيران الامريكي لم يكن يوميا يغير على ناقلات النفط المهرب الى تركيا من قبل داعش، ولكن بدخول اللاعب الروسي، وتدميره لأكثر من اسطول عجلات نقل النفط، اضطرت تركيا بعد الضرر الذي لحق بمصالحها من نشر غسيلها بنفسها.
ما زاد خوف اردوغان وتخبطه، وسعيه الحثيث نحو لقاء بوتين في قمة المناخ حتى بعد رفض طلبه باللقاء، أن هناك تقارير تنشر بالصحافة الروسية عن قادة روس، في الخدمة وخارجها، ممن ينظرون للضربة الروسية القادمة ضد تركيا.
فمنهم من يراها ضربة نووية بحتة تنهي تركيا كدولة، ومنهم من يراها ضربة محدودة الأهداف، ولكنهم يجمعون على أن الرد الروسي سيكون قاسيا، علما أن روسيا لم تخسر ولا حرب واحدة مع تركيا على مدى التأريخ، فكل الاحصائيات تصب في صالحها.
ولكن هل حقا تريد روسيا ضرب تركيا !
بدأت روسيا بالعقوبات الاقتصادية، فطالبت بعودة السياح الروس من تركيا، كما طالبت شركات السياحة الروسية بايقاف الرحلات لتركيا، ووضعت شرط الفيزا لدخول الاتراك لروسيا، وأوقفت التعاون العسكري بينهما، كما اوقفت استيراد المواد الغذائية من تركيا.
كل هذه أضرار بعشرات المليارات من الدولارات خسرتها تركيا من تعاملها مع روسيا.
وتفكر روسيا حاليا بايجاد خطط بديلة لمرور انابيب النفط والغاز الى اوربا عبر بلد آخر غير تركيا، وهي خسائر للجانبين التركي والروسي، ولكن هذا ما يحدث الآن.
وصل الطريق باردوغان الى طريق مسدود، فهو لا يريد أن يعتذر، ويعلم ايضا ان إعتذاره سيجره الى خطوات اخرى قد تطلبها منه روسيا، قد يكون محاسبة القادة، او وقف الطيران الحربي التركي في المنطقة، والذي توقف فعلا خوفا من اسقاطه من قبل منظومة اس 400 .
يوما بعد آخر يثبت لنا السياسيون المتأسلمون أنهم لا ينفعون بلدانهم، فتفكيرهم ينصب بخدمة مصالحهم الدينية البحتة، ولا ينصب في خدمة البلد ككل.
فاردوغان يتعامل مع داعش بالسر، ويشتري نفطه، ويسرب الاموال السعودية والقطرية لهم، ويهرب الرجال والنساء عبر حدوده كمقاتلين جدد لداعش، حتى أميركا نفسها حذرته من عدم ضبط الحدود، وبنفس الوقت يدعي محاربة داعش، بالكلام فقط، دون أفعال.
سياسة بدون أدنى أخلاق.



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تئبرني يا حسين شو مهضوم
- رماك البحر
- اللحى القذرة
- جلس بجنبي كيس زبالة عفن
- لماذا تتقاتلون من أجل نصاب قد مات
- لا علاقة لله بمحمد ودينه
- أما آن الأوان لتقسيم العراق
- عالم بطيخ سعودي يكتشف نظرية كأنشتين
- الفرق بين رأيك والبيتزا !!
- رجاءاً يكفي طرحاً لسؤال ... هل تؤمن بالله !
- داعش لا يمثل الإسلام فهمناها ... ولكن محمد لا يمثل الإسلام . ...
- الأردن يتحمل قتل اليابانيين وقتل طياره
- الحرق وحز الرقاب وقطع الرؤوس من الإسلام الصحيح
- حرق معاذ الكساسبة، ولا من مظاهرة
- تطهير رجل بحرقه بالنار
- الجمجمة
- خبر ناقة ثمود
- أبقاء انتاج اوبك كما هو لمصلحة من ؟
- أعداءنا يعيشون بيننا
- الحسين في زمانه و مكانه


المزيد.....




- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا
- نتنياهو يعيد النظر بمرشحه لرئاسة الشاباك
- لوبان: الحكم الصادر بحقي مسيس
- خطة أوروبية لمواجهة الرسوم الجمركية


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - أردوغان سياسي بلا أخلاق