جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 21:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نماذج الحياة بعد الموت
ليس هناك شيء يبقى له اهمية بعد الموت عندما يعيش الاخرون واموت انا و لكن هل ستفقد اعز انسانة في حياتي اهميتها ايضا؟ هل ستفقد القهوة الايطالية التي اشربها يوميا مكانتها؟ هل يفقد الشاي الشرقي الاسود في الاستكان قيمته؟ ماذا عن لغة الام و الثقافة؟ الم تكن موجودة ايضا قبل ميلادي و تبقى عند الاخرين بعد مماتي؟
هناك عدة نماذج للحياة بعد الموت و لكن اجملها هي التي اقترحت من قبل عالم الرموز و المنطق Charles Sanders Pierce. لا يستند نموذج الاستاذ المذكور على الناحية البايولوجية بل على عالم الكلمات و الصور او رموز تحمل معاني و هذا يعني التفكير و لكن التفكير بالنسبة له هو عملية مستمرة او بعبارة اخرى عملية رموز تتكون من سلسلة من الكلمات: ليس هناك شيء في وعي الانسان لا يقابله كلمة اي ان الكلمات التي يستعملها الانسان تشكل الانسان نفسه.
بالتأكيد الكلمات الصادقة هي مسألة اجتماعية تنتقل من فم الى فم - تصل من خلال تفسيراتها الى معانيها و الذي يريد ان يستمر انسانيته بعد موته يراهن على الكلمات الصادقة التي لا تخاف من قول الحقيقة كما راهن شكسبير على قدرة كلماته في احدى قصائده التي تعيش الى يومنا: طالما يتنفس الانسان و ترى العيون ستعيش هذه الكلمات لتعطيك الحياة.
و لكن ماذا عن كلمات النصوص الدينية كالقرآن؟ ألا تعيش الى يومنا هذا؟ هل يعقل بانها تعيش بسبب حقيقتها او صدقها؟ دعنى اصحح هذه الفكرة و اقول بان الكلمات التي تستمر بالعيش اكثر من الف سنة و حاضرة يوميا اليوم هي اما بسبب قيمة قدمها و انجذاب الباحث الى النصوص القديمة او لان بعض كلماتها لها قوة و جمال موسيقي فريد من نوعه او لانها كلمات دينية تلعب على وتر عاطفة المؤمن الساذج لتستغل جيناته المتنقلة من جيل الى جيل.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟