ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4997 - 2015 / 11 / 26 - 21:46
المحور:
الادب والفن
في الذكرى الرابعة لرحيل أمي
سلام على روحك الطاهرة
في الذكرى الرابعة لرحيلك يا أمي مارست شتى أنواع الهروب .. لم أنظر إلى المرآة كي لا ينعكس تلألأ الدمع في عيني فيبكي قلبي ..
تجنبت الحديث السري بين وبين النباتات التي أزرعها في كل شبر في منزلي لتصبح حلقة وصل بينك وبيني .. حرمتها هذا الحديث في رحلة هروبي فباتت تسألني عنك ..
أهرب من كل الزوايا التي ترفع في وجهي ذكرى واحدة .. ذكرى الرحيل .. أتكلم كثيراً مع عقلي في هذه الأيام .. أطلب منه أن يقوم بدوره .. أن يكبح جماح العاطفة .. أن يرضخ للقدر .. لكنه يعود إليَّ كالطفل الصغير الذي يبحث عبثاً في عيون الآخرين عن عيني أمه ..
باختصار شديد يا أمي أنا ما زلت طفلة .. وأن بدت معالم الهرم تلوح في المرآة .. لكنني طفلة بتعلقي بك .. وببحثي الطويل عنك في زوايا العمر .. عند كل المفترقات .. أمام كل الصور .. أريدك أن تبقي حاضرة في كل تفاصيل حياتي مهما بدت صغيرة أوثانوية ..
في هذه الذكرى سأوقف الدموع لأنك تكرهينها .. ولأنك تحبين الفرح .. وتحبين أكثر أن يغمرنا الفرح .. وأنا لا أريد أن أثقل كاهلك بالحزن المميت .. وأريد أن أرى ابتسامتك تطلُّ عليَّ دائما في المنام .. أريدك أن تفرحي يا أم .. وأن تتأكدي أنك زرعت الفرح في قلوبنا وإلى الأبد ..
كلمة أخيرة سأقولها إليك .. كوني مطمئنة يا أم فما رويَّ بالحب سيثمر حباً لا ينطفىء .. وأظنك اليوم تشعرين بالراحة حين تجدين كل القلوب تذكرك بالحب .. وتشتاق إليك كما لو غادرت بالأمس .. وتدعو الله أن يرحم كل خطواتك وأنفاسك .. وأن يجعل الجنة مثواها .. نامي قريرة العين يا أم فكلنا نشتاقك .
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟